لا شك أن لدينا موروثنا الثقافي الذي دعم الكثير من الصفات لدينا و شكل فينا موروثنا القصصي الكثير حيث اعشنا آبائنا واقع مغلوط فهم علمونا الشئ و نقيضه في نفس الوقت . من منا لم يعشق علي بابا و من لم يتعاطف معه و رغم أنه سرق المغارة و نظراً لأنه سرق العصابة صفقنا له و نحن صغار.. و لكني ممن تأثروا بفلم محاكمة علي بابا للدكتور يحي الفخراني و كان لهذا مردود عليّ و فيما بعد حين أصبح لدي أطفال قررت أن أغير نهاية القصة قصة علي بابا و و حينما كنت أحكي لهم هم صغار كنت أضع نهايتها (توبة علي بابا) و ذهابه للشرطة حتي يساعدوه فى التخلص من هذه الأموال المسروقة و الإبلاغ عن العصابة .ما أريد طرحه من خلال هذا المقال أن التنشئة. الإجتماعية و ماتحمله من موروث ثقافي قصصي و إعلامي شكلوا العنف لدي أبنائنا ربما و لدينا أيضاً فغرس فينا الإعلام أنه لازم من وجود فريسة و مفترس ،تمثل هذا في بعض الرسوم المتحركة أيضاً مثل Tom and Jerry كما زرع التليفزيون فكرة أن البقاء للأقوي عن طريق( مازنجر و قرنائه) و كان هذا سبب العنف لدي الشباب أطفال الماضي . و لا ننسى الشاطر حسن الذي خطف الأميرة علي الحصان الأبيض و هذا غرس مبدأ التحرش لدي الشاب . كان من الجدير بنا أن نعدل هذا الموروث المتعفن و لا نقدمه بأيدينا لأبنائنا يومياً بعد كل وجبة عشاء كل ليلة فينام الصغار و في أذهانهم قصص عقيمة ينامون و يحلمون أن يصبحوا هم أبطال هذه القصص و قد يتحول الخيال إلي واقع مرير صنعه الإعلام تارة و قصص المدرسة تارة و قدمه الاهل تارة أخرى و هم لايدرون أنهم بدون أن يشعروا يدسون السم في العسل لأطفالهم ، فلماذا نتعجب حين نري العنف و السلوك الغير لائق ألم نزرعة نحن هذه الكلمات ___ كتابتها منذ زمن و لكني كنت أعلم إنها ينقصها شئ مهم لكني لا ادري ما هذا الشئ ... واخيراً أدركته إنه الفنان ذو #محمد صبحى القيمة العظيمة صاحب الكوميديا الهادفة ... مع إحترامي لكل كوميديان مصري من رجال و نساء وترديدهم عبارة إضحاك المشاهد في حد ذاته غاية و وسيلة ... لا و الله إضحاك المشاهد غير كافي لأن يكون غاية و وسيلة لإننا إذا اعتبرناها هكذا لإنزلقنا لمبدأ مرفوض و هو الغاية تبرر الوسيلة و عندها قد تكون الوسيلة المتبعة لإضحاك المشاهد وسيلة هزلية ،، قد تكون تحمل رزالة و سماجة ، قد تحمل عفواً قباحة .و أشياء خارجة عن مجتمعنا..لذلك حين كان ابنائي صغار كنت الأم التي تعي تماماً إنها ليست وحدها من تربي أبنائها و لكن المجتمع بأكمله يشاركني تربية ابنائي و تعليمهم عادات و قيم و غرس مبادئ قد يكون منها الصالح و منها الطالح . لذلك كنت اقدم لأبنائي التوجيه و الإرشاد و يأتي بعض الفنانين بما يخالف . بحثت من الفنان الذي اترك أبنائي يجلسون معه أمام شاشات التلفاز و أنا مطمئنة فكان إختياري للفنان #محمد صبحي و كانت الاجزاء الوسطى من مسلسل عائلة ونيس. حيث كنت اجلس معهم لمشاهدة هذا المسلسل و كثرة إطمئناني لما يقدمه من نصائح و ارشادات و توجيهات محترمة مغلفة في قالب# كوميديا الأسرة. كثيراً ما تركتهم من اجل إعداد الطعام أو القيام بإحدى الأعمال المنزلية . و أنا مطمئنة أن أبنائي يستمعون لأب و تربوي آمين . رغم أن ابنائي كانوا في مرحلة عمرية أصغر من أبناء ونيس إلا أني أعي تماماً أن هذه الأجيال يسبقونا بعصور حين كنا في نفس أعمارهم . حتي ساهم معي الفنان محمد صبحي علي مدي بعض أجزاء مسلسله الناجح عائلة و نيس في تربية ابنائي و غرز قيم إفتقدها المجتمع ... و أخيراً و ليس أخراً أقول للفنان #محمدصبحى عوداً محموداً