يبدو في الأُفق أن الأمور تتجه الى عكس ما كان مخطط لها او على أقل تقدير الى من كانت أحلامه التوسعية تراوده ليلاً ونهاراً حيث كانت أحلامه تتراقص في مُخيّلة الأعاجم من ( بني فارس ) حيث كان يُحرّك كل دُميته من خلال خيوطه التي نسقها حسب ما يشتهي ويُحبّ وكأن هذه الخيوط هي خيوط العنكبوت وما أوهنها ؟؟. بدأت اللُّعبة تكبُر وتتعقّد الى أبعد الحدود فيوماً بعد يوم تأخذ مجرى آخر أشد وأكبر لإن أقطاب الصراع في ( العراق ) يحسب لِعدوهِ الف حساب أمريكا ومن سار في فلكها . وإيران ومن تستّر تحت عبائتها وفي غياب واضح وجليّ للعرب حيث الإنحسار التام بصورة عامة وخاصة في العراق مما أتاح للقطبين الرئيسيين ( إمريكا وإيران ) أن ينفذان مشروعهما التوسعي المدمر المُهلِك فلم نرى أيُّ دور ولو كان بسيطاً للعرب في خضم هذا التوسع المشؤوم لهذين( الوحشين الكاسرين ) وهنا لنا وقفة مع الوحش الفارسي الإيراني الذي تمدد بأقصى قوة له في داخل المجتمع العربي وخاصة العراقي حتى كاد أن يُلغي الدور العربي والعراقي نهائياً وذلك بفضل الأدوات التي يتمتع بها القُطب الإيراني من خلال ميليشياته التي نشرها وبكثافة في داخل المجتمع العربي وهكذا أطمئن الفرس الى هذا الأمر وفي نفس الوقت لم يخطر على بالهم وفكرهم الضيّق أن هذا الحُلم سوف ينتهي أو يضمحل يوماً ما ؟؟. نعم لم يخطر على بالهم ولو من البعيد أن الوعي العربي سوف ينهض من جديد مُتداركاً أخطاءه ومن هنا قرّر أن يسترجع قواه الحقيقية النابعة من أصالته حين قرّر إنشاء تحالف عربي إسلامي لوقف كل طامع ويكون أمل لخلاص شعبه من خطرومكر أمبراطوريات الشر ومن هنا كان الموقف التأريخي والوطني الشجاع من المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني الذي جَسّدهُ في بيانه الموسوم (( التحالف الإسلامي ... بين .. الأمل والواقع )) والذي أوجد المرجع الصرخي فيه الحقيقة التي يجب أن ينهض بها هذا التحالف وأن يكون بموقع المسؤولية المُلقاةعلى عاتقه وخاصه في ظل الظروف الصعبة التي تَمر بها الأمّتيين العربية والإسلامية من ضياع وضُعف كاد العدو ان يُنهيها ويمزقها حيث تمنّى المرجع الصرخي أن يكون هذا التحالف بارِقة أمل تشهدها الأُمة بقوله ((ونأمل أن يكون بعيداً عن منافسات وصراعات ومنازعات محاور القوى الدولية ... ونأمل أن يكون قويّاً ورصياً متحمّلاً مسؤولية الشرع والأخلاق والإنسانية في تخليص شعوب المنطقة خاصة في العراق وسوريا من الظلم والحيف والفقر والمرض والهجرة والنزوح والحرمان والقتل والإرهاب )). وكما نوّه المرجع الصرخي ان يكون التحالف عند حُسن ظن الملايين من ابناء شعوب امتنا العربية والإسلامية ((ونأمل أن يكون التحالف عند حُسن ظن الملايين المحرومة المظلومة التي تركت الديار وسكنت البراري وعبرت البحار وغرق وفُقِد الآلف وهم يشتكون ظلم العباد الى الله الواحد الأحد )) وبدورنا لابُد أن نُشير الى نُقطة مهمة الا وهي أن المرجع الصرخي هو من حدّد أسباب الأزمة قبل وقوعها وهو أيضا من أعطى الحلول الواحد تلو الآخر في زمن ضاعت وفُقِدت كل السُبُل وأنهارت كل المشاريع للخروج من أزمات تراكمت على الأُمّتين العربية والإسلامية فيعتبر المرجع الصرخي الرجل الصعب في هذه المرحلة المريرة التي يُمكن أن يكون الحل الناجع لكل الصعاب التي توجه المنطقة برمتها بعيداً عن كل العنجهيّة والطائفية التي مزّقت الأمة بعد ما كانت الأمة مهد الحضارت ومنبع العلم والأخلاق . http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049062560#post1049062560 ____ حسن آل داغر ___