م. سعد نافع سيدة مصرية قابلتها في احد الملاعب الرياضية قد تخطت الستون عاما من عمرها، وعندما اقتربت منها لكي اصورها ضحكت ووثبت بقدميها وكأنها في العشرين من عمرها، وحين سألتها عن سبب استمرارها في ممارسة رياضة الجري والمشي بالهرولة، قالت لي ان الحياة كانت قاسية و شاقة وصعبة وانا الان اريد ان ازيل كل الهموم من علي كتفي وارمي بالاحزان خلف ظهري، اريد ان اجدد حياتي واستعيد نشاطي واستمتع الي اخر لحظة في هذه الحياة، وكانت تريد ان تشير الي رسالة في مضمون الكلام وهي ان الحياة لا تستحق كل هذا العناء وكانت تنظر الي وكأنها تتذكر أيام الزمن الجميل وايام السعادة والطفولة والبساطة والبركة وتقول للاسف لم تعد الحياة كما كانت، اصبح عنصر المادة متغلب ومسيطر علي الجانب الروحي، بل المصلحة هي اللغة الوحيدة المقبولة بين الناس وياليتهم يدركون انهم راحلون ولم تبقي الا سيرهم واعمالهم سواء كانت محمودة او مذمومة. ام وسيدة مصرية تستحق لقب الام المثالية عن جدارة واجتهاد ومثابرة وقصة كفاح خيالية مع الحياة لتعبر بأولدها الي بر الامان والنجاح والصلاح والفلاح، وما أقل هذه الامهات اللاتي يحرصن علي تربية اولادهن تربية حسنة والحفاظ والتمسك بالاخلاق الحميدة في هذا الزمان الذي انحطت فيه جميع القيم والاخلاق الرفيعة وساد وتفشي اهل الجهل علي اهل العلم في المجتمع كالوباء، اختصرت هذه السيدة العظيمة الحياة في كلمات بسيطة ودقيقة وبالغة وهي تقول الحياة لحظة من الود والحب والتواصل وتمني الخير للجميع والبعد عن مضايقة الاخرين، فالحياة ليست معقدة كما يتصورها الكثيرون، ثم تركت رسالة اخيرة ابتسمت ثم انصرفت لتستكمل ما بدأته من رحلة ممتعة مع الرياضة والنشاط والبسمة والامل والحب والتفاؤل وهي تتمني ان يشعر الجميع بمقدار السعادة التي كانت تعيشها في تلك اللحظات. ما عشقت مّن النساء ألا ثلاثه ... أعشق أمي ثُمَّ أمي ثُمَّ أمي حملتني ثقلاً ومن بعد حملي . . . . أرضعتني إلى أوان فطامي ورعتني في ظلمة الليل حتى . . . . تركت نومها لأجل منامي فلها الحمد بعد حمد إلهي . . . . ولها الشكر في مدى الأيام لَيْسَ يَرْقَى الأَبْنَاءُ فِي أُمَّةٍ ... مَا لَمْ تَكُنْ قَدْ تَرَقَّتْ الأُمَّهَاتُ الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا ... أَعْدَدْتَ شَعْباً طَيِّبَ الأَعْرَاقِ