قال تعالى: (فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون* واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون). في زمن الثورة، تؤجل أشياء، وتتوقف أشياء، وقد يوضع كل شيء جانبا إلا الأعراف والأصول الثورية، وفي توابع الثورة، تكون السياسة ثورة، والدبلوماسية ثورة، والعلاقات الدولية ثورة، ولكن الإخوان فقط هم من لا يعتقدون في باطنهم بالثورة، لأن أهداف الثورة، لا تتناسب مع أهدافهم، وهم الوحيدون العنصريون الذين لا يعترفون بشئ، إلا إذا وافق رغباتهم، لأنهم فقط يبحثون عن مصالحهم الشخصية، بصرف النظر عن رغبات وأمنيات وطموحات الشعوب. وهنا أحب أن أقول: (لن يستطيع أحد أن يمتطي ظهرك إلا إذا وجده منحنيا) وهذا هو أسلوب ومنهج وفكر الإخوان. فدائما وأبدا يثبت الإخوان بكل خطوة يخطونها أنهم يتقنون فنون إحتراف الأكاذيب، والتدليس، وتزوير الحقائق، بالإضافة الى أنهم أظهروا الإسلام في صورة مشوهة، بائسة، عنيفة، تخريبية، لا تليق به، على غير الواقع والحقيقة التي تتحدث عن جمال، وسماحة، ونقاء، وصفاء الإسلام، وروعته. دائما ماتشن القيادات السلفية هجوما عنيفا على قيادات جماعة الإخوان، بصرف النظر عما إذا كان السلفيون هم أيضا يحتاجون الى مثل هذا النوع من الإنتقاد، فكلاهما لا يكف عن الكذب وترويج الشائعات. إن أعضاء الإخوان الآن مطالبون اليوم بمحاسبة جميع القيادات الإخوانية، الذين باعوا أنفسهم للكراسي والمناصب والأموال، على حساب المبادئ، ودماء الشعوب، لأنهم أخطأوا المسار، والأصول، ولم يتعاملوا بشفافية، ومصداقية، فخسروا كل شئ... لذلك (فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون. واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا انما نحن مصلحون. ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون). أما الكلمة التي أحب أن أوجهها لقطر، والجزيرة، وحماس، وتركيا، وايران، والعالم أجمع، بأن يراهنوا على الشعب المصري، والشعوب العربية جميعا، لا على الإخوان، الذين باعوا أنفسهم للشيطان. ولا بد للشعوب العربية أن تحسم الأمور. فالتاريخ يثبت أن الإخوان خلال مسيرتهم، لم يكونوا يوما صادقين، ولم يشاركوا أو يخوضوا بالصدق، أى نوع من أنواع الصراع، سياسيا أو إقصاديا أو إجتماعيا، وتعودوا أن يخوضوا أى مشاركة بالمراوغة، والملاوعة، وإستعمال الإرهاب الفكري، وآلة الكذب والتشويه، والدعاية المضللة. والتشويه مبدئ أساسي من مبادئهم، فيسعون جاهدين لإظهار المذنب الفاسق في مظهر البريء الطاهر، وإسقاط أيا من الرموز الوطنية، بوضعه في صورة المجرم، القاتل، الكافر، الخائن. وقد قالها الإخوان صراحة، (بوجه مكشوف) أن تنظيمهم، إذا أراد أن يسقط شخصا، فلن يستطيع أحد أن يرفعه، وأن للإخوان جهازا خاصا، وفرقا متعددة، ولجانا إلكترونية نشطة، تعمل علي التشويه ونشر الإشاعات والأكاذيب. ولا ننسى أبدا محاولة الإخوان عام 1954، بتنسيق وترتيب وتدبير مع المخابرات البريطانية، وبعلم CIA المخابرات الأميركية، قلب نظام الحكم في مصر، بمحاولة إغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في حادثة المنشية. وبالفعل فالسقوط السياسى أو الإجتماعى سقطة مدوية، وأى سقطة يمكن تداركها، ولكن من المستحيل، والمفزع أنه لا يمكن تدارك أن تسقط جماعة أخلاقيا، مثلما سقطت جماعة الإخوان. فسقوط الإخوان الحقيقى، هو الحفرة المشبوهة، غير الأخلاقية، التي وقعت فيها، وخصوصا فترة حكمهم، ومابعدها، بعدما تميزت هذه الفترة، بنشر الشائعات، والسب، والقذف، والتخوين، والتخويف، والتخريف، والخوض فى الأعراض. للأسف تناست جماعة الإخوان المسلمين، قول الرسول (ص)، (ليس المسلم باللعان، ولا الطعان، ولا الفاحش، ولا البذىء). وإن المرأة التى كانت كثيرة الإيمان، والإطعام، والصيام، والقيام، قال عنها النبى (ص) إنها فى النار، لأنها كانت تؤذى جيرانها. سلوكيات جماعة الإخوان المسلمين أساءت إلى التيار الإسلامى كله. ولابد لجماعة الإخوان أن تتوب إلى الله، وأن يراجع القيادات، والأعضاء معا أنفسهم، لأن أساسيات الإخوان المستفزة «من ليس معى فهو ضدى». فالحزن عليهم أكثر من الحزن منهم، وعليهم مراجعة أنفسهم، وعدم القدح، وإطلاق الشائعات، ونشر الخزعبلات، والكذب، والخوض فى الأعراض، وأن يعودوا مرة أخرى إلى الساحة السياسية، بموافقة الشعب، بمنافسة شرعية، شريفة، وصادقة، وعليهم أن يكونوا ناصحين وليسوا قادحين، وأن يلتزموا بآداب الإسلام، وتعاليمه، وأخلاقه. وأقول لحزب النور، وليس للإخوان فقط، كما قال قنديل، أرى دائما أن حزب النور سحابة ثقيلة لا يحمل شيئا من إسمه، ومعظم من ينتمون إليه عملاء لأمن الدولة، وحزبهم هذا مثل الزائدة الدودية. وكيف يتحدث حزب النورعن 30 يونيو وروعته، وهو لم يشارك فيه من الأساس؟ فالنور لا يختلف عن الإخوان فى شىء، وعليه توجيه النصيحة لنفسه، قبل أن يقدم النصيحة للإخوان. لقد وضع الإخوان، والسلفيون أنفسهم عرضة للنقد من الكبير والصغير، (وكل من هب ودب) وللأسف الشديد، يتعرض كل من ينتقد الإخوان الى هجوم شديد من قبل الجماعة، فلا يوجد مكان للإخوان فى العملية السياسية، إلا إذا إعترفوا بثورة 30 يونيو، والتوبة لله بما إقترفوا من ذنوب، ثم الإعتذار للشعب المصري، عما إرتكبوه من غباء سياسي، وعنف إجتماعي، وتخريب إقتصادي، وتشويه شخصي، والتوقف عن إستغلال إسم الدين فى السياسة، والموافقة على وضع قواعد سياسية تعبر عن الجميع، ويلتزم بها كل من يريد أن يعمل فى الحياة السياسية بشرف وأمانة. حسب الكذوب من البلية.. بعض ما يحكى عليه فمتى سمعت بكذبة من.. غيره نسبت إليه إياك من كذب الكذوب وإفكه.. فلربما مزج اليقين بشكه ولربما كذب إمرؤ بكلامه.. وبصمته وبكائه وبضحكه إذاعرف الإنسان بالكذب لم يزل.. لدى الناس كذابا ولو كان صادقا فإن قال لم تصغ له جلساؤه.. ولم يسمعوا منه ولو كان ناطقا الكذب يردِيكَ، وإن لم تخف.. وَالصِدق ينجيكَ، على كلِ حال