دكتور / عبد العزيز أبو مندور لقد سبق أن كتبت قبل ثورة 25 يناير 2011م .. كتبت مقالا بعنوان ( أما الثورة .. فلا ) وعددت بعض الأسباب الجوهرية لهذا .. وذلك فى أغسطس 2009م .. .. ثم عدت بعد ثورة 25 يناير 2011م وقبل عزل الرئيس محمد مرسى بكتابة مقال بعنوان ( أما الثورة .. فلا .. كلاكيت آخر مرة .. ! ) .. ولم يستمع إليّ أحد .. فلو استمع العقلاء لكلامى وهم قلة ما كنا في تلك الحالة المذرية التى لا تسر عدو ولا حبيب .. فقد صرنا أضحوكة كل الشعوب حتى تلك التى لم تفطم بعد .. ومازالت تحبوا على أربع .. ولكن - فلاحيس الإعلام الفاشل .. وكتاب كل العصور مازالوا على الجهالة يحومون .. ويتمرغون في المغالطات مثلهم كمثل جحا ( جوبلز الأماني ) حتى صدقوا أنفسهم .. ! لقد قدمت أيضا أسباب وجيهة لمطلبى .. وعلة رفضى للثورة .. بجميع أشكالها ... والأسباب اليوم كثيرة .. ومعلومة .. أكثر مما قلته في المرات السابقة .. فهى معلومة للجميع اليوم .. ليس منها ما يروجه هؤلاء وهؤلاء من الإعلاميين المأجورين .. من أن أمن مصر مهدد في حالت حدوث تغيير في النظام .. وسيطال المصريين ما طل غيرهم من السوريين لو قامت ثورة أخرى .. ! ليس لذلك ولا لغيره من الأسباب الوهمية التى يبثها إعلام جوبلز الكذاب .. ولكن لأن مصر باتت كالرجل المريض تحتاج إلى علاج طويل .. كما تحتاج إلى متخصصين فى الطب العام والشامل فقد انتابتها أمراض متعددة فى الفكر والعقيدة والسلوك جميعا .. ! لقد كاد العقلاء يشكون .. إن كانت فقدت شخصيتها .. وآمالها الكبار .. وهويتها العربية والإسلامية .. وباتت وكأنها تمالئ الأعداء .. وتستدر عطف البخلاء .. ؟! لقد قلت في أكثر من مناسبة .. وأكثر من مقالة بأن الدولة العميقة .. لن تترك أى أحد مهما كان من خارجها ليجلس على كرسي الرئاسة .. لن تتركه يعمل .. وستسبب له العراقيل حتى تسقطه .. م نعم ناور المجلس العسكري بذكاء حتى تلافى آثار ثورة 25 من يناير 2011م نعم وضع الفخاخ التي وقع فيها الجميع بدون استثناء – لغبائهم وحمقهم وتآمرهم مع المحرك الفعلي للأحداث والذى استطاع أن يفرقهم ويشتتهم ويغوى كل منهم بأنه الأحق بالتعاون معه بسبب طمعهم في كرسى الحكم واغترارهم بأنفسهم - .. وكان ما كان .. وعاد النظام القديم. ومن هنا أقول مرة أخرى ( أما الثورة .. فلا .. ! ) والأسباب هذه المرة مرة .. كلنا يعرفها .. فقد غرقت مصر في الديون الخارجية والداخلية وباتت كملايين العاطلين من أبنائها تأكل من معاش الأمهات والآباء .. يعنى تسرق قوت شعبها حتى تعالت المظالم ولا حام أو مجيب لولا رحمة الله تعالى بالناس لقلنا كما قالوا قديما ( الجوع كافر ) .. ناهيك عن أنهارالدماء التى تسيل من أبنائها وفلذات أكبادها من المدنيين والجيش والشرطة .. ذلك وغيره بسبب عناد هؤلاء وهؤلاء من هنا وهناك .. ولا نبرئ أحدا .. فميزان العدالة قد اختل .. وسياط الأمن قد ألهبت الظهور دون احترام لكرامة الإنسان المصري .. أو رادع من قانون .. ! فماذا يعنى أن يعين الخصم الألد ومن تنوشه شبهات فساد وزيرا للعدل ؟! لا نريد ثورات .. نريد العدالة الناجزة .. نريدها فى كل ميادين ومجالات العمل .. ذلك ما يحقق كرامة الإنسان المصري .. ويحفظ له ويحافظ على حقوقه .. فى الحرية .. والمساواة .. والعدالة الاجتماعية .. وتكافؤ الفرص . .. ولا إيه .. وليعلم من لا يعلم أننى لا أقول ذلك عن ضعف إرادة .. أو تخاذل جبان .. بل دافعى وموجهى .. محبة عامة .. لا يستسيغها إلا القلة العاقلة .. فأقول أنه مهما جاء مرسى آخر - كما قلت سابقا - لن يتركونه يعمل .. ! وهكذا تظل مصر بين الجزار والسكين .. أو لنقل كالتى رقصت على السلم .. لا اللى تحت شافوها ولا اللى فوق شافوها ..! الحل .. ليس إلا العدالة الناجزة .. وتربية أسرية .. وتعليمية .. وصحية .. على أسس سليمة .. تستند القانون العادل الذى لا يحابى صعلوك أو سلطان أو صعلوك .. لا وزير ولا غفير .. قانون لا يحور ولا يجور مخرجه .. وبنيانه .. وأسسه .. وقواعده.. مبادئ أصيلة .. مازالت تختزنها جينات المصريين الأحرار الأطهار .. المطهرين .. فلا تستطيع .. ولن تفلح أية قوى كارهة .. حاقدة .. حاسدة .. مهما كانت أن تنال منها .. لا بالتغيير .. ولا بمحاولات التبديل .. أو الطمس لمعالمها الحضارية .. الراقية .. لأنهم يرضعونها من أثداء أمهاتهن مع اللبن .. رباني الصنع .. ! ( وعلى الله قصد السبيل ) [email protected]