مع أن كبارهم أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر ، لكن ما ذنب الصغار؟ و مع أن كبارهم يستحقوا الإعدام لأنهم نهبوا وسرقوا و زوروا إرادة الشعب ، لكن لماذا لا نحاول أن نصلح من شأن الفلول الصغرى ولا نقصيهم من الحياة السياسية وتحتضنهم مصر خاصة وأنهم كانوا فلولا (بالوراثة )؟ إن فِلا صغيرا يتم إعداده من جديد إعدادا وطنيا خالصا لهو أفضل من إقصائه عن مجتمعه أو عزله بعيدا عن الحياة السياسية فى مصر .. إذن صغار الفلول فى حاجة ماسة إلى أن يقبلهم المجتمع المصرى ولا يلفظهم ولا يقصيهم أو يعزلهم ،حيث لا ذنب لهم فى أنهم نشئوا فلولا ولسان حالهم يقول هذا نهج فلولنا الكبار وما كان لنا من سلطان يبعدنا عنهم ،فلماذا تعزلونا عن بلدنا وتقصونا عن وطننا ؟ إن الكبار لم يعلمونا حب الوطن فعلمونا أنتم ، هم علمونا نهب وسرقة الوطن فطهرونا أنتم ، علمونا التزوير فخذونا أنتم إلى الحق والعدل وتحرير الإرادة . كان أخى يحمل عضوية الحزب الوطنى وكان ابن عمى هكذا وكان صديق لى أمينا للحزب ببلدته الصغيرة وكل هؤلاء لم يكونوا لصوصا وكان ذنبهم الوحيد هو ذنب كل المصريين على مدى ثلاثين عاما ،السكوت والخنوع والخضوع وعدم الخروج عن النص لأن العاقبة كانت معلومة و معروفة للجميع، حيث لم يكن هنالك حق يواجه الباطل ولا نور يجابه الظلام فيكشف ما يحاك فيه لهذا الوطن . إننا لو أردنا إقصاءهم جميعا فسوف نقصى غالبية المواطنين عن هذا الوطن ولن يتبقى غير القليل حيث أن غالبية المصريين كانوا من حاملى عضوية الحزب البائد لأن الجميع يعلم أنه لم تكن فى مصر قبل الثورة معارضة .أعتقد أننا بحاجة إلى أن يتصالح المواطن مع نفسه أولا ثم مع غيره من أبناء وطنه ثانيا .نحن فى حاجة إلى التسامح وقبول الآخر خاصة وإن كان هذا الآخر مصريا حتى وإن كان من صغار الفلول الذين لم يقترفوا فى حق الوطن ما اقترفه الكبار . اعزلوا الكبار الذين زوروا وسرقوا ونهبوا هذا الوطن وحاكموهم ولا تأخذكم بهم رأفة ولا رحمة ولا شفقة ،وارحموا الصغار الذين لم يكن لهم من هذا كله نصيب، بل واحتضنوهم وحاوروهم وافتحوا معهم صفحة لمصر الجديدة وعلموهم حبها . شكرا لكم هشام الجوهرى