*رحم واحد أنجب الاثنين المحامين والقضاة وهو كليه الحقوق أوكليه الشريعة والقانون تخرج القضاة والمحامون *وكان يشترط للتعيين في القضاء أن يكون من العاملين بالمحاماة والمشهود لهم بالكفاءة وحسن السير والسلوك تلك المؤهلات اللازمة لتعيين القضاة فعمله بالمحاماة يكسبه خبره عمليه تجعله على علم وثقافة ودراية ببواطن الأمور وكان يعين بالنيابة أوائل الخريجين وأعلاهم درجات هذا كان في الزمن الجميل *أما في الزمن القبيح وتحديدا في العقود الثلاث الاخيره بعد سيطرة الرشوة والمحسوبية فقد امتدت أثارها إلى كافه القطاعات وكافه الوزارات ومنها وزاره العدل *فأصبح يعين بالنيابة أبناء القضاة ورؤساء النيابات ويضاف إليهم أولاد ذوى السطوة والنفوذ لدى النظام البائد أومن له صله أو علاقة من أي نوع من ذوى السلطة وأصحاب القرار *فأصبحت حكرا عليهم أيا كانت مستوياتهم العلمية أوتقديراتهم التي حصلوا عليها عند تخرجهم حتى لو كان التقدير مقبول أكوان راسب في بعض المواد وأدى امتحانات الدور الثاني فيها *وأصبح القضاة يعينون من بين أعضاء النيابة فتدنى المستوى العلمي للقضاة ونقصت الخبرة لخروجه من النيابة التي يقتصر عملها على التأشيرات والتحقيقات في الشق الجنائي وانقطاع صلتهم بالشق المدني والشرعي والتجاري *فأصبحت الأحكام جميعها تخرج بها عوار ومنها مايضيع بسببه حق من الحقوق ولايمكن تداركه ومنها مايتم تداركه بالاستئناف أو نقض يؤديه لقلة الخبرة والاستعجال في إصدار الإحكام *وليس من الضروري أن يكون جميع أبناء القضاة من الملائكة المعصومين من الأخطاء فمنهم مدمني المخدرات وخربي الذمم ومعتادى صالات الرقص والمجون فشأنهم شأن كل البشر * وقد يطال التعيين بعضا من هؤلاء * وقد عانى القضاة في عهد مبارك من الاضطهاد والظلم لبعضهم لكونهم أعلنوا الحقيقة بأن هناك تزوير في الانتخابات وصمت البعض بل وساير النظام فى تلك الانتخابات * وعندما وقف نادي القضاة بقياده الرجل النبيل المستشار /زكريا يعلن رفضه للنظام والسياسة وتمسكه بمبادئه سحقهم النظام وأهانهم بكل ماتعنيه الكلمه * ولم يقف معهم ولم يؤيدهم ويدافع عنهم سوى أشقائهم المحامين وأخذوا بأيديهم * والآن وبعد سقوط النظام يحاول بعض من أتى به النظام وعاونهم في الوصول لمناصبهم هذه أن يجعلوا للنظام البائد امتدادا في القضاة * فيريدوا أن يجعلوا من القاضي ديكتاتورا صاحب الأمر والنهى لايقبل المناقشة ولا الحوار بل يتعدى ذلك إلي حرية الآخرين أن يكون إلاه يعبد من المحامين والمتقاضين * يريدون أن يميزوا القضاة عن باقي البشر وكأنهم من خلق أخر * رجال العدالة يخترقون العدالة فيعدلوا قانون السلطة القضائية ليجعلوا العرف الذي ساد في نظاما اللا مبارك قانونا واجب التطبيق بأن يعين في النيابة و القضاة أولادهم فقط * يخالفون شريعة الله في الأرض التي لا تفرق بين عربيا أوأعجميا ألا بالتقوى فيحرمون باقي أفراد الشعب من العمل في النيابة أوالقضاء * يخالفون الدستور المصري الذي سوى بين أفراد الشعب فى الحقوق والواجبات فيحرمون باقي طوائف الشعب من حقهم فى اعتلاء تلك المناصب ويخصون بها أنفسهم وأولادهم * يعيدون النظام الطبقي مره أخرى فيصبح أبناء القضاة قضاه وأبناء الشرطة ضباط شرطه وأبناء الجيش ضباط بالقوات المسلحة وباقي الشعب يعمل فى خدمتهم * بل لايقتصرون على ذلك بل يعدلون فى نصوص قانون السلطة القضائية بأن يطلقوا يد القاضي فى الجلسات ليطال بها المحامين فيكون له الحق فى حبس المحامى بالجلسة * فيحرمون بذلك المواطنين من حق الدفاع لأن الدفاع مقيد بذلك بإراده ومشاعر القاضي وحالته النفسية والمزاجية فإذا ذا طلب من المحامى الكف عن المرافعة واستمر فيها فله الحق أن يضعه فى القفص بجوار موكله * وبالتالي فعليه أن يرضى القاضي ويخون الامانه ولا يؤدى عمله ويحرم المواطنون من حق الدفاع * إنهم يريدون أن يسلبوا الشعب حريته إنهم يريدون للشعب الخضوع والخنوع لهم ولإرادتهم وأهوائهم بعيدا عن أحكامهم * بل أنهم يريدون أن تمتد حصانه القاضي خارج عمله لتحميه فى منزله مع جيرانه مع أهل بلده مع الشرطة مع الجيش مع كل الطوائف فلا يحاسب ولا يعاقب وتقبل أقدامه من كل طوائف الشعب * وبذلك فإنهم يريدون للقضاء أن يعود إلي الوراء فمطالبتهم بأن يكون التفتيش القضائي تابعا للمجلس الاعلي للقضاء حتى لا يتحكم بهم وزير العدل أو الحكومة وهذا حقا لحكم لا ننكره عليكم = أما غير ذلك فهو اعتداء وإفتئات علي حقوق الشعب وعلي الدستور وعلي الشريعة الإسلامية وعلي كافة مبادئ العدالة السماوية والمنصوص عليها بالمواثيق الدولية = أيها الشرفاء بالقضاء أيها الحكماء العقلاء طهروا أنفسكم بأنفسكم واطرحوا الغوغاء نحن معكم ومنكم ولكن لا تشوهوا صوركم أمام الشعب بقانون جائر ومشبوه ويخرج في جنح الظلام وفي غيبة الشرعية = فتؤجل انتخابات النقابة العامة للمحامين حتى تمرروا القانون ويقره المجلس العسكري في غيبة من يعترض عليه ويبين مساوئه = فما العجلة في طرح هذا القانون الآن وما هي حقوقكم المهدرة التي تسعون إليها إنكم أول من يحصل علي حقوقه ويزيد في مصر تخالفون قوانين المرور ولا تسحب تراخيصكم ولا تسدد غراماتكم وتعفون من كل شيء ويتم استثناءكم من الدور في كل شيء فتقدموا علي باقي أفراد الشعب = رفقا بأنفسكم وبنا وببلدكم مصر الحبيبة حتى لا يحذوا أحدا حذوكم فكونوا القدوة الحسنة وكونوا حماه للعدالة والمساواة . ضعوا أيديكم بأيدينا وأيدي الشعب لنخطوا إلى الأمام ولا نعود للخلف * كونوا عنوانا للتغيير عنوانا لنبد المحسوبية والتمييز بين طوائف الشعب كونوا عنوانا لإنتهاء الدكتاتورية بدلا من أن تكونوا امتدادا لها وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه خير مصر