مصطفي عبدالناصر المراغي قال تعالي { كل نفس ذائقة الموت } وقال تعالي أيضا { إنك ميت و إنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } و لكن ماذا بعد الموت سوى البعث و من ثم يبدأ الحساب و إما جنة أو نار و لكن بين الموت و البعث يوجد قبر ندفن فيه فهو أول منازل الآخرة . و هنا نسأل هل بما أن القبر أول منازل الآخرة هل يوجد فيه حساب و عذاب ؟؟ هذا ما بحثت عنه من كتاب الله عز وجل واحاديث سيدنا محمد صل الله عليه و سلم و أقوال العلماء و تفسيراتهم من كتاب الله و سنة رسوله قال تعالي { و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } قال أبو سعيد الخدري و عبدالله بن مسعود : ضنكا . قال : عذاب القبر . و قيل في قوله عز وجل : { و حاق بآل فرعون سوء العذاب & النار يعرضون عليها غدوا وعشيا } فهذا عذاب القبر في البررخ . و قال ابن عباس في قوله تعالي : { كلا سوف تعلمون } ما ينزل بكم من العذاب في القبر { ثم كلا سوف تعلمون } في الآخرة إذا حل بكم العذاب فالأول في القبر ، و الثاني في الآخرة فالتكرير للحالتين . و روي زر بن حبيش عن علي رضي الله عنه قال : كنا نشك في عذاب القبر حتي نزلت هذه السورة { ألهاكم التكاثر& حتي زرتم المقابر & كلا سوف تعلمون } يعني في القبور . وقال أبو هريرة : يضيق علي الكافر قبره حتي تختلف فيه أضلاعه ، و هو المعيشة الضنك . و روي أبو هريرة عن رسول الله صل الله عليه و سلم قال : (( أتدرون فيمن نزلت هذه الآية ؟ { فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمي } أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم . قال (( عذاب الكافر في القبر ، و الذي نفسي بيده ليسلط عليه تسعة و تسعون تنينا . أتدرون ما التنين ؟ تسعة و تسعون حية لكل حية تسعة أرؤس ينفخن في جسمه ، و يلسعنه و يخدشنه إلي يوم القيامة و يحشر من قبره إلي موقفه أعمي )) و ذكر أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صل الله عليه و سلم يقول : (( يسلط علي الكافر في قبره تسعة و تسعون تنينا تنهشه و تلدغه حتي تقوم الساعة و لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت خضرا )) _ إذا فعذاب القبر قائم و حقيقة _ للبحث :- كتاب التذكرة للقرطبي كتاب تفسير ابن كثير