مازال الحديث موصول بإذن الله عن الإمام الليث بن سعد رحمه الله ونقول أن الإمام الليث كان عالما متبحرا في علوم الدين والدنيا وكان محب لوطنه الأم مصر فقد عاش ومات من أجل نشر العلم الوسطي السمح المقتبس من تعاليم وروح الإسلام العظيم يقول الدكتور محمد محمد أبو شعبة العالم المصري الكبير رحمه الله في كتاب ( في رحاب السنة الكتب الصحاح الستة ) ص23 ، 24 أن الإمام الليث بن سعد كانت حياته حافلة بالعلم الغزير بالإضافة إلي التحلي بأخلاق العلماء الفضلاء من صدق وأمانة وسماحة وتفقه ويسر ودقة هذا بالإضافة إلي جوده وكرمه مع كل خلق الله فقد كان هذا العالم المصري الجليل من أثري أثرياء عصره ويذكر المؤرخون الثقات أنه لم تجب لم تجب عليه زكاة قط بمعني أنه لم يبقي شيئا معه يحول عليه الحول حتي تجب فيه زكاة فكان رضي الله عنه ينفق الاموال الكثيرة في وجوه الخير علي الناس وعلي العلماء وكان يغنيهم بالمال إغناء تاما فكان يعطيهم المال بحيث لايحتاجون بعده أبدا وكان يساعد الشباب بالعمل والزواج ويعطيه المال ليقوم بمطالبه في الحياة ولكي يعيش مثل بقية الناس فقد كان الإمام الليث يمتلك الأموال الكثيرة والأراضي الزارعية وهذا من نتاج عمله وعرقه وهو صغير كذلك بما ورثه عن أبيه وأمه من مال وجميع المؤرخين من الثقات متفقون علي إنفاق الإمام الليث بن سعد في وجوه الخير بما يشبه الروايات الاسطورية بل إن درجة كرم وانفاق الليث بن سعد في وجوه الخير أحرجت هارون الرشيد فقد روي القاضي التنوخي قصة في كتابه ( المستجاد من فعلات الأجود ) قال مانصه أن هارون الرشيد تبرع في سبيل الله 500 دينار فبلغ ذلك الليث بن سعد فقام الليث عندئذ بالتبرع ب 1000 دينار للفقراء والمساكين فغضب هارون الرشيد رحمه الله من الليث وقال له اتبرع ب 500 دينار وأنت تتبرع ب 1000 دينار وأنت من رعيتي ؟ فقال الإمام الليث لهارون الرشيد (( إن لي في كل يوم من غلتي ألف دينار فأستحييت أن أعطي مثله أقل من دخل اليوم )). مع العلم أن المبلغ المذكور وهو الأف دينار كبير جدا فالدينار يزن أربعة جرمات وربع الجرام من الذهب بما يساوي اليوم تقريبا حوالي مليون جنيه فالإمام الليث بكرمه الواسع الواسع تبرع بالكثير للناس وبما يفرج كرب المكروبين والمحتاجين ليت أصحاب الملايين والمليارات من رجال الأعمال وغيرهم والمقيمين في بلادهم العربية يفعلون ذلك مع أخوانهم في سبيل اخراجهم من الفقر واغنائهم حتي لايمدوا ايدهم لغيرهم ولايكون هناك عاطلا في أي بيلد من بلاد العرب والمسلمين . فالإمام الليث رحمه الله كان يبتغي وجه الله الكريم في هذه الاموال من أجل مساعدة الناس وكان يعمل ذلك بعيد عن الرياء والشهرة . يقول الشيخ الكبير عبد الله بن صالح كما جاء في كتاب ( وفيات الأعيان) (( صحبت الإمام الليث بن سعد 20 سنة فكان لايتغدي وحده ولايتعشي وحده إلا مع الناس )) ويقول التابعي الكبير قتيبة بن سعيد رحمه الله (( قفلنا مع الليث بن سعد من مدينة الاسكندرية وكان معه ثلاث سفائن ، سفينة فيها مطبخه ، وسفينة فيها عياله ، وسفينة فيها أضيافه)). وكان الامام الليث يتصدق كل يوم علي الناس علي 200مسكين عند كل صلاة ، ويروي أنه كان يتصدق كل يوم باللحوم الطازجة والمطبوخة علي الناس وكان يطعم الناس أيضا بجانب اللحوم الهرائس بعسل النحل وسمن البقر في فصل الشتاء وفي الصيف بشئ من اللوز والسكر وذلك في كل ليلة ويقوم بتوزيعه بنفسه وأحد العاملين عنده . فالامام الليث كان رجل كريم بمعني الكلمة وكان رجل يخاف الله في السر والعلن وكان يشعر بمعاناة المحتاجين سواء الطالبين للعلم فيعلمهم والمحتاجين للمال والطعام فكان يذهب إليهم في الصباح الباكر ليوزع عليهم هذه الصدقات وهذه التبرعات لوجه الله وللحديث بقية . ملحوظة مع هذة المقالة : صورة شخصية لاسم عبد العزيز فرج عزو .