خلق الله الإنسان وجعلة خليفة له فى الإرض , ليتناسل ويتكاثر , ويعبد الله , فخلق الله آدم واسكنه الجنة,وخلق له حواء لتؤنسة , ولتكون له سكن وملاذ , ولما عصيا الله بأكلهما من الشجرة التى نهاهم الله عن الأكل منها , آمرهما الله بالهبوط إلى الأرض , فكانت رحلة الشقاء , لأن الجنة راحة لا تعب فيها ولا عناء , والحياة الدنيا شقاء وعناء . هبطا إلى الارض فكانت حواء تلد فى كل بطن ذكر وانثى , فيتزوج ذكر هذا من أخت البطن التالية (التوأم ) , فأول حمل كان لقابيل وتوأمه , وثانى حمل كان لهابيل وتوأمه , فقابيل أحب توأمه , وحقد على أخية , وحسده لأنه سيتزوجها . فأمرهما آدم بتقديم قربان , ومن يُتقبل قربانه يفوز بإقليما وهذا كان أسمها , فكان قابيل صاحب زرع , فقدم شئ ردئ من زرعة , وكان هابيل صاحب غنم فقدم أفضل شئ من غنمة , فجاءت النار وأكلت قربان هابيل ولم تأكل قربان قابيل , فالنار كانت لا تأكل إلا من تقبل الله منه قربانه . فحقد قابيل على هابيل أكثر وقرر أن يقتله , حتى يخلص منه وينفرد هو بإقليما الجميلة . وقال له سوف أقتلك , ولكن هابيل رد عليه بأنه لن يكون طرفاً فى المعركة , آى هو لا يحب الشر ولا يسعى له , وبرغم أن هابيل كان أقوى فى الجسم وأشد من قابيل ولكنه لم يقابل السيئة بالسيئة , ولم يحاول قتل أخية كما فعل الآخر , بل ونصحة إذا فعل ذلك , آى إذا قتله سيكون من أصحاب النار . فطوعت نفسة قتل أخية, فأمسك بحجر وقتل أخية به , ولكنة وقف لا يدرى ماذا يفعل فى جثة أخية لا يدرى كيف يخبئها كى لا يفتضح أمره , وأصبح نادما لا يدرى ماذا يفعل , فبعث الله غرابين , يقتتلان , فيقتل أحدهما الآخر , ثم يدفنه فى التراب , فكان هذا من الله ليريه قصة الدفن بعد الموت , فهذة كانت أول جريمة قتل على الأرض . , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل" ومعنى ذلك أن قابيل لم يتب من قتل أخية ومات وهو مذنب , فالله يحاسب الذى لم يتب و لا يحاسب العبد التائب . وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27 لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29 فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30 فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31 سورة المائده