رياض عبدالله الزهراني ما أن تبدأ جولة من المفاوضات بين المعارضة السورية وممثلي النظام حتى تبدأ قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي والمليشيات الإيرانية بقصف المدن والمناطق المٌحررة بوحشية , بالأمس القريب أحرق النظام ومن يقف بجانبه مدينة حلب بوحشية لا مثيل لها في التاريخ قصف عشوائي واستهداف للمنشآت الطبية وحصارٌ من جميع الاتجاهات تمهيداً لاقتحامها والعالم الإنساني يقف متفرجاً لسببٍ بسيط فالقوى العظمى لم تتوافق فيما بينها بعد على مرحلة ما بعد الأسد !. دخول التنظيمات المتطرفة يحول أي حراك شعبي لكارثة وهذا ما حدث ويحدث بسوريا التي تقاتل على جبهات مختلفة جبهة التنظيمات المتطرفة والإسلام السياسي وجبهة المليشيات المتطرفة الطائفية وجبهة النظام ومن يقف بجانبه , لو أن النظام يؤمن بالحقوق المشروعة للشعب السوري ويؤمن بشعاراته التي يٌرددها بين فينة وأخرى لاستجاب لصوت الشعب وتنحى عن السلطة وجنب سوريا الدمار الذي لم يكن ليحدث لولاه , التنظيمات المتطرفة وفكرة الإسلام السياسي بحاجة لواقع جغرافي لتبدأ مسيرتها في بث الكراهية والقتل على الهوية وتطبيق الايدلوجيا المتطرفة وهذا ما وفره لها النظام فقد قدم الواقع الجغرافي على طبق من ذهب لتلك التنظيمات التي لا تؤمن بحق المجتمعات في الحياة والعمل والبناء والتعددية , استقدم النظام مليشيات حاقدة فكانت ردة الفعل مبرر للتنظيمات المتطرفة والإسلام السياسي للدخول والتكوين والانطلاق من أرض سوريا , يٌجاهر النظام بشعار مكافحة الإرهاب وجرائمه تجاوزت الحدود وفاقت الخيال فالأعوام الستة التي مضت على الثورة السورية لا يستطيع العالم نسيانها أو تجاهلها , يعتمد النظام على سياسة الأرض المحروقة ليٌطيل عمر الأزمة ويٌملي شروطه على طاولة المفاوضات , ذلك الاعتماد يرتكز على حقيقة وهي تحول أرض سوريا وأزمتها لمسرح صراع دولي كبير كل قوة فيه تسعى لكسب الرهان بالطريقة التي تضمن مصالحها , لو أن العالم المتقدم يؤمن بمكافحة الإرهاب لوقف ضد ذلك النظام عسكرياً ولوضعه بالقائمة مع تنظيم داعش الذي لم يكن ليولد لولا ذلك النظام ووحشيته , الصراعات السياسية تتحول لصراعات دموية ومذهبية وطائفية بعد أن تفشل الخيارات السلمية وبعد أن تنقض عليها التنظيمات المؤدلجة وتختطفها الشعارات العاطفية الرنانة , حرق حلب تمهيداً لاقتحامها يعني عملياً إعادة الثورة السورية لنقطة الصفر وهذا يعني فرض النظام لشروطه بالمفاوضات التي تٌعقد وسط جو مشحون ومليء برائحة الموت , سقوط حلب يعني سقوط الثورة السورية بمستنقع الأمر الواقع , الإدانات والاستنكار والغضب المؤقت لا يحل واقعاً مٌراً , الحل السياسي الحقيقي لا يمكنه أن يتحقق على أرض الواقع دون وجود قوة تقلب موازين القوى على الأرض وذلك لن يكون دون دعم دولي عسكري ,التحالف الدولي ضد تنظيم داعش والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب أمامهما جرائم دموية لولاها لما كان الإرهاب حديث العالم لكل فعل ردة فعل وجرائم النظام السوري إرهاب لا مثيل له فهل سيكون ذلك النظام هدفاً للضربات العسكرية أم إنه سيبقى هدفاً للتصريحات الكلامية التي لا تقدم ولا تؤخر ,بقاء النظام يعني بقاء الإرهاب والاحتقان والصراعات ويعني إطالة أمد الأزمة والمفاوضات و بقاء الأرض السورية محضناً للتنظيمات والإيدلوجيا المتطرفة وهذا ما تدركه القوى العظمى لكنها لا تفعل شيئاً لسبب بسيط وهو الإبقاء على مٌبرر يٌبرر الوجود والتدخلات أفضل من القضاء عليه حتى وإن أصابت الجسد نارٌ مٌحرقة في بعض الأحيان هذا قانون القوى العظمى بعلم الحلفاء والعالم الإنساني المتمدن ولا يستطيع أحدٌ تغييره !