هو صريح وعلى الصحفيين تقدير ذلك، متحدثة البيت الأبيض تبرر وصف ترامب لمراسلة ب"خنزيرة"    فلسطين.. قوات الاحتلال تعتقل شابًا من طولكرم شمال الضفة الغربية    هشام حنفي: أتمنى تتويج المنتخب الثاني بلقب كأس العرب.. وأحمد الشناوي كان يستحق فرصة في مباراتي الفراعنة    زد يفاوض كهربا للعودة للدوري المصري عبر بوابته (خاص)    أخبار فاتتك وأنت نايم | إغلاق الطريق الصحراوي بسبب الشبورة.. قائمة منتخب مصر في كأس العرب    والدة هند رجب تبكي الحضور في افتتاح مهرجان الدوحة السينمائي 2025    محمد منصور: تحولت في يوم وليلة من ابن عائلة ثرية إلى طالب فقير ومديون.. ومكنتش لاقي فلوس آكل    رئيس مياه البحيرة يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات «حياة كريمة»    محافظ البحيرة تلتقى أعضاء مجلس الشيوخ الجدد وتؤكد على التعاون المشترك    أبرز مواجهات اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025 في مختلف الدوريات العالمية    الأزهر ينظِّم مهرجانًا ثقافيًّا للطفل المبدِع والمبتكِر    محافظة الإسكندرية تعلن إغلاق الطريق الصحراوي بسبب الشبورة    البابا تواضروس: مصر واحة الإيمان التي حافظت على وديعة الكنيسة عبر العصور    أوقاف القاهرة تنظّم ندوة توعوية بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب    طلب هام.. تطور جديد بشأن «نورهان» قاتلة أمها في بورسعيد    المؤشر نيكي الياباني يتراجع بفعل هبوط أسهم التكنولوجيا    غلق الطريق الصحراوي بالإسكندرية بسبب شبورة كثيفة تعيق الرؤية    خاص| عبد الله المغازي: تشدد تعليمات «الوطنية للانتخابات» يعزز الشفافية    أسعار العملات أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025    عراقجي يؤكد جاهزية إيران لهجوم إسرائيلي جديد بصواريخ مطوّرة    نجوم «صديق صامت» يتألقون على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة    «المهن التمثيلية» تحذر من انتحال اسم مسلسل «كلهم بيحبوا مودي»    فضل سورة الكهف يوم الجمعة وأثر قراءتها على المسلم    دعاء يوم الجمعة.. ردد الآن هذا الدعاء المبارك    ما الأفضل للمرأة في يوم الجمعة: الصلاة في المسجد أم في البيت؟    إصابة 4 أشخاص في انقلاب توك توك بطريق تمي الأمديد في الدقهلية    محمد رمضان يغنى يا حبيبى وأحمد السقا يشاركه الاحتفال.. فيديو وصور    عازف البيانو العالمي لانج لانج: العزف أمام الأهرامات حلم حياتي    لأسباب إنتاجية وفنية.. محمد التاجي يعتذر عن مشاركته في موسم رمضان المقبل    بعد 28 عاما على وفاتها، الأميرة ديانا تعود إلى "متحف جريفين" في باريس ب"فستان التمرد" (صور)    سرب من 8 مقاتلات إسرائيلية يخترق الأجواء السورية    التنسيقية: فتح باب التصويت للمصريين بالخارج في أستراليا بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    إحالة المتهم بقتل مهندس كرموز ب7 رصاصات في الإسكندرية للمحاكمة الجنائية    القرنفل.. طقس يومي صغير بفوائد كبيرة    نائب رئيس الألومنيوم يعلن وفاة مدرب الحراس نور الزاكي ويكشف السبب    سبب غياب راشفورد عن تدريبات برشلونة    تجديد حبس سيدتين بسبب خلاف على أولوية المرور بالسلام    تجديد حبس المتهمين بسرقة طالب بأسلوب افتعال مشاجرة بمدينة نصر    أسامة كمال: نتنياهو يتجول في جنوب سوريا.. وحكومتها لا هنا ولا هناك تكتفي ببيان «انتهاك خطير».. وبس كده!    بنك مصر والمجلس القومي للمرأة يوقعان بروتوكول تعاون لتعزيز الشمول المالي وتمكين المرأة    كاسبرسكي تُسجّل نموًا بنسبة 10% في المبيعات وتكشف عن تصاعد التهديدات السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط    الكويت تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية على غزة وتدعو لتحرك دولى عاجل    مستوطنون يشعلون النار فى مستودع للسيارات بحوارة جنوبى نابلس    "عائدون إلى البيت".. قميص خاص لمباراة برشلونة الأولى على كامب نو    ضياء السيد ل dmc: الرياضة المصرية بحاجة لمتابعة دقيقة من الدولة    كأس العرب .. الننى والسولية وشريف على رأس قائمة منتخب مصر الثانى    ستارمر يستعد لزيارة الصين ولندن تقترب من الموافقة على السفارة الجديدة بدعم استخباراتي    وزير الرياضة يطمئن على وفد مصر في البرازيل بعد حريق بمقر مؤتمر المناخ    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    غلق باب الطعون الانتخابية بعدد 251 طعنا على المرحلة الأولى بانتخابات النواب    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    هل عدم زيارة المدينة المنورة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح    احتفالية مستشفى الناس بحضور سفراء ونجوم المجتمع.. أول وأكبر مركز مجاني لزراعة الكبد بالشرق الأوسط "صور"    أطعمة تعيد التوازن لأمعائك وتحسن الهضم    الجبهة الوطنية يكلف عبد الظاهر بتسيير أعمال أمانة الجيزة عقب استقالة الدالي    رئيس الوزراء: مشروع الضبعة النووي يوفر 3 مليارات دولار سنوياً    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب وعدد المترشحين بها    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غادة نبيل تكتب: الفاجعة قادمة
نشر في الدستور الأصلي يوم 15 - 10 - 2011


إن أخطر ما تتعرض له الثورات هو التعب .
هذه الخطة الجهنمية المحكمة – إرهاق الشعب والثائرين – هى بالضبط , وكما كتب غيرى كثيرون , هى ما يتم تفعيله ضد الثورة المصرية .
لا أعرف هل أعتب الآن , بأثر رجعى على التعب الذى أصاب الثوار والطلاب والنخبة وتلاميذ المدارس , أعتب على كل الأبرياء وكل غير المسيسين , وأشعر أنه من حقى أن أغضب منهم , رغم شهدائنا وجرحانا فى ثورة 25 يناير , لأنهم تعبوا بسرعة وصدقوا وافتخروا بما يسمى سلمية الثورة واشتاقوا مبكراً إلى دفء وسائدهم وأسرّتهم الناعمة مقارنة بأرصفة شوارعنا القذرة فى برد يناير , هل يستحقون غضبى وأنا من كنت منهم وبينهم , فأقول نعم كلنا نستحق ما سيحدث لأننا لم نتحسب له لكن مصر أبداً لا تستحق . وأؤمن أنه لو كان الشعب قد رأى ما يحدث الآن فى مصر واطلع على الغيب لبقى , يقيناً فى الميدان ولو لعام كما يفعل أشقاؤنا فى سوريا واليمن وليبيا.
الميدان بالشعب كله , كل طوائفه وطبقاته , وحدة تنهار أمامها الجبال والأنظمة العفنة والمخربون الذين يعودون الآن , بعد تسعة أشهر فقط هى عمر ثورتنا , ليدهسوا , كمدرعات الشرطة العسكرية وما فعلته بأجساد الأقباط أمام ماسبيرو , أقول ليدهسوا الثورة والشعب معاً .
أحزاب فلول الكلاب أوكلاب الفلول فى أول سابقة لثورة يسمح صانع القرار بعدها , لأنه ليس ثورياً , بأن تعود . كأننا مُقدّر علينا أن نظل نخضع لتمثيليات لا تنتهى , تمثيلية استفتاء لتقسيم مصر بعد حقها – بالشهداء - يا من تحكمون مصر الآن , أيها المجلس العسكرى الذىكان مؤتمناً على مصير مصر وثورتها ووحدتها , حقها فى نهضة مدنية عظيمة بكل أبنائها ذوى الكفاءات التى عطلها الفساد لعقود لأنهم ليسوا ذوى حيثية وليسوا حزباً أسود واطياً فاسداً اسمه الوطنى , ثم تمثيلية محاكمة كان الكل يتندر على نتائجها بلا تصديق رغم رؤية مبارك فى القفص , وكنا لا نثق فى القضاء وما زلنا وأقولها لكل العوار الذى أصاب جسد بلدى وروحها معاً ولم ينجُ منه إلا القليل , حتى البسطاء فى ميدان التحرير قبل شهادة المشيركانوا يقولون لى سيناريوهات من نوع " عدم الحكم عليه مهما حصل وتهريبه لبره ويمكن العادلى ياخد حكم بس برضه حيتهرب بره وكل التانيين حيعملوا لهم كده " .
بين التمثيليتين دم وبعدهما دم . لأن المجلس العسكرى الذى كنا نصدقه سابقاً لكن نؤمن أنه لا يتمتع بخبرة سياسية وأن هذه هى كل المشكلة , صار مجلساً يسمح للفلول بمزاولة النشاط السياسى فى أول برلمان منتخب سيأتى بعد ثورة الألف شهيد فى 25 يناير , ولأن المجلس العسكرى ألهانا , على نحوٍ مُتَعَمَد , بمشكلة مجابهة كل فلول وعناصر الحزب الوطنى التى ما زالت تقبض بيد حديدية على كل مواقعه فى كل مكان ببلادنا , وذنب التيارات الإسلامية لا يقل عن ذنب المجلس لأن المتطرفين الذين يكفروننا , لم ينشطوا أو نسمع لهم حساً إلا فى التصدى لكل من ليس منهم , سواء من الأقباط وغير المسلمين أو الليبراليين والعلمانيين واليساريين , وأفاضوا علينا بفتاواهم ونواياهم لدى تولى حكم مصر الجريحة العليلة , بل امتد تكفيرهم كما نعلم لمواطنين عاديين ومحجبات قد لا يرغبن أو يرغبون فى دولة دينية سلفية تختبئ وراء الإخوان " المعتدلين " , فانشغل الشعب وخاصة مؤيدى الدولة المدنية بمجابهة هذه الفظاعات والتوعدات التى من شأنها أن تؤدى , إذا ما استفحلت بلا مواجهة أو تصدٍ , لحربٍ طائفية , بدليل الاستقطاب الحاد فى المجتمع الذى لم يجد ائتلاف شباب الثورة فى أنفسهم , مع كل نواياهم وجهودهم الوطنية المخلصة , قدرة على دفعه أو التعامل معه خاصة وأنهم ليسوا من الشباب المسيس أصلاً فجاءت ما تُسمى بلحظة الحقيقة , والشباب يهرولون كل شهر أو أكثر إلى هذه المحافظة أو ذلك الحى لدرء مأساة الفتنة الطائفية التى تم تركيز الفلول عليها بوصفها أقصر الطرق وأسرعها لتهديم مصر وتثبيت الفلول فى مواقعهم , وسرعان ماتم الاستغناء التدريجى أيضاً عن الجهود المبذولة من شباب الثورة لاحتواء الفتن بعد اشتعالها , كما حدث فى أطفيح , إلى استبدال تدريجى لهم بعناصر من مشايخ السلفيين وعودة متعملقة لما يسمى بالمجالس العرفية تستجيب دائماً لمطالب الطرف الأقوى فى المعادلة الطائفية وهو الطرف المتعصب المفتعِل للأزمة من الأصل , كما حدث فى إمبابة ( ولو أنهم أيضاً كانوا بدأوا مبكراً فى أطفيح ورأينا الشيخ حسان يخطب فى الجموع هناك ) وفى الماريناب بإدفو وغيرها . وطبعاً قد كتب فى معنى الاستعانة بمجلس عرفى من كتب , فما هو إلا ضوء أخضر للمتعصبين لإملاء شروطهم فى أية حادثة طائفية يكونون هم المتسببين فيها كأنما يحكمون مصر قبل أن يحكموها فعلاً , كما أن دولة تحيل أمورها إلى فئات دينية معينة ذات توجه فكرى أصولى بالغ الانغلاق والإقصاء للفكر المختلف ( مع تسليمنا بوجود استثناءات داخل الفكر الإسلاموى وحتى السلفى بالطبع ) أقول , دولة تسلم وتفوض سلطاتها لفئات معينة بداخلها هى دولة مُصابة وتعلن ضعفها بل هى متنازلة عن دورها والدولة إذ تتنازل عن دورها فى أن تقوم بما يشبه التحكيم والفصل بين فئاتها المتنازعة لصالح القانون الذى قامت الثورة بسبب غيابه , هى دولة تدفع فئاتها وطوائفها الأضعف خاصة للإيمان بانحيازها لطرف على حساب آخر , وهذا هو مدخل الفتنة الطائفية المتكررة المشاهد مع اختلاف الأماكن فقط فى كل حادثة .
أقول هذا ليس من منطلق تحليل ورؤية شخصية فقط , ولا نتاج ما تداولته الصحف منذ فترة بشأن شهور العسل الممتدة ما بين المجلس العسكرى وجماعات الإسلام السياسى المصرية بل أيضاً لأننى سمعته صراحة كشكوى من الأقباط وقت أزمة قرية صول وكنيستها بأطفيح والتى أوصلتنا لكارثة قرية الماريناب بإدفو والتى بدورها , ونتيجة عدم إقالة ومحاكمة محافظها بطل الفتنة بامتياز والذى أعلن انحيازه للطرف السلفى الذى " يتحامى به المحافظ " على حساب الأقباط دون أدنى تقدير لخطورة موقفه وحساسية منصبه فغيب العدل لينفجر الأقباط أمام ماسبيرو ويحدث ما لا يريد المجلس العسكرى الاعتراف به : تورط المؤسسة العسكرية فى إراقة دم المصريين ولوكنتيجة لتدخل بلطجية فلول منهم ما يزيد عن 165 ألف متعاون مسجل خطر فى الشوارع كان وزير الداخلية المحبوس الذى سيبرأه المجلس العسكرى , مسئولاً عن إطلاقهم ككلاب مسعورة على الشعب المصرى فى الانتخابات أيام مبارك, ثم فتح لهم السجون بحصانة كتابية ( عميد على جلال مدير إدارة التعاون مع المدنيين لجهاز مباحث أمن الدولة بأمر وزيره )كما أفادنا إبراهيم عيسى فى مقاله المنشور بجريدة التحرير بتاريخ 13 أكتوبر 2011.
لعل المجلس العسكرى الآن يعرف ما تهامس به لى الأقباط أمام ماسبيرو وقت أزمة صول . لدى الأقباط يقين أن الجيش وسيادة المشير شخصياً قد " تأسلما " وقد تعزز هذا اليقين لاحقاً مع كل حادثة طائفية كان الأقباط يرون فيها قوات الجيش والشرطة العسكرية تقف بمدرعاتها ودباباتها بلا أدنى تدخل , لأنه لا توجد أوامر بذلك , أمام مرأى حرق كنيسة يستغرق عدة ساعات كما حدث فى إمبابة , أو هدم كنيسة متهمة بأنها ليست أصلاً كذلك رغم وجود مستنداتها ككنيسة منذ أربعين عاماً , ما استغرق وقتاً طويلاً والكل مشارك ولو بالمشاهدة كما حدث فى الماريناب .
ثم , الدولة الضعيفة لا تظهر قوتها إلا على المعتدى عليهم , وطالما الطرف المجنى عليه يهتف ضد صانع القرار الذى لا يقوم بواجبه فى حمايته فالطبيعى أن يهتف ضده المجنى عليهم لأننا لم نقم بثورة استشهد فيها من استشهد لكى نعود خلفاً دُر لمربع الخوف الأول .. وألا إيه ؟؟!
كم تبدو المسافة هائلة بين من هتفوا فى مليونياتهم " يا مشير يا مشير من النهاردة أنت الأمير " ( يقصدون أمير الجماعة ) ومن يهتفون بالإعدام لنفس الشخص بعد مذبحة ماسبيرو !! . فمن , غير المجلس سبّب هذا الانقسام الذى بدأ كما أسلفنا بالاستفتاء إياه , والذى تم دهسه بقرارت وبيانات لاحقة عليه من المجلس العسكرى ؟ .
كيف لا يصدق الأقباط أنهم يُعاقَبون , لثورتهم ضد الظلم والتحرش الطائفى المستمر والهبّة للدفاع عن مقدساتهم التى ما كانوا سيتظاهرون ضد هادميها وحارقيها لو كانت الدولة أتت لهم بحقهم من البداية ؟! . كيف لا يصدق الثوار وجموع المواطنين المصريين الشرفاء ومن ليسوا فلولاً أنهم يُعاقَبون على تصديهم للفلول وإصرارهم على قانون ( الغدر ) العزل السياسى لمجرمى الحزب الوطنى المنحل صفة وأداء بتعهيره للحياة السياسية والاقتصادية للمصريين , حين يمتنع المجلس بإصرار أشد وبالغ الغرابة يذكرنا بعناد مبارك المخلوع المجرم عن الاستجابة لمطلب الجماهير وكل من ليسوا فلولاً فلا يصدر القانون الذى حمت به تونس ثورتها ؟! . ونجد رموز الوطنى مثل " الغول " وطارق طلعت مصطفى ( نعم شقيق القاتل والناهبين لنصف أراضى مصر قبل الثورة وما زالا ) يتدفقون مع غيرهم بصفاقة الفاسدين الواثقين الذين يريدون مص ما تبقى من دماء مصر وعطلته الثورة لفترة . كيف يفسر لنا المجلس العسكرى استفزاز الشعب بالإبقاء على محافظ يده ملطخة بدماء من سقطوا من شهداء الأقباط والجيش ومثله وزير الإعلام أسامة هيكل بتليفزيون لا يتقيأ علينا سوى الأكاذيب التى تملى عليه فيمليها علينا , دأب على مواصلة نهج التدليس على مواطنين ثاروا على التدليس والمذلة , تليفزيون " الكوبرى الهادئ المدعو قصر النيل " والذى سقطنا عليه بالغاز والمطاطى والخرطوش وخراطيم المياه فى 28 يناير ورأيت على شارعه ورصيفه أزكى الدماء فى نفس اليوم , تليفزيون الفتنة الطائفية والتحريض الجاهل وفلول غاربة ميتة لا تريد أن تغرب وتنزاح لأن صناع القرار لا يزيحونها بل يرونها وكما قالوا رداً على الشريف جلال عامر " كلكم الشعب " .
لا يا سيادة المشير ومليار لا أيها المجلس العسكرى . تعلمون ونعلم , أن فى القانون العسكرى , الخائن يتم إعدامه , لا تسامح أو تفاهم فى هذا . والفلول خونة ومن أنقذته شهادة المشير من حكم ولو بدون تنفيذ , يراه الشعب خائناً ( عدا فلوله والمنتفعين بحكمه طبعاً ) ولقد ائتمناكم على حماية هذه الثورة منه وليس العكس , كما يقول كل من أعرفه الآن .
كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته . مبارك كان هو " الراعى " لكن ليس لكل مصر بل لعائلته ولأحمد عز وهشام طلعت مصطفى وزكريا عزمى وصففوت الشريف وفتحى سرور ولل " الغول " ولكل رؤساء الصحف القومية والإعلام وسدنة حزبه فىكل موقع , كان راعياً للفساد بلا حياء ومسئوليته السياسية عن دماء شهداء ثورتنا المباركة العظيمة لا تلغيها شهادة المشير لصالحه والتى ستؤدى , بالتبعية لتخليص قاتلنا , وزير داخليته الفاسد الآثم المجرم الحبيب العادلى من دمائنا .
أيها المجلس العسكرى الذى كنا نصدقه تماماً ورغم تعيين مبارك لكم وعدم استبعاده لأى منكم , لقد قمتم بدور لا نملك إلا أن نصرخ به فى وجوهكم : لقد ألهيتم الشعب وأرهقتموه بعودة الفلول , كما ألهت التيارات الإسلامية أنصار الدولة المدنية وشغلتهم بحملات التكفير والتهديد بسياسات مرتقبة وبرامج ( إن جاز وصفها كذلك) إقصائية إرعابية من نوع تشميع وجوه آثارنا على الطريقة الطالبانية أو تغيير أهداف السياحة لتصبح الدعوة للإسلام وملاحقة العلمانيين والعلمانيات على صفحات الجرائد المستقلة والإليكترونية وعمل صفحات بأسماء أعدائهم , أو من جعلتموهم خصومكم السياسيين بدلاً من التكاتف كيدٍ واحدة لصالح مصر , فأنت أيضاً مسئول عن جريمة حرق مصر , لو هى احترقت واندلعت حرب طائفية كنت أتوقعها منذ عهد الرئيس المخلوع المجرم ولأجل هذا لم نستطع الانتباه لثورتنا وحمايتها وهى تُسرق منا , من الفلول كما تُسرق منكم يا معشر الجماعات الدينية السياسية .
الكل , فلول وإسلاميون يتعجلون قطعة من البلد , يسيل لعابهم على حكم وطن جريح لم يتدخل أحد لإنقاذه سوى مجموعة شباب مثاليين انضم إليهم المظلومون بالملايين , ولقد تعب هؤلاء المظلومون الآن كما خطط من تسلموا " قيادة البلد " . الكل , بصمتهِ فىكل حادثة طائفية مسئول عن الانفجار الطائفى الآتى ولا يبدو أن أحداً يهمه أو يتصور إمكانية التقسيم والتدخل الخارجى , متى استعان بعض الأقباط بالغرب ومن يدخل المواقع المسيحية منذ فترة يقرأ مؤشرات الدمار القادم الذى صنعه التعصب الإسلامى بشكلٍ متصاعد منذ بداية السبعينيات وبالأحرى بعد حرب أكتوبر العظيمة .
المجلس وهو يعطل الثورة بكل قانون ضدها كان يمهد لذلك دون قصد , كما يمهد الفلول لذلك بلا أدنى اهتمام وربما بحرصٍ انتقامى , وهى نتيجة تتحينها إسرائيل بالتأكيد وكما يمهد للكارثة الشَرَه من بعض التيارات الإسلاموية التى لم تنتظر حتى حدوث الانتخابات لتتوعدنا بأفكارها وملاحقات بعض قياداتها للمختلفين معهم ولو من عامة الشعب . ثم أن تبادل الإشاعات فى جوها المثالى الآن سيكمل المهمة . ستحدث مذبحة طائفية أخرى بعد ماسبيرو ولن يظل الأقباط ضحايا فى كل مرة فقد ملوا هذا الدور ولم تعد كنيستهم تسيطر عليهم تماماً كما كانت تفعل خاصة فى ظل الانفلات الأمنى المتعمد الذى واكب الثورة بفعل فاعل معروف .
البداية بدأت بالتوقيف على الهوية والقتل من مواطنين ضد بعضهم البعض نفس يوم المذبحة الأخيرة الأحد 9 أكتوبر الجارى فى أحياء المنيرة وبعض مناطق وسط البلد ثم تلاحق التحرش والعدوان فى حى شبرا من السلفيين ضد الأقباط ومن جماعات بلطجية مدفوعة الأجر بالكامل من فلول يراهم المجلس العسكرى ويصفهم بأنهم " كلكم من الشعب " وقرأنا عن الاعتداء الذى تعرض له مشيعو جنازة شهداء الأقباط وهى تخرج من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية . إذن بدأنا نفعل فى بعضنا البعض ما يفعله كلاب بشار الأسد فى الشعب السورى حين يهاجمون الجنازات التى اغتالوا أبطالها أصلاً وكما يحدث فى العراق حين تتم مهاجمات طائفية وعشائرية وأمنية على المشيعين فى جنازات لمواطنين اغتالهم النظام " الديمقراطى " بعد الغزو الأمريكى وصرنا نقترب ونتشابه أكثر فأكثر من سيناريو " لبننة " مصر لتنفجر حرب أهلية طائفية قبل أن نبدأ بناء بلدنا وتضميد جراحها.
إلى حين يحدث ذلك , لا أحد برئ ولا كاتبة هذا المقال .
كلنا , بتراخينا أو انتهازيتنا سنكون قد ساهمنا فى الانفجار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.