بعد أن تصدرت مسلسلات الست كوم عروض القنوات الفضائية خلال العامين الماضيين، وغيرت خريطة السوق الدرامية، توقع البعض أن يستثمر كبار مؤلفى الدراما التليفزيونية هذا النجاح ويتجهوا إلى كتابة الست كوم، تماشيا مع متطلبات السوق التى تفرض وجود هذه النوعية من الأعمال، لكن شيوخ الدراما رفضوا هذا الاتجاه، وكان لهم رأى مختلف فسروا به هذا النجاح. محمد صفاء عامر وصف مسلسلات الست كوم بأنها «موضة» لم يشعر بها أحد وستنتهى قريبا، وقال: هى مثل سندويتشات ال»تيك أواى» السريعة وليس لها تأثير على المسلسلات الطويلة حتى الكوميدى منها، فجميع الست كوم الذى عرض طوال السنوات الماضية لم يحقق النجاح الذى حققه مسلسل كوميدى واحد من أعمال محمد صبحى، فهى مجرد «نكت» يضحك الجمهور عليها فى وقتها وعند تكرارها تكون «بايخة»، ولا أرى أى إبداع فى كتابتها لأنها قائمة على الإفيهات البسيطة، وقد لجأت إليها القنوات الفضائية لأنها رخيصة وتسد بها فراغات الإرسال. وعن إمكانية اتجاهه إلى كتابة ست كوم، قال: كتابة تلك النوعية أعتبرها مضيعة للوقت، فمن الصعب أن تكون معتادا على كتابة مسلسلات طويلة ومليئة بالدراما ثم تنزل إلى مستوى كتابة الست كوم. أسامة أنور عكاشة وصف الست كوم بأنه لون جديد دخل الساحة واستطاع أن يجد له عشاقا فى وقت قصير، لأنه يلبى حاجة جزء كبير من الجمهور، واستطاع أن يقضى على المسلسلات الكوميدية بل تربع على عرش الكوميديا، لكن عكاشة نفى أن يكون له تأثير على عدد المسلسلات الكبيرة، وقال: من الصعب أن أكتب ست كوم لأن كتابته تتطلب ورشة من الشباب. «أنا مع التجديد شكلا وموضوعاً».. هكذا بدأ يسرى الجندى حديثه عن الست كوم، وقال: أول تواجد للست كوم فى مصر ظهر بشكل جيد، ولكن بعده حدث توسع كبير هبط بمستواه شكلاً وموضوعاً، ومع ذلك لا ننكر أن الست كوم أثر بشكل كبير على تسويق المسلسلات الكبيرة وقضى على المسلسل الكوميدى الطويل. ووصف «الجندى» الست كوم بأنه «كيس شيبسى» سهل وسريع، وقال: ستنجح تلك الأعمال أكثر وأكثر كلما تدهورت المسلسلات الكبيرة، فإذا عادت مرة أخرى إلى حالتها الطبيعة سينتهى الست كوم.. ومن المستحيل أن أكتب ست كوم مهما كانت الإغراءات لأنه يحتاج إلى استعدادات خاصة «اللى متعود على نفس طويل فى الكتابة مثلى من الصعب أن يكتب ست كوم». بشير الديك رفض إطلاق وصف عمل فنى على الست كوم لأن الفن بجانب رسالته الأخلاقية هو شىء مقدس، وقال: هذه النوعية مثل المأكولات اللذيذة نستمتع بها ونسعد عند مشاهدتها، ولكن مفعولها يزول بمجرد انتهائها، فهى لا تؤثر فينا مثل المسلسلات الدرامية، ومع ذلك لا أستبعد أن يأتى يوم وأكتب ست كوم، فالمخرج نادر جلال تحدث معى كثيرا فى كتابة ست كوم ساخر ينتقد بعض الأوضاع التى يتعرض لها المواطن المصرى بعيدا عن الاستخفاف.