رياض عبدالله الزهراني وصل الشعب السوري لجنيف 3 دون حل يٌنهي فصول مسرحية القتل والتشريد والهمجية , وصول الشعب لجنيف 3 لم يكن خياراً بل قدراً صنعته الظروف الإقليمية والتخاذل الدولي وتصفية الحسابات السياسية والغير سياسية , كل الدول الإقليمية والغير إقليمية أصبحت تٌدير لٌعبتها السياسية من الداخل السوري باحثة عن مصالحها حتى وإن أظهرت للعلن ما تٌخفيه في السر . الثورة السورية ستنتصر وانتصارها يتمثل في تحقيق تطلعات الشعب السوري بكافة أطيافه والتحول لبلدٍ يصون الحريات ويٌدافع عنها بلد يسود فيه القانون والعدالة ولا صوت يعلو على صوت الشعب ومؤسساته الدستورية , ذلك الانتصار ليس بحاجة لمؤتمرات تعمل بشكلٍ مٌبطن على قتل الثورة وحراك الجماهير تحت مسمى مكافحة الإرهاب , في ليلةٍ وضحاها تحولت سوريا لأفغانستان أخرى فالفصائل الثورية المسلحة تعددت والجيش الحٌر حامل راية الدفاع عن الثورة وجماهيرها أصبح أقل شأناً وحضوراً بالمشهد فالدعم المٌقدم له لا يكفي وبندقيته لم تعد مصوبة في اتجاه واحد فجبهة النظام ومليشياته وجبهة الفصائل المسلحة المتطرفة المحسوبة على الثورة وجبهة المليشيات العابرة للقارات التي تقف مع من يدفع أكثر ويضمن لها نصيب في الأرض والمستقبل جبهات جعلت من الجيش السوري الحٌر يعيش حالة من التشتت والخوف على الثورة وعلى جماهيرها , الائتلاف السوري المعارض الممثل الشرعي للثورة والجيش السوري الحٌر منظمتان بحاجة لدعم وتأييد بشكلٍ فاعل ومباشر وليس ذلك فحسب بل جميع الفصائل الثورية المسلحة ذات التوجه الوطني بحاجة هي الأخرى لدعمٍ وتأييد حتى وإن أخطئت في تحديد أهدافها وتوضيح رؤيتها في السابق , الاعتراف والتأييد والدعم المباشر يعني تغيير موازين القوى على الأرض وهذا يعني قبول النظام ومن معه بأي طرح سياسي يٌنهي فصول الأزمة . القوى السياسية والمسلحة يجب أن توحد رؤيتها ورايتها تحت كيان واحد فمؤتمرها الذي عقدته بالرياض قبل أشهر لم يكن مجرد خطوة رائعة في الطريق الصحيح بل كان بداية صحيحة للتصحيح لكن ما الذي حدث , ما حدث هو أن تلك القوى السياسية والمسلحة ما تزال تعيش في كنف الشتات حتى وإن أظهرت الاتحاد والانسجام فهي لم تتخلص بعد من عٌقد الماضي وصراع النٌخبوية . تجويع وتشريد وحصار وقصفٌ بالبراميل المتفجرة والعالم يتحدث عن حلٍ سياسي بدون قوة تدعمه على الأرض , الحل السياسي المٌرضي للشعب السوري لن يتحقق على الأرض بدون قوة تٌغير موازين القوى وتقلب طاولة المفاوضات رأساً على عقب وأول خطوات القوة توحد الفصائل المسلحة والسياسية والبدء بكشف حقيقة شعار مكافحة الإرهاب , المستهدف بذلك الشعار هو إرهاب الفصائل والمليشيات المحسوبة على السٌنة فإرهاب المليشيات الطائفية الشيعية بمنآي عن الاستهداف المباشر والغير مباشر وتلك معادلة معكوسة مقلوبة تتعاظم إذا تم استهداف من يٌقاتل النظام ويدفع صلفه وهمجيته ؟ جنيف 3 أثار عدة تساؤلات فهل العالم أجمع على قتل الثورة وجماهيرها والعمل على إطالة أمد الثورة لأسباب جيوسياسية وفكرية واجتماعية واقتصادية ؟ أم أن البحث عن بديل سياسي يضمن المصالح ويعمل على تفتيت القضايا هو المٌراد , الشعب السوري طالما شكل في التاريخ الإنساني أيقونة في غاية الأهمية وهذا ما يبعث على الطمأنينة والتفاؤل فصبراً شعب سوريا المتنوع المتعدد فالنصر آتٍ لا محالة ! ...