«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غادة نبيل تكتب: الفاجعة قادمة
نشر في الدستور الأصلي يوم 15 - 10 - 2011


إن أخطر ما تتعرض له الثورات هو التعب .
هذه الخطة الجهنمية المحكمة – إرهاق الشعب والثائرين – هى بالضبط , وكما كتب غيرى كثيرون , هى ما يتم تفعيله ضد الثورة المصرية .
لا أعرف هل أعتب الآن , بأثر رجعى على التعب الذى أصاب الثوار والطلاب والنخبة وتلاميذ المدارس , أعتب على كل الأبرياء وكل غير المسيسين , وأشعر أنه من حقى أن أغضب منهم , رغم شهدائنا وجرحانا فى ثورة 25 يناير , لأنهم تعبوا بسرعة وصدقوا وافتخروا بما يسمى سلمية الثورة واشتاقوا مبكراً إلى دفء وسائدهم وأسرّتهم الناعمة مقارنة بأرصفة شوارعنا القذرة فى برد يناير , هل يستحقون غضبى وأنا من كنت منهم وبينهم , فأقول نعم كلنا نستحق ما سيحدث لأننا لم نتحسب له لكن مصر أبداً لا تستحق . وأؤمن أنه لو كان الشعب قد رأى ما يحدث الآن فى مصر واطلع على الغيب لبقى , يقيناً فى الميدان ولو لعام كما يفعل أشقاؤنا فى سوريا واليمن وليبيا.
الميدان بالشعب كله , كل طوائفه وطبقاته , وحدة تنهار أمامها الجبال والأنظمة العفنة والمخربون الذين يعودون الآن , بعد تسعة أشهر فقط هى عمر ثورتنا , ليدهسوا , كمدرعات الشرطة العسكرية وما فعلته بأجساد الأقباط أمام ماسبيرو , أقول ليدهسوا الثورة والشعب معاً .
أحزاب فلول الكلاب أوكلاب الفلول فى أول سابقة لثورة يسمح صانع القرار بعدها , لأنه ليس ثورياً , بأن تعود . كأننا مُقدّر علينا أن نظل نخضع لتمثيليات لا تنتهى , تمثيلية استفتاء لتقسيم مصر بعد حقها – بالشهداء - يا من تحكمون مصر الآن , أيها المجلس العسكرى الذىكان مؤتمناً على مصير مصر وثورتها ووحدتها , حقها فى نهضة مدنية عظيمة بكل أبنائها ذوى الكفاءات التى عطلها الفساد لعقود لأنهم ليسوا ذوى حيثية وليسوا حزباً أسود واطياً فاسداً اسمه الوطنى , ثم تمثيلية محاكمة كان الكل يتندر على نتائجها بلا تصديق رغم رؤية مبارك فى القفص , وكنا لا نثق فى القضاء وما زلنا وأقولها لكل العوار الذى أصاب جسد بلدى وروحها معاً ولم ينجُ منه إلا القليل , حتى البسطاء فى ميدان التحرير قبل شهادة المشيركانوا يقولون لى سيناريوهات من نوع " عدم الحكم عليه مهما حصل وتهريبه لبره ويمكن العادلى ياخد حكم بس برضه حيتهرب بره وكل التانيين حيعملوا لهم كده " .
بين التمثيليتين دم وبعدهما دم . لأن المجلس العسكرى الذى كنا نصدقه سابقاً لكن نؤمن أنه لا يتمتع بخبرة سياسية وأن هذه هى كل المشكلة , صار مجلساً يسمح للفلول بمزاولة النشاط السياسى فى أول برلمان منتخب سيأتى بعد ثورة الألف شهيد فى 25 يناير , ولأن المجلس العسكرى ألهانا , على نحوٍ مُتَعَمَد , بمشكلة مجابهة كل فلول وعناصر الحزب الوطنى التى ما زالت تقبض بيد حديدية على كل مواقعه فى كل مكان ببلادنا , وذنب التيارات الإسلامية لا يقل عن ذنب المجلس لأن المتطرفين الذين يكفروننا , لم ينشطوا أو نسمع لهم حساً إلا فى التصدى لكل من ليس منهم , سواء من الأقباط وغير المسلمين أو الليبراليين والعلمانيين واليساريين , وأفاضوا علينا بفتاواهم ونواياهم لدى تولى حكم مصر الجريحة العليلة , بل امتد تكفيرهم كما نعلم لمواطنين عاديين ومحجبات قد لا يرغبن أو يرغبون فى دولة دينية سلفية تختبئ وراء الإخوان " المعتدلين " , فانشغل الشعب وخاصة مؤيدى الدولة المدنية بمجابهة هذه الفظاعات والتوعدات التى من شأنها أن تؤدى , إذا ما استفحلت بلا مواجهة أو تصدٍ , لحربٍ طائفية , بدليل الاستقطاب الحاد فى المجتمع الذى لم يجد ائتلاف شباب الثورة فى أنفسهم , مع كل نواياهم وجهودهم الوطنية المخلصة , قدرة على دفعه أو التعامل معه خاصة وأنهم ليسوا من الشباب المسيس أصلاً فجاءت ما تُسمى بلحظة الحقيقة , والشباب يهرولون كل شهر أو أكثر إلى هذه المحافظة أو ذلك الحى لدرء مأساة الفتنة الطائفية التى تم تركيز الفلول عليها بوصفها أقصر الطرق وأسرعها لتهديم مصر وتثبيت الفلول فى مواقعهم , وسرعان ماتم الاستغناء التدريجى أيضاً عن الجهود المبذولة من شباب الثورة لاحتواء الفتن بعد اشتعالها , كما حدث فى أطفيح , إلى استبدال تدريجى لهم بعناصر من مشايخ السلفيين وعودة متعملقة لما يسمى بالمجالس العرفية تستجيب دائماً لمطالب الطرف الأقوى فى المعادلة الطائفية وهو الطرف المتعصب المفتعِل للأزمة من الأصل , كما حدث فى إمبابة ( ولو أنهم أيضاً كانوا بدأوا مبكراً فى أطفيح ورأينا الشيخ حسان يخطب فى الجموع هناك ) وفى الماريناب بإدفو وغيرها . وطبعاً قد كتب فى معنى الاستعانة بمجلس عرفى من كتب , فما هو إلا ضوء أخضر للمتعصبين لإملاء شروطهم فى أية حادثة طائفية يكونون هم المتسببين فيها كأنما يحكمون مصر قبل أن يحكموها فعلاً , كما أن دولة تحيل أمورها إلى فئات دينية معينة ذات توجه فكرى أصولى بالغ الانغلاق والإقصاء للفكر المختلف ( مع تسليمنا بوجود استثناءات داخل الفكر الإسلاموى وحتى السلفى بالطبع ) أقول , دولة تسلم وتفوض سلطاتها لفئات معينة بداخلها هى دولة مُصابة وتعلن ضعفها بل هى متنازلة عن دورها والدولة إذ تتنازل عن دورها فى أن تقوم بما يشبه التحكيم والفصل بين فئاتها المتنازعة لصالح القانون الذى قامت الثورة بسبب غيابه , هى دولة تدفع فئاتها وطوائفها الأضعف خاصة للإيمان بانحيازها لطرف على حساب آخر , وهذا هو مدخل الفتنة الطائفية المتكررة المشاهد مع اختلاف الأماكن فقط فى كل حادثة .
أقول هذا ليس من منطلق تحليل ورؤية شخصية فقط , ولا نتاج ما تداولته الصحف منذ فترة بشأن شهور العسل الممتدة ما بين المجلس العسكرى وجماعات الإسلام السياسى المصرية بل أيضاً لأننى سمعته صراحة كشكوى من الأقباط وقت أزمة قرية صول وكنيستها بأطفيح والتى أوصلتنا لكارثة قرية الماريناب بإدفو والتى بدورها , ونتيجة عدم إقالة ومحاكمة محافظها بطل الفتنة بامتياز والذى أعلن انحيازه للطرف السلفى الذى " يتحامى به المحافظ " على حساب الأقباط دون أدنى تقدير لخطورة موقفه وحساسية منصبه فغيب العدل لينفجر الأقباط أمام ماسبيرو ويحدث ما لا يريد المجلس العسكرى الاعتراف به : تورط المؤسسة العسكرية فى إراقة دم المصريين ولوكنتيجة لتدخل بلطجية فلول منهم ما يزيد عن 165 ألف متعاون مسجل خطر فى الشوارع كان وزير الداخلية المحبوس الذى سيبرأه المجلس العسكرى , مسئولاً عن إطلاقهم ككلاب مسعورة على الشعب المصرى فى الانتخابات أيام مبارك, ثم فتح لهم السجون بحصانة كتابية ( عميد على جلال مدير إدارة التعاون مع المدنيين لجهاز مباحث أمن الدولة بأمر وزيره )كما أفادنا إبراهيم عيسى فى مقاله المنشور بجريدة التحرير بتاريخ 13 أكتوبر 2011.
لعل المجلس العسكرى الآن يعرف ما تهامس به لى الأقباط أمام ماسبيرو وقت أزمة صول . لدى الأقباط يقين أن الجيش وسيادة المشير شخصياً قد " تأسلما " وقد تعزز هذا اليقين لاحقاً مع كل حادثة طائفية كان الأقباط يرون فيها قوات الجيش والشرطة العسكرية تقف بمدرعاتها ودباباتها بلا أدنى تدخل , لأنه لا توجد أوامر بذلك , أمام مرأى حرق كنيسة يستغرق عدة ساعات كما حدث فى إمبابة , أو هدم كنيسة متهمة بأنها ليست أصلاً كذلك رغم وجود مستنداتها ككنيسة منذ أربعين عاماً , ما استغرق وقتاً طويلاً والكل مشارك ولو بالمشاهدة كما حدث فى الماريناب .
ثم , الدولة الضعيفة لا تظهر قوتها إلا على المعتدى عليهم , وطالما الطرف المجنى عليه يهتف ضد صانع القرار الذى لا يقوم بواجبه فى حمايته فالطبيعى أن يهتف ضده المجنى عليهم لأننا لم نقم بثورة استشهد فيها من استشهد لكى نعود خلفاً دُر لمربع الخوف الأول .. وألا إيه ؟؟!
كم تبدو المسافة هائلة بين من هتفوا فى مليونياتهم " يا مشير يا مشير من النهاردة أنت الأمير " ( يقصدون أمير الجماعة ) ومن يهتفون بالإعدام لنفس الشخص بعد مذبحة ماسبيرو !! . فمن , غير المجلس سبّب هذا الانقسام الذى بدأ كما أسلفنا بالاستفتاء إياه , والذى تم دهسه بقرارت وبيانات لاحقة عليه من المجلس العسكرى ؟ .
كيف لا يصدق الأقباط أنهم يُعاقَبون , لثورتهم ضد الظلم والتحرش الطائفى المستمر والهبّة للدفاع عن مقدساتهم التى ما كانوا سيتظاهرون ضد هادميها وحارقيها لو كانت الدولة أتت لهم بحقهم من البداية ؟! . كيف لا يصدق الثوار وجموع المواطنين المصريين الشرفاء ومن ليسوا فلولاً أنهم يُعاقَبون على تصديهم للفلول وإصرارهم على قانون ( الغدر ) العزل السياسى لمجرمى الحزب الوطنى المنحل صفة وأداء بتعهيره للحياة السياسية والاقتصادية للمصريين , حين يمتنع المجلس بإصرار أشد وبالغ الغرابة يذكرنا بعناد مبارك المخلوع المجرم عن الاستجابة لمطلب الجماهير وكل من ليسوا فلولاً فلا يصدر القانون الذى حمت به تونس ثورتها ؟! . ونجد رموز الوطنى مثل " الغول " وطارق طلعت مصطفى ( نعم شقيق القاتل والناهبين لنصف أراضى مصر قبل الثورة وما زالا ) يتدفقون مع غيرهم بصفاقة الفاسدين الواثقين الذين يريدون مص ما تبقى من دماء مصر وعطلته الثورة لفترة . كيف يفسر لنا المجلس العسكرى استفزاز الشعب بالإبقاء على محافظ يده ملطخة بدماء من سقطوا من شهداء الأقباط والجيش ومثله وزير الإعلام أسامة هيكل بتليفزيون لا يتقيأ علينا سوى الأكاذيب التى تملى عليه فيمليها علينا , دأب على مواصلة نهج التدليس على مواطنين ثاروا على التدليس والمذلة , تليفزيون " الكوبرى الهادئ المدعو قصر النيل " والذى سقطنا عليه بالغاز والمطاطى والخرطوش وخراطيم المياه فى 28 يناير ورأيت على شارعه ورصيفه أزكى الدماء فى نفس اليوم , تليفزيون الفتنة الطائفية والتحريض الجاهل وفلول غاربة ميتة لا تريد أن تغرب وتنزاح لأن صناع القرار لا يزيحونها بل يرونها وكما قالوا رداً على الشريف جلال عامر " كلكم الشعب " .
لا يا سيادة المشير ومليار لا أيها المجلس العسكرى . تعلمون ونعلم , أن فى القانون العسكرى , الخائن يتم إعدامه , لا تسامح أو تفاهم فى هذا . والفلول خونة ومن أنقذته شهادة المشير من حكم ولو بدون تنفيذ , يراه الشعب خائناً ( عدا فلوله والمنتفعين بحكمه طبعاً ) ولقد ائتمناكم على حماية هذه الثورة منه وليس العكس , كما يقول كل من أعرفه الآن .
كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته . مبارك كان هو " الراعى " لكن ليس لكل مصر بل لعائلته ولأحمد عز وهشام طلعت مصطفى وزكريا عزمى وصففوت الشريف وفتحى سرور ولل " الغول " ولكل رؤساء الصحف القومية والإعلام وسدنة حزبه فىكل موقع , كان راعياً للفساد بلا حياء ومسئوليته السياسية عن دماء شهداء ثورتنا المباركة العظيمة لا تلغيها شهادة المشير لصالحه والتى ستؤدى , بالتبعية لتخليص قاتلنا , وزير داخليته الفاسد الآثم المجرم الحبيب العادلى من دمائنا .
أيها المجلس العسكرى الذى كنا نصدقه تماماً ورغم تعيين مبارك لكم وعدم استبعاده لأى منكم , لقد قمتم بدور لا نملك إلا أن نصرخ به فى وجوهكم : لقد ألهيتم الشعب وأرهقتموه بعودة الفلول , كما ألهت التيارات الإسلامية أنصار الدولة المدنية وشغلتهم بحملات التكفير والتهديد بسياسات مرتقبة وبرامج ( إن جاز وصفها كذلك) إقصائية إرعابية من نوع تشميع وجوه آثارنا على الطريقة الطالبانية أو تغيير أهداف السياحة لتصبح الدعوة للإسلام وملاحقة العلمانيين والعلمانيات على صفحات الجرائد المستقلة والإليكترونية وعمل صفحات بأسماء أعدائهم , أو من جعلتموهم خصومكم السياسيين بدلاً من التكاتف كيدٍ واحدة لصالح مصر , فأنت أيضاً مسئول عن جريمة حرق مصر , لو هى احترقت واندلعت حرب طائفية كنت أتوقعها منذ عهد الرئيس المخلوع المجرم ولأجل هذا لم نستطع الانتباه لثورتنا وحمايتها وهى تُسرق منا , من الفلول كما تُسرق منكم يا معشر الجماعات الدينية السياسية .
الكل , فلول وإسلاميون يتعجلون قطعة من البلد , يسيل لعابهم على حكم وطن جريح لم يتدخل أحد لإنقاذه سوى مجموعة شباب مثاليين انضم إليهم المظلومون بالملايين , ولقد تعب هؤلاء المظلومون الآن كما خطط من تسلموا " قيادة البلد " . الكل , بصمتهِ فىكل حادثة طائفية مسئول عن الانفجار الطائفى الآتى ولا يبدو أن أحداً يهمه أو يتصور إمكانية التقسيم والتدخل الخارجى , متى استعان بعض الأقباط بالغرب ومن يدخل المواقع المسيحية منذ فترة يقرأ مؤشرات الدمار القادم الذى صنعه التعصب الإسلامى بشكلٍ متصاعد منذ بداية السبعينيات وبالأحرى بعد حرب أكتوبر العظيمة .
المجلس وهو يعطل الثورة بكل قانون ضدها كان يمهد لذلك دون قصد , كما يمهد الفلول لذلك بلا أدنى اهتمام وربما بحرصٍ انتقامى , وهى نتيجة تتحينها إسرائيل بالتأكيد وكما يمهد للكارثة الشَرَه من بعض التيارات الإسلاموية التى لم تنتظر حتى حدوث الانتخابات لتتوعدنا بأفكارها وملاحقات بعض قياداتها للمختلفين معهم ولو من عامة الشعب . ثم أن تبادل الإشاعات فى جوها المثالى الآن سيكمل المهمة . ستحدث مذبحة طائفية أخرى بعد ماسبيرو ولن يظل الأقباط ضحايا فى كل مرة فقد ملوا هذا الدور ولم تعد كنيستهم تسيطر عليهم تماماً كما كانت تفعل خاصة فى ظل الانفلات الأمنى المتعمد الذى واكب الثورة بفعل فاعل معروف .
البداية بدأت بالتوقيف على الهوية والقتل من مواطنين ضد بعضهم البعض نفس يوم المذبحة الأخيرة الأحد 9 أكتوبر الجارى فى أحياء المنيرة وبعض مناطق وسط البلد ثم تلاحق التحرش والعدوان فى حى شبرا من السلفيين ضد الأقباط ومن جماعات بلطجية مدفوعة الأجر بالكامل من فلول يراهم المجلس العسكرى ويصفهم بأنهم " كلكم من الشعب " وقرأنا عن الاعتداء الذى تعرض له مشيعو جنازة شهداء الأقباط وهى تخرج من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية . إذن بدأنا نفعل فى بعضنا البعض ما يفعله كلاب بشار الأسد فى الشعب السورى حين يهاجمون الجنازات التى اغتالوا أبطالها أصلاً وكما يحدث فى العراق حين تتم مهاجمات طائفية وعشائرية وأمنية على المشيعين فى جنازات لمواطنين اغتالهم النظام " الديمقراطى " بعد الغزو الأمريكى وصرنا نقترب ونتشابه أكثر فأكثر من سيناريو " لبننة " مصر لتنفجر حرب أهلية طائفية قبل أن نبدأ بناء بلدنا وتضميد جراحها.
إلى حين يحدث ذلك , لا أحد برئ ولا كاتبة هذا المقال .
كلنا , بتراخينا أو انتهازيتنا سنكون قد ساهمنا فى الانفجار .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.