مستشار/ أحمد عبده ماهر لو أنفقنا العمر كله لنصح المسلمين ومحاولة انتشالهم من الأوهام الفقهية المترسبة والمتجذرة في مخاخهم لوجدنا بعض الفلول من تلك المخلوقات التي لا تتأثر إلا بالكهنوت والكهنة ونظام الصنمية للأشخاص، ولظلوا يقولون بأننا علمنا الصلاة من السُنّة...لأنهم لا يدركون ما يسمى بمنظومة التواصل المعرفي بين الأجيال وسيقولون بأن من نقل لنا السنة النبوية هم من نقلوا لنا القرءان، وسيتغزلون بمنظومة السند الروائي، وسيضعون البخاري والأئمة الأربعة فوق كاهلنا لنتقرب بفكرهم إلى الله وهم يريدون منا أن نحمل أفكارهم على عاتقنا عبر القرون تعظيما.. فهم لا يعلمون عن علم الرجال أنه علم الغيبة والنميمة في الناس وهو العلم الذي انتهى إلى أن من صار موثقا ومعتمدا عند هذا الفقيه تجده مجروحا وغير معتمد عند فقيه آخر..فهذه نتيجة علم الغيبة والنميمة والتنابز بالألقاب المسمى بعلم الرجال الذي يشمخ به من تسمونهم بالعلماء....وهو العلم الذي يقرر بأنك فاسق فلا يقبلوا قولك ويقرر بأن الآخر صالح فهم يعتمدونه. وهم ينظرون لأفعال الصحابة وأقوالهم نظرة الإجلال وكأنهم لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ولا خلفهم، وكأنهم ورثوا العصمة عن رسول الله. وينظرون بكل الإكبار للفقهاء الذين يستحلون سبي النساء وإرضاع الكبير وخرافات الإمامين البخاري ومسلم في أن نقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله....وأن الله يمنح كل واحد منا نصرانيا أو يهوديا يوم القيامة ويقال لنا [هذا فكاكك من النار]وغير ذلك من البلايا....ولن أتكلم عن فضيحة علوم التفسير للقرءان ومدى ما هي فيه من خرف.. وهم يعظمون المتخصصين رغم كل مناهجهم الدراسية التي تم فضحهم عليها من استحباب هدم الكنائس وقتل المرتد وقتل تارك الصلاة، وهم يعتبرون استرقاق الناس بعد الهجوم على ديارهم أنه من شريعة الله.....ومع كل ذلك تجد تلك العقول المريضة تتصور بأن أصحاب هذا الفكر هم العلماء والمتخصصين. إن هؤلاء المرضى بالإيدز الفقهي لا شفاء يرجى لهم مهما تعاطوا من جرعات فقه التنوير، لأنهم يتقربون إلى لله بأفكار الناس ولا يعبدون الحق متجردا ...ولا يحاولوا أن يتبينوا موضوعية الحق من الباطل، لأنهم اتخذوا من منظومة النقل بلا عقل منهاجا لتدينهم الوراثي الكئيب الذي صار كالعدوى بين أجيال المسلمين حتى صرنا في قاع البشرية بفضل منظومتهم الفكرية والفقهية. إنهم لا يدركون الفرق بين الاتباع والتقليد لذلك فهم يطلقون لحاهم، وينظفون أسنانهم بالمسواك، ومنهم من يعالج نفسه ومرضاه بالحجامة وأبوال الإبل، ويتصورون أكل التمر سُنّة نبوية...وغير ذلك من بلايا التقليد كالقرود تماما، لأنهم لم يدركوا بأن الاتباع هو تنفيذ هدف الفعل ودوافعه وأسبابه وليس تقليد الفعل تقليد القرود بينما يظنون بأنهم على السُنّة. وهم يعيشون تحت إمرة أقوال الأموات لأنهم يعظمون الأموات ويتبعون الأشخاص ولا يتبعون أحسن القول، بل هم يزكون أناسا على أناس لأن الدين عندهم بالكهنوت...لذلك فهم يعبدون أصناما يتقربون بها إلى الله. وترى من هؤلاء المرضى من هم أطباء ومهندسين ومراكز مرموقة، لكن استخفهم إبليس بهذا الحضيض الفكري فلا يؤمنون إلا بالشخصنة والكهنوت والصنمية، وهم يجرجرون الأمة للضياع بتأصيلهم لفقه الجريمة المتوارث وتعظيمه. لذلك فلا شفاء يرجى لمرضى الإيدز الفقهي الذين يسعون لكراهية الشيعة، أو كراهية أهل السُنّة، أو كراهية المسيحي لمسيحيته واليهودي ليهوديته، وهم يسرفون في ظنون السوء في تلك الفئات ويعملون جاهدين للتفرقة بيننا وبينهم ويعتبرونها تمييز بين الخبيث والطيب. وهم يكرهون الخنزير، وعندهم كراهية الصليب، وكراهية المتبرجة، وكراهية من يلبس خاتما من ذهب، وكراهية عدم بتر الأيدي، وكراهية عدم رجم الزناة، وكراهية من لا يصلي ، وكراهية الفنون، والموسيقى، وكراهية خروج المرأة متعطرة، وكراهية التقويم الشمسي، وكراهية اللادينيين، وكراهية الحياة بأسرها....لأن الآخرة خير وأبقى.....فبئس المرض والمرضى. ----------------------- مستشار/ أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي