الصامتون هم أغلبية هذا الشعب ، هم الذين يعملون ويكدحون ويشغلهم البحث عن لقمة العيش عن المشاركة فيما يدور حولهم من أحداث ، لكنهم غير راضين عما يحدث ، رافضين لكل المهاترات والمزايدات . وبالرغم من أنهم يمثلون الشريحة الكبرى التى من المفترض أن الثورة قد قامت من أجلها الا أنهم أصبحوا أول ضحاياها . ان المستفيد من الثورة حتى الآن هم البلطجية فى المقام الأول ويليهم السياسيون القدامى الذين كانوا مهمشين ومستبعدين خلال العهد الماضى اضافة الى بقايا النظام السابق أو ما نطلق عليهم " الفلول " ، وأخيرا أبطال الكارتون _ نسبة الى أفلام الكارتون الهزلية _ الذين نراهم على شاشات الفضائيات وساحات الميادين يتاجرون بالثورة ويحصدون المكاسب من ورائها . ان حكومةالدكتور شرف هى المسئول الأول عما وصل اليه حال الدولة المصرية من ضعف وقلة حيلة فى مواجهة أعمال الفوضى والبلطجة ومايندرج تحتها من تظاهرات واضرابات واعتصامات تبدو فى ظاهرها أنها حق مشروع وفى باطنها فوضى وتخريب متعمد لمنشآت الدولة وتركيع وهدم لسيادةالدولة والقانون . هذه الحكومة سمحت لفئات وجهات مشبوهة بأن تلوى ذراع الدولة لفرض مصالحها التى تتعارض مع الصالح العام تحت مسميات خادعة مرتدية ثوب الحرية والديمقراطية ، وتناست أن أول مبادىء الحرية أن حرية الفرد تنتهى حيث تبدأ حرية الآخرين . الصورة الآن أصبحت مظلمة لا تبعث على التفاؤل ولاتوحى بالآمان ، وهذه هى الأسباب : - فوضى عارمة فى معظم مدن وقرى مصر ووصلت الى النجوع والكفور ، وبلطجة فاحشة لاتخشى مسئول أو قانون ، وتخريب متعمد لمنشآت الدولة الاقتصادية والأمنية وغيرها ، وتعطيل لكل وسائل الانتاج وصولا الى افلاس الدولة وهدم أركانها . - سياسيون قدامى تراودهم أحلام السلطة والوصول الى كرسى الحكم رغم أن معظمهم قد انتهت صلاحيته الفعلية وأصبح تراثا ، وشباب متحمس تنقصه الخبرة والحنكة السياسية التى حرم من ممارستها خلال العهد البائد قد أصبح صيدا سهلا لكبار محترفى السياسة فى الأحزاب والتكتلات . - مهرجون وعملاء يمارسون لعبة القط والفأر الشهيرة ( توم وجيرى ) من خلال اكشاك الفضائيات التى أصبحت تستعصى على الحصر من كثرة ماتحويه من برامج تبث السموم والشائعات وتنشر بذور الفتنة فى المجتمع وتشجع على التخريب والفوضى واثارة البلبلة والشكوك حول كل قضايا الوطن . - حكومة ضعيفة متخاذلة تعمل بسياسة رد الفعل غير قادرة على ممارسة دورها الرئيسى فى بسط الأمن واعلاء سيادة القانون وتبنى سياسات اقتصادية واجتماعية واضحة . ويتبقى لنا أمل وحيد هو صحوة الصامتين - أغلبية هذا الوطن – عليهم أن يخرجوا عن صمتهم ويعلنوا مواقفهم ويعبروا عن آرائهم بكل وضوح وقوة ، ويفرضوا ارادتهم ويتمسكوا بحقهم فى اختيار من يمثلهم ومن يحكمهم ، ويجبروا الجرذان على دخول جحورها ، حينئذ تعود البسمة الى وجه مصر ويتحقق أمل أبنائها فى غد أفضل ، وتعود لمصر مكانتها وريادتها بين الأمم ، ونردد جميعا قول الله عز وجل " ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . عاطف على عبد الحافظ