و يصبح دفء العائلة هو الأمان الحقيقي، فالعائلة هي الروح الحقيقية الذي يلجأ لها الإنسان بعد أن يتوه بين أمواج الحياة، و عندما يبقى حب العائلة هو الأساس في الحياة فما أجمل هذه الحياة. و بعد أن أصبح الفراق هو أساس الحياة فهذا يعمل في بلد و اخر مهاجر في بلد ما ...و هكذا فإن الحاجة إلى الإهتمام بمعنى العائلة زاد و أصبح أقوى و أهم بكثير، حيث أن السعادة الحقيقية تظل في المشاركة و التواصل، و أصبح هذا أمراً يسيراً عن طريق و سائل التكنولوجيا العديدة و المتواجدة في كل مكان في العالم، و بالتواصل تغزو السعادة على القلوب و ترسم الإبتسامة على الشفاة، بل و يقوي هذا و يؤكد عدم التخلي عن الميعاد المنتظر كل عام للقاء. و من المعاني العميقة جداً عبارة قالها غيل لوميت بكلي و هي "وجوه العائلة عبارة عن مرايا سحرية، بالنظر إلى أوجه الأشخاص الذين ينتمون الينا، يمكننا معرفة ماضينا و حاضرنا ومستقبلنا"، فلابد ان لا نضيع هذا الحب و نشارك بعضنا و نعيش معا لبعض. نحن البشر يمكننا التحكم بكل ما يحدث داخلنا من جمال روحنا و حلاوتها، بالفطرة نحن نحب، فلما نقتل هذا الاحساس، لن ننكر ان هناك امورا كثيرة في بحور الحياة تغيرنا، و لكن لابد ان نعلم جيدا اننا نبدأ و ننتهي بالعائلة، و من الضروري ان يعي كلا منا معنى العائلة و عمقها، فالعائلة وطن، و من دونها نحن في غربة. دعوتي الى كل فرد محاولة خلق السعادة بحب العائلة الذي كان من المفترض ان يتواجد بيننا منذ ان خلقنا و لكن نستطيع احيائه مرة أخرى بعد ان غطته شوائب الحياة. ولنجعل هدفنا في الحياة ايجابي، نستطيع ان نخلق منه مجتمعا راقيا، فالحياة هدية من الله، و العائلة هدية، فلما لا نشكر الله عليها، و نستثمرها بطريقة صحيحة، فالعائلة الشقية فريدة في شقائها، اما العائلة السعيدة فهي للفرد كالماء يروي العطشان بعد الظمأ، فلابد ان نتمسك بها لانها الملجأ الحقيقي و السعيد لكل فرد.