تتردد أسئلة كثيرة..حول الإنسحاب المفاجئ..للقوات الروسية..من سوريا.. دون ما إجابات عليها..سوى وضع الكثير..من الإحتمالات..ومن الإفتراضات.. التى قد تصيب والتى قد تخطئ.. لكن إعلان الرئيس..بوتين.. عن إنسحاب القوات الرئيسية الروسية..من سوريا.. وعودتها الى قواعدها فى روسيا.. تم تفسيره على أنه.. يمثل ورقة ضعط قوية..على النظام السورى..للتقدم فى الحل السلمى ..فى محادثات جنيف.. وفقا للإتفاق مع الجانب الأمريكى..للقيام بالمقابل.. بالضغط على فصائل المعارضة, بناءا على الوضع العادى للأمور.. لكن الأمر لدى المراقبين لا يخلوا..من إفتراضات وإحتمالات.أخرى للإنسحاب, مثل أن تكون هذه القوات.. قد تعرضت..إلى ما يجبرها على الإنسحاب.. كحادث إسقاط الطائرة السورية ميج 21 فى ريف حلب.. والتى أستهدفتها المضادات الأرضية المحمولة..والتى فى الغالب أنها روسية الصنع.. والذى مثل إنذارا قويا..للطائرات الروسية.. أو إستخدام بعض الفصائل للغازات الكيماوية..خاصة النصرة وداعش.. أو سواء بالحصول على مقابل مجزى..مثل ما حدث فى حرب عاصفة الصحراء.. من ضخ ثلاث مليارات دولار.. من إحدى دول الخليج.. فى البنك المركزى الروسى.. مقابل إمتناع جورباتشوف وشيفرنادزة..عن إستعمال حق النقض..الفيتو.. حال تصويت مجلس الأمن..على قرار أستعمال القوة ..ضد صدام حسين.. أو بالسماح..بإعادة أسعار البترول للإرتفاع.. والذى بدأت أسعاره فى التصاعد.. مؤخرا..بعد مؤتمر الدوحة.لتخفيض الإنتاج, والذى حضره مندوب روسيا.. أو تخفيف الحصار..الذى فرضته أمريكا والدول الغربية.. على روسيا..والذى كبدها خسائر فادحة..تمهيدا لرفعه..حال إستجابة روسيا.. كل هذه العروض.. مجزية ومقبولة..مقابل التخلى عن النظام السورى.. فقد سبق للإتحاد السوفيتى أن تخلى عن الرئيس..صدام حسين.. وهو صديق قديم..بأقل من هذه العروض.. وأيضا تخلت روسيا عن صديقها ..الرئيس..معمر القذافى.. تقريبا بدون مقابل..لأن القوى الغربية..أخذتها على غرة.. وتدخلت بسرعة .. وربما وعدتها..ولم تف بما وعدت.. وربما كان المقابل..شيئا آخر.. مثل مد موسكو بالمعلومات..المتعلقة..بالجماعات المتطرفة.. التى تعمل على الأراضى الروسية..أو التى تهدد مصالحها.. عموما..فى أى من هذه الحالات.. من المحتمل فشل محادثات جنيف.. خاصة إذا كانت هناك أصوات..تطالب بالتقسيم الفيدرالى لسوريا.. فى ظل وجود تأييد بعض القوى الأقليمية والدولية لهذا الطرح, والذى يعارضه بشدة النظام السورى..وبعض فصائل المعارضة, وبالتالى فمن المحتمل أن تستأنف الحرب بشراسة.. لعدة سنوات أخرى.. لتستكمل هدم وطحن..ما تبقى على الأرض السورية.. مالم تدخل منطقة الشرق الأوسط..من خلالها..وبسببها..فى حرب إقليمية.. تشمل تركيا وإيران..ودول الخليج..والأردن..وبالطبع العراقوسوريا ولبنان.. وربما مصر وباكستان..فالظروف للأسف مهيأة لكل ذلك.. ولأى سبب.. يروج له إعلاميا.. لإحتواء الرأى العام.. سواء بسبب التعصب الطائفى..أو العرقى.. أو بسبب..أطماع التوسع والسيطرة وفرض النفوذ.. لكن النتيجة.. فى جميع الأحوال.. هى إعادة تقسيم..الشرق الأوسط الكبير.. ليكون كحبات..السبحة..وربما أكثر قليلا.. كلماتى وبقلمى محمد جادالله محمد الفحل