م. سعد نافع ما نشهده في هذا العصر من تزييف للحقائق وترويج كامل للشائعات والاكاذيب والاقوال المغلوطة علي المستوي الدولي والمحلي، بل علي النطاق الضيق في المؤسسات وبين مجموعة من الاشخاص قد ادي الي تسميم عقول كثير من الناس حتي انهم اصبحوا لا يستطيعوا التفرقة بين الصواب والخطأ والصادق والكاذب، وجعل بعضهم يفسد من حيث يريد الاصلاح واصبح الجميع مشوش لا يستطيع رؤية الحقيقة الكاملة او الفصل بين الواقع والخيال. الناس دائما في موضع شك واتهام وانكار وهذا يدفع بعضهم الي الوقوف في موقف الدفاع او الهجوم وتظل هذه الدائرة محيطة بهم ولا يستطيعوا الخروج منها، فالصراع يشتد بين الحين والاخر وتختلف الاساليب في التعبير عن وجهة النظر والوصول الي الحقيقة ولكن بدون جدوي، حافظ علي نفسك وعقلك بالاتزان الكامل ولا تجعل الخلل يتسلل اليك. لعبة قاتلة...اصبح يتقنها الكثيرون الان حتي انها اصبحت وظيفة في بعض المجتمعات المتخلفة المزيفة، تسميم العقول يؤدي الي فقدان المصداقية بالكامل حتي انك اذا سمعت حقيقة او قول صادق يصعب عليك تقبل الامر ويظل الشك محيط بعقلك الي ان تنسي هذه الاخبار، يبحث الكثير من الناس عن حل قاطع لهذا الخطر القاتل فقد تؤدي بعض الشائعات الي قتل الناس لبعضها البعض واتخاذ قرارات تذهب بالنفس الي الهلاك والدمار. السيف الصارم لهذا الاسلوب المظلم هو النور ان تبحث وتتثبت وتتاكد وتتوثق من المصدر الاساسي للخبر والمتعلق بالحدث وان تحاول ان تمتلك دليل كافي لتصديق ما تسمعه اما ان تري بعينك او تسمع باذنك او تدرك بعقلك الحقيقة دون مؤثرات خارجية، الدرع المكمل لهذا السيف ان تصنع قائمة سوداء للمحتالين والكاذبين والمغرضين حتي اذا سمعت شيئ لا تنقله الي عقلك الا بعد مروره علي القائمة السوداء والتأكد من صحته ومصدره، مع الدرع والسيف تحتاج الي توظيف عقلك والتحكم به فلا تجعل الحماس والاندفاع والغضب والاستفزاز يجعلك تساعدهم بترويج الشائعات عن طريق نقلها او التحدث عنها او مهاجمتها لان هذا يعطي لها قدر وقيمة لا تستحقها وقد يضيع وقت ثمين لا يعوض من عمرك حول بعض هذه الاكاذيب والصراعات الباطلة، فاذا لم يكون بين يديك مصدرا موثوق او دليل قاطع فادفن الكلام في نفس الموضع الذي خرج منه. الحذر الحذر في ان يشوش او يسمم عقلك فهو محطة الادراك والفهم واتخاذ القرار فاحرص عليه واحرسه ولا تدع احد يعبث به. اقتل الشك بسكين اليقين، واحرق الكذب بنور الصدق، وتخلص من الفتن المشتعلة بحكمة العلم، واطوي الشائعات بالدفن تحت الطين والتراب، بالوعي والادراك تضمن يقظة العقل وسلامته. إياك من كذب الكذوب وافكه ... فلرُبما مزَج اليقين بشكه ولرُبما كذب امرؤٌ بكلامه ... وبصمته وبكائه وبضحكه إذاعرف الانسان بالكذب لم يزل ... لدى الناس كذاباً ولو كان صادقاً كَذَبْتَ، وَمَنْ يَكْذِبْ فَإِنَّ جَزَاءَهُ ... إذَا مَا أَتَى بِالصِّدْقِ أنْ لا يُصَدَّقَا