محمد صبحى من موقع «ونيس السادس»: أشم فى مسلسلات رمضان رائحة فساد

وسط العدد الكبير من مسلسلات الست كوم التى انتشرت فى الفضائيات، والمسلسلات الكوميدية التى تهدف إلى الضحك من أجل الضحك، لم يتخل محمد صبحى عن مبادئه، وظل كما هو منذ سنوات طويلة، ليس فقط على مستوى الأعمال التى يقدمها، بل على مستوى أجره الذى لم يتغير منذ سنوات رغم تغير كل شىء حوله.
هذا العام يعيد محمد صبحى شخصية ونيس إلى شاشة التليفزيون من خلال جزء سادس من المسلسل الشهير «عائلة ونيس».
■ لماذا فكرت فى جزء سادس بعد هذه السنوات الطويلة؟
- الشركة المنتجة هى التى اقترحت على تقديم جزء سادس من المسلسل، و ترددت فى البداية لصعوبة إسناد دور الراحلة سعاد نصر إلى ممثلة أخرى، وفى النهاية قررت أن أقدمه بدونها على أن يهدى هذا الجزء فى تتر المقدمة إلى الراحلين: سعاد نصر و زوزو نبيل وأحمد بدر الدين مخرج الأجزاء السابقة، عرفاناً بجميلهم وأدوارهم فى نجاح المسلسل.
■ كيف استطعت أن تعوض غياب شخصية «مايسة» التى جسدتها الراحلة سعاد نصر؟
- لنعوض مسألة غيابها، بدأنا أحداث المسلسل بعد وفاتها ب10 سنوات، واستعنت بتسجيلات صوتية لها أخذتها من 152 مشهداً من الأجزاء الخمسة الماضية، وهى عبارة عن وصايا مايسة لأبنائها، كما أننى استعنت بالممثلة وفاء صادق لتقدم دور أخت مايسة التى كانت مقيمة طوال الأجزاء الماضية فى أمريكا وتعود إلى مصر بصحبة أبنائها، وتدخل فى خلافات مع ونيس حول طرق تربية الأبناء.
■ هل يتطرق «ونيس وأحفاده» للعلاقة بين الجد والأحفاد فقط أم يتطرق لقضايا أخرى؟
- لا يقتصر المسلسل على مشاكل الأطفال فقط، إنما يناقش التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى عشناها طوال السنوات العشر الماضية، ومدى تأثيرها على تفكير أطفالنا وليس معنى ذلك أننى أقدم عملاً للأطفال فقط، إنما أناقش كل المشاكل اليومية التى تعيشها الأسرة المصرية.
■ لماذا ابتعدت عن الأعمال ذات المضمون السياسى؟
- «عائلة ونيس» خلال الأجزاء الخمسة الماضية لم يخل من موضوعات سياسية، وكذلك الجزء السادس، فيكفى أننا نشرح لأبنائنا يعنى إيه ديمقراطية، وأتحدى أن يكون هناك عمل فنى غرس الانتماء والحرية فى الأبناء مثل «عائلة ونيس»، فللأسف أطفالنا بعيدون تماماً عن الواقع الذى نعيشه ومن خلال الجزء السادس نتعرض بشكل مباشر إلى قضايا التعليم وسياسته وأخطائه، وخطورة إلغاء وعودة 6 ابتدائى.
■ هل ترى أن «الست كوم» أثر على المسلسلات الكوميدية؟
- طبيعة «الست كوم» لا تعنى التفاهة، ولكن ما يقدم فى مصر تافه، والفن والكوميديا بريئان منه، فهو مجرد استخفاف بعقل المشاهد وشىء مؤسف أنه انتشر بهذا الكم وتصدر قائمة القنوات الفضائية ومن المحزن أننا نصفق له وتم فرضه على الجمهور، وأنا أعتبره نوعاً من أنواع الاستظراف.
■ ولكن تردد أنك ستقدم ست كوم فى الفترة المقبلة؟
- أنا أول شخص أقدم ست كوم من خلال «عائلة ونيس»، الذى أعتبره هو الوجه الحقيقى لتلك النوعية، ومع ذلك «نفسى اتسدت» عندما شاهدت ال«ست كوم» المنتشر على الفضائيات، وكلمت وزير الإعلام أنس الفقى عندما شاهدت حلقة من ال«ست كوم» تسخر من تاريخ الفراعنة وتستعين بأغنية «بوس الواوا».. اللى بيحصل ده عيب أوى.. كلنا نعتز بحضارتنا ولا يمكن أن نسخر ونستخف بتاريخنا لإضحاك الناس، ففن الإضحاك له قواعد تم هدمها بالكامل فى ال«ست كوم» المصرى.
■ إذن ما سبب نجاح تلك النوعية؟
- لأنهم فاهمين إن ده هو اللى بيلهى الناس ولا يجعلها تفكر فى حقوقها المنهوبة، أما الأعمال الجادة الجريئة تجد مشاكل فى عرضها، ولذلك فتحت القنوات مساحات لل«ست كوم» وتقلص عدد القنوات المحترمة التى تعرض مسلسلات كوميدية لأنها تسبح ضد التيار السائد، وهذا العام عندما يعرض مسلسلى وسط هذا العبث من الست كوم على القناة نفسها سيكشفها ويظهر حقيقتها.
■ كل عام تعترض على تقطيع المسلسل بفواصل إعلانية، هل أبديت التحفظ نفسه هذا العام؟
- الأمر اختلف هذا الموسم، لأن المسلسل يعرض على قنوات كثيرة ومن الصعب متابعته فى كل القنوات التى يعرض عليها، فلن أتدخل فى شىء، وكنت أتمنى عدم عرضه فى رمضان فلو كان بيدى لوضعت شرطا مع الشركة المنتجة فى العقد بعدم عرضه فى هذا الموسم، فرغم أن رمضان يحظى بأعلى نسبة مشاهدة، لكن هناك 50 مسلسلا يتم عرضها فى وقت واحد، ومن الصعب أن يتابع أحد أكثر من 5 مسلسلات، وللأسف نقادنا يحكمون على المسلسل من الحلقات الأولى، فحتى النقد حاليا أصبح سريعا والتجربة أثبتت أن المسلسلات التى تعرض خارج رمضان تحقق نجاحا أكبر.
■ هل خلافك مع التليفزيون المصرى انتهى بعد شراء مسلسلك وعرضه على «نايل كوميدى»؟
- التليفزيون عايز يشترى المسلسل بسعر رخيص جداً، ففى الماضى كان القائمون عليه يقدرون قيمة المسلسلات جيداً بعد مشاهدتها كاملة، أما حاليا فيتعاقدون على أعمال لم يشاهدوها وأنا دائما أقول الأسوأ لم يأت بعد، فالجمهور فصل علاقته بالتليفزيون المصرى، ويبحث عن الممثل الذى يحترمه على أى قناة يقدم فيها عمله، فهناك ميزة فى كثرة الفضائيات، ولكن يعيبها أن الكثير منها يقلد بعضها البعض فى التفاهة والإسفاف.
■ كثير من النقاد أكدوا أن الدراما المصرية لن تستطيع الصمود أمام الدراما السورية والخليجية.. فما رأيك؟
- المشكلة ليست فى سوريا أو تركيا أو الخليج، الكارثة فينا وفى عقولنا التى تخلفت ورجعت بأعمالنا إلى الخلف، فمن حق أى بلد أن يجتهد ويطور من أعماله، وعلينا نحن أن نجتهد أكثر، ولكن ما حدث هو العكس حيث تراجعنا وأصبحنا فى زمن السلبية وارتفاع أجور النجوم، فمن الطبيعى أن تسبقنا الدول الأخرى فى الإنتاج الفنى.
■ معنى كلامك أنك لم ترفع أجرك هذا العام مثل باقى الفنانين؟
- بالفعل أجرى منذ «فارس بلا جواد» كما هو لم يزد، وعندما سمعت عن ممثلات يحصلن على 6 ملايين جنيه اندهشت جداً، ومع ذلك لم أطلب زيادة لأننى أدرك أن هناك أزمة فى التسويق هذا العام، ومن حق الفنانين أن يحصلوا على حقوقهم، ولكن يجب أن يراعوا أننا مقبلون على أزمة حقيقية ستؤثر على مستقبلنا.
■ حديثك يؤكد أنك متشائم من الأعمال التى تعرض خلال رمضان؟
- أتوقع أن يكون العام الحالى مثل الماضى، وأشم رائحة الفساد فى الأعمال التى تعرض أنها ستقضى على ما تبقى من الأعمال الجيدة، وبالتالى سيرفض الجمهور التليفزيون، مثلما رفض من قبل المسرح، عندما وصل إلى أعلى درجات الابتزاز.