سلم خالد فى السنة الثامنة من الهجرة , بعد أن رأى رؤية أنه كان فى أرض جدبة ضيقة , خرج منها إلى أرض واسعة خضراء , قصها على أبو بكر الصديق فأولها بالإسلام . خالد بن الوليد كانت حياتة كلها غزوات , فقبل أن يدخل دين الإسلام كان سبب رئيسى فى إنهزام المسلمين فى غزوة أحد , حيث بعد ما انتصر المسلمين , نزل الرماة من أعلى الجبل ليجمعوا الغنائم , ولم يمتثلوا لأوامر" الرسول " الذى قال لهم لا تنزلوا من أعلى الجبل حتى ولو تخطفتنا الطير , إنتهزها خالد فرصة فرجع ورجعت جيوش قريش وحصدوا المسلمين . وكانت أول غزوة له وهو فى الإسلام غزوة مؤته ,كان قد بعث" النبى "الحارث بن عمير ألأزدى برسالة إلى ملك الروم فى الشام , فقطع الرسالة شرحبيل بن عمرو الغسانى الوالى على البلقاء وقتل الحارث صلبا , بعد أن أوثقة . جهز النبى جيشا قوامة ثلاث ألاف مقاتل , وكان أكبر جيش إسلامى , وكان فى المقابل جيش الروم مائتى الف مقاتل , فكانت المعادلة صعبة للغاية , ثلاثة ألاف أمام مائتى الف مقاتل ............. أمّررسول الله ثلاثة من الفرسان لحمل الراية حتى إذا قُتل أحدهم يأخذ الراية من بعدة من يخلفة وهم : زيد بن حارثة , جعفر بن أبى طالب , عبد الله بن رواحة , الثلاثة ينالوا الشهادة , ويجتمع المسلمين على خالد ليأخذ الراية , ويأبى فى البداية لأنه حديث عهد فى الإسلام , فيرى أنه ليس له حق فى تولى الراية , فيأخذها خالد ويغير نظام الجيش فى الميمنة والميسر ة والأمام والخلف , حتى يوهم العدو أنهم أتوا بمدد , وهذا جعل العدو يرتعب ويفر منهم ويشك فى أنهم أتاهم مدد , وهذا من الذكاء والدهاء فى خالد والعبقرية التى وهبها الله إياه , يقول خالد بن الوليد عن هذة المعركة : لقد إنقطع فى يدى يوم مؤته تسع أسياف فما بقى فى يدى غير صفيحة يمانية (هى نوع من السيوف عريضة النصل ) فى هذة الغزوة ينزل سيدنا جبريل على رسول الله ويخبرة بما حدث من النصر ومن إستشهاد الفرسان الثلاثة ,وهم مازالوا فى ساحة القتال , فيبكى رسول الله عليه الصلاة والسلام . كما أخرج البخاري في صحيحه، ((أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)) خاض خالد بن الوليد كثير من المعارك والغزوات فى حياة الرسول عليه الصلاة والسلام , وفى عهد أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب , وابلى بلاءا حسنا لما يتمتع به من فروسية وشجاعة وعبقرية فى فن القتال منذ الصغر , حيث كان أبوه يدربة منذ الصغر على القتال والفروسية . فى موقعة" اليرموك ", أحد أمراء ملوك الروم ويسمى "جرجة" إستدعى خالد وقال له : هل أنزل الله على نبية سيفا من السماء فأعطاه إياك , فلا تسله على أحد إلا هزمته ؟فقال لا ....بل سمانى رسول الله سيف الله . فخالد لم يهزم فى غزوة قط , يسلم جرجة على يدية وينطق الشهادة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . ويدخل فى صفوف المسلمين بعد أن كان منذ لحظات فى صفوف المشركين , ويموت جرجة شهيدا دون أن يصلى ركعة واحدة لله . من أقوال خالد : كتب خالد إلى مرازبة الفرس ....أسلموا تسلموا , فقد جئتكم بقوم يحبون الموت , كما تحبون أنتم شرب الخمر . عندما حضرت خالد بن الوليد الوفاه جعل يبكى , لم يكن يبكى جزعا من الموت , ولكنه كان يتمنى أن يموت شهيدا على أرض المعركة . فقال : لقد حضرت كذا وكذا زحفا , وما فى جسدى من موضع شبر , إلا به ضربة سيف , أو طعنة رمح , وهاءأنا ذا أموت على فراشى حتف أنفى كالبعير ....".فلا نامت أعين الجبناء " توفى خالد بن الوليد بحمص في 18 من رمضان 21ه، الموافق 20 من أغسطس 642م، رحمة الله عليه ورضى الله عنه وأرضاه .