بحثت في زمن المصالح عن صداقة الصالح لا صداقة المصالح : فلم أجد لها بابا غير الباب الذي أوجدوه،في الزمن الذي شوهوه،ليكن غُيرُ الصالحِ الذي لم يعرفوه،ثم ذهبت إلي الصالحين،أسألهم عما أصاب المجتمع،فوجدت قليلا منهم ما زال متمسكا،وكثيرا قد هجر،فالقابض علي الجمر هو الذي يحدد متي يصمد ومتي يرحل أو يرتحل،فرجعت والحزن ما زال في قلبي يقطر دما،علي الصالح المتمسك وأخيه الذي قُبض! وبرغم زعمي : أن صداقة المصالح جسد بلا ثياب،تقرضه العقارب والحيات بالأنياب! عُدت إلي نفسي : أحدثها عن الصداقة التي كنت أودها طيبة المعاني،فوجدتها قد تقوضت ولم تعد الرياح تحمل لها أي أثر! آه .. قد كنت في الحياة أسير أبحث عن مكان صغير : هنالك عند النهر الغدير،أستزيد منه وأزيد،لكني رأيت أن العمر قصير،فأعرضت عن كثير تري العمر يكفي لاستنشاق الشهيق وإخراج الزفير؟ من أي نبع أنت أيتها الحياة التي تتكالب عليك النفوس : ومن أجلك تدوس علي كل قيم وكل موروث،هل أنت التي تحيا فيكِ الأماني،دون أن تصطدم بكل ظالمِ وجانٍ،هل أنت التي كنت أهواها راقية المعاني؟ من أي معدن هي نقودك التي تقود من يبيع الهوي : علي قارعة الطريق،ويرمي الشباك لتعوق الغريق،عن المضي قدما نحو فرع الشجرة العالق أو العليق،والذي يتشبث به الغريق! ها هي الأسواق قد خويت من المسلي والدقيق : وسنري كل الحلوي دونما لمعان أو بريق،وما زلنا نتكلم كذبا بأننا الشعب العريق والقيم قد ماتت،والأحلام قد ضاعت،والأماني تفتقد مع كل غريق! الكل يفترق لكنه الفراق الذي لا لقاء بعده : والكل يعبث ولا يدري،ما يسببه عبثه للآخرين،الكل يتناحر علي ما تسمي بالنقود،التي تُعطي النفوذ الذي يقود بالآخرين إلي حتفهم المرير نفسي ومن بعدي البركان والثورات،والزلازل والانكسارات،وتصدعات الأرض وابتلاع الأشخاص! الكل يدعي أنه القابض علي الدين : وما لغيره في ذلك أي دليل،وما أن تنول قبضته شيئا،إلا وينقلب كمن يقطع الجبن بالسكين،ليحرم منه الفقير والمسكين،والمستكين هنالك علي قارعة الطريق،يرجو رحمة ربه ثم عابر السبيل في زمن العصا والسكين ونسي البعض إلا من رحم ربي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا أشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر و الحمي " رواه مسلم. أي هجرة هجرنا أي غزوة غزونا الكل يغزونا ولا نغزو الكل يقودنا ولا نقود بل نُقاد : الكل يضرب فينا ونضرب في بعضنا الكل يقتل في مسلمينا في بورما وفلسطين،ويأكلهم لحمهم مشويا،وما زلنا نتجاهل أننا نعرفهم،والكل يخاف الدفاع عنهم،ويفضل السكون،وكأنه من النعامات الطويلة في البدن،لكنها تغطي رأسها في التراب،وتدعي أنها فعلت ذلك من أجل بيضات .. تخاف أن يأكلها الغراب فيعم الخراب! قد يموت العمر فينا ونخشي القوة أن تستبينَ : والخوف جبنُ لا يظهر إلا فينا،عندما تحتدم معارك الذين يريدون القتل فينا،فيتسرب الرعب إلي قلوب المتسرولين،ويسقط السيف في بحار دم الغارقينَ! الكاتب/ أحمد إبراهيم مرعوه عضو لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بفيينا عضو نادي الأدب بأجا سابقا وقصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر. (من سلسلة المقالات الفكرية للكاتب) التاريخ: 25/6/2015