لقد شرع الخلع لصالح المرأة و حمايتها من العيش مع زوج يصعب معه الحياة لأي من الأسباب . حين ذهبت إمرأة إلي النبي صلي الله عليه وسلم و قالت يا رسول الله إن زوجي لا أعيب علي خلقه شئ فهو ينفق علي بسخاء و يحسن معاملتي و لكن لا أطيق العيش معه. فهنا كان الخلع .سألها النبي صلي الله عليه و سلم عن ما أعطاه لها الزوج من مهر فقالت هو.. (حديقة )..فقال النبي صلي الله عليه و سلم ردي عليه حديقته.. الحديث الشريف.( عن بن عباس رضي الله عنهما أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلَا دِينٍ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً ) لعل هذا يعلمنا أن الخلع هنا كان لا لعيب في الزوج أو لسبب سوء معاملة الزوج للزوجة لكن كان الخلع هنا سببه كراهية الزوجة لهذا الزوج رغم حسن معاملتة لها فيما أن الزوج هنا لم يقع منه التقصير فمن حقه أن يسترد المهر الذي أعطي للزوجة المشكلة هنا أن الزوجة التي تعاني مع زوجها سوء المعاملة أو شح الانفاق أو إهدار الحقوق علي كافة أشكالها : أليس من الظلم أن يكون سبيلها الوحيد للخلاص من هذا العيش مع هذا الرجل و بدون متاعب مفرطة في المحاكم هو الخلع هذا ظلم لان في الحالة التي ذهبت بها المرأة للنبي صلى الله عليه و سلم . تطلب فراق زوجها كانت لا تعيب علي الزوج في شئ فكان حقه أن يسترد ما أعطي لها من مهر : أما ما يحدث الان و في عصرنا هذا أشياء تحمل مهاترات فأصبح بعض الازواج حين لا يريدون الحياة مع الزوجة يصنع بها ما يجعلها لا تطيق العيش معه و حين تطلب الطلاق يقول لها مش عاجبك ''إخلعيني '' ! أي رجولة هذه و أي منطق هذا أعتقد أن تطبيق الخلع هنا غير مكتمل الأركان و هنا أصبح سلاح ضدد الزوجة و ليس لصالحها و خاصة إن لم تكن تعمل أو أن لا يكون لها مورد للانفاق علي نفسها بعد الإنفصال عن الزوج و من المؤكد أن هذا سوف يكون له عواقب أكثر من سيئة ربما علي الطرفين و ليس الزوجة فقط و بخاصة أن كان يوجد بينهما أطفال . فلماذا قوانين الاحوال الشخصية لا تنظر إلي من يطبق عليه الخلع و من لايجوز تطبيق هذا عليه مع الاسراع فى تنفيذ الانفصال بين زوجين قد تستحيل المعيشة بينهما. فكثيراً ما يكون سرعة الإنفصال أفضل من طول إنتظاره . لما يترتب من نتائج قد يكون تجنبها أفضل بكثير . و لكن ليس معنا هذا أن تكون الحكاية بسهولة تصل للنهاية إن( أبغض الحلال إلى الله الطلا ق), و لكن قد يكون أحياً الطلاق من أقل الخسائر -إنتصار حمدان-