رياض عبدالله الزهراني مواجهة العٌنف بالعٌنف والطائفية بالطائفية لا يحل مشكلة بل يٌعمقها ويكسبها شرعية هذا ما يجب أن تٌدركه الحكومة العراقية التي مع كثرة وعودها لم تتخلص من الطائفية السياسية التي جلبها نظام المحاصصة السياسية , المرجع الشيعي الصدر مٌعتصم داخل المنطقة الخضراء والجماهير مٌعتصمة على أسوار المنطقة الخضراء والحراك الجماهيري تفوح منه رائحة الطائفية المذهبية وإن رٌفعت شعارات الإصلاح ومحاربة الفساد , القوى السياسية العراقية قوى إسلاموية "إسلام سياسي بشقيه السٌني والشيعي " والحضوة الأكبر للإسلاموية الشيعية التي وجدتها فرصة لتنقض على الدولة العراقية ومؤسساتها وتبدأ تٌصفي حساباتها مع القوى الوطنية ومع الشعب العراقي الرافض للهيمنة والاستبداد تحت أي بند وشعار . الفلوجة مٌحاصرة والتبرير طرد داعش والمليشيات التكفيرية وهي ليست المدينة الوحيدة لكنها الأكثر جوعاً ودماراً , الحكومة العراقية حشدت المكون الشيعي لمواجهة مليشيات مسلحة ذات انتماء سٌني حشدٌ جعل من القتل على الهوية والتهجير والعٌنف يتصاعد ويبلغ ذروة اشد من السابق 2006م , المليشيات المحسوبة على السٌنة التي ولدت لمواجهة الاحتلال العراقي وتحولت فيما بعد لمليشيات وتنظيمات ذات طموحٍ سياسي قومي "خلافة إسلامية " ليست مقبولة عند السٌنة العراقيين أنفسهم لكن الحكومة لا تأخذ ذلك بعين الاعتبار ولا تٌقيم له أي وزن , الحشد الشعبي لا يقل دموية عن داعش بل يفوقها بشكلٍ كبير فالحكومة تبنت إنشاءه وتبنت دعمه وتسليحه , لو أرادت الحكومة العراقية مكافحة الإرهاب لعملت على نزع فتيل الأزمات ولتخلصت من نظام المحاصصة السياسية الطائفية ولأعادت صياغة الدستور والقوانين ولرفعت وتبنت شعار الدولة المدنية العلمانية الحاضنة للجميع ولغلبت الكفاءة على أي شيء أخر ,لكنها لا تٌريد ذلك فمنذ سنوات والعراق يرزح تحت حكم طائفي مذهبي يسعى لتغيير ديموغرافية العراق وتفتيت وحدته وضرب مكوناته بعضها ببعض , ممارسات الحكومة العراقية السابقة والحالية تٌشرعن التطرف والعٌنف وهذه حقيقة يتغافل عنها العالم وتتعامى عنها الحكومة العراقية والقوى السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية المؤيدة للتوجهات والممارسات الحكومية , المكونات الاجتماعية والدينية والمذهبية ستتعلق بقشة إذا شعرت بأن وجودها مٌهدد وستبدأ ترد على مختلف الممارسات بعنف أشد وهذا ما يحدث وما حدث من قبل , العراق ارض الحضارة تخلص من استبداد شعاراتي "نظام البعث " لكنه وقع بأحضان استبداد سياسي مؤدلج طائفية سياسية توظف أدواتها على الأرض بشكلٍ وحشي وهمجي , النسيج الاجتماعي العراقي لا يتكون من طيف واحد بل هناك السٌنة والأكراد والتركمان والأشوريين الخ والجميع مٌهدد حتى المكون الشيعي مٌهدد فتصرفات المراجع والسياسة تضعهم بموقفٍ محرج ويدفع البريء ثمن حماقات الأغبياء , لا يستطيع أحدٌ مهما بلغت قوته إبادة مكون أو اضطهاده وهذه حقيقية لا تقبل الجدل والنقاش , سياسة الحكومة العراقية تجاه مختلف الملفات خصوصاً ملف الإرهاب لن يٌخلص العراق من الإرهاب بل سيشرعنه فممارسة الحكومة العراقية وسياساتها تٌسهم في تثبيت أقدام الإرهاب وهذا يعني استمراره وتعدي ضرره وهذا ما يجب أن يٌدركه العالم خصوصاً الدول المٌحيطة بالعراق ...