الدكتور أحمد عبد الهادى إلتقيت بالرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية كثيرا .. سواء قبل إنتخابه رئيسا للجمهورية أوبعدها ... واللقاءات كانت مابين قصر الرئاسة بمصر الجديدة أوبقصر القبة ... أوفى لقاءات رسمية مختلفة ... لم تشغلنى كثيرا خلال تلك اللقاءات المناقشات الرسمية التى كانت تدور لحظتها ... إنما كان يشغلنى دوما شئ آخر ... كان يشغلنى مايدور داخل هذا الرجل ... وكيف إمتلك كل تلك المقومات الهادئة خلال تلك المرحلة الماضية من حياته ؟ وكيف نجح فى تغيير حركة التاريخ ليس بمصر وحدها ولكن بالعالم بأثره بعدها ؟ ... كيف صنع كل ذلك ؟ ... كيف خطط ؟ كيف أدار ؟ وهو الشخص الذى يمتلك وجه هادئ جدا ... وباسم دائما ... ولايعلو وجهه سوى سكون ملحوظ ؟ .... كيف نجح هذا الرجل فى تغيير عجلة التاريخ وإفشال أكبر مخطط كان يدبر للمنطقة العربية ويجهض أحلام أمريكا وتركيا والدول التى تساندهما طمعا فى جزء من التورتة ؟ ... ظللت أبحث عن إجابات عديدة فى كل مرة ألتقى فيها بهذا الرجل ... وأبحث عن مقومات شخصيته منذ أن كان يرتدى زيه العسكرى ... مرورا بقراره خلع هذا الرداء ... ثم رئاسته لمصر ... فتشت طوال الأيام الماضية عن إجابات لعشرات الأسئلة ... بحثت فى كل الأماكن التى عاش فيها بدءا بحى الجمالية بوسط العاصمة المصرية مرورا بمدينة نصر التى إنتقل إليها ثم بالقاهرة الجديدة وقبلها ... فتشت عن جذور عائلته بالمنوفية ... وخلالها فتشت عن ملامح الطالب عبد الفتاح السيسى خلال رحلته لأميركا وهو فى مقتبل العمر ... ومابين هذا وذك فتشت عن حزب شباب مصر ومعركتة مع الإخوان فى وقت لم يكن إستيقظ فيه أحد فى مصر ... عندما كنا نتعرض لأكبر عملية تهديد بالإغتيال ... ثم مواجهتى بمفردى لأكبر معركة شهدها القصر الرئاسى على مرأى ومسمع من أكثر من 30 رئيس حزب عندما صرخت فى وجه محمد مرسى وقلت له صارخا أمام الجميع نحن نرفضكم ونرفض فاشيتكم ونرفض رئاستك لمصر ... ثم خرجت محتدا أمام الجميع وهو أمر يحدث لأول وآخر مرة فى تاريخ مصر أن يحتد رئيس حزب على رئيس رافعا صوته بقوة ضده ... بينما كان الجميع يبحث عن جزء من التورتة ... وخرجت متعبا باحثا عن الخلاص ... عن شخص أعرف ملامحه جيدا ... عن شخص تمنيت وجوده فى تلك اللحظة ... ولم أكن أعلم أن القدر كان يخطط لظهور هذا الرجل ... فكان عبد الفتاح السيسى ... عبد الفتاح السيسى الذى إشتهر باسم الجنرال منذ الصغر لإمتلاكه مقومات الهدوء والرزانة والتعقل والإحترام والتفكير ... وهى ملامح سادت معه طوال حياته ... لم يتغير ... لم تغيره السلطة ... بل ظل كما هو ... ذلك الشاب الذى نشأ فى حارة كانت جزء من التاريخ ... حارة دارت فيها أحداث قصص وحواديت وروايات نجيب محفوظ ... حارة إستقبلت من قبل الرئيس جمال عبد الناصر ... لذلك كنت أفتش عن ملامح هذا الشخص وملامح التاريخ الذى غيره ... ثم أرصد أحلام جيلنا ورؤيته لثورة يناير وثورة 30 يونيو .... ومساندتنا للرئيس عبد الفتاح السيسى وتحولنا لظهير شعبى له فى اللحظات الفارقة فى تاريخ مصر ... ثم تحويلنا مقار حزب شباب مصر البسيطة لمقار إنتخابية له ... لتصنع كل هذه الأحداث وأسرار كثيرة غيرها صفحات كتابنا الجديد : عبد الفتاح السيسى الجنرال الذى غير وجه التاريخ الذى إنتهيت خلال الأسابيع الماضية من رصد أكثر من خمسة آلاف صفحة حول ماحدث طوال السنوات الماضية ودور هذا الرجل فيها .... أتمنى أن يكلل الله مسعانا على خير ويظهر الكتاب قريبا إن شاء الله