د. عمار عرب رمضان بين الحقيقة القرآنية و الشعوذة التراثية : يطل شهر رمضان الكريم علينا من جديد في شهر من أشهر الصيف حيث يتطاول النهار في بعض المناطق لتتجاوز ساعات الصيام المفترض العشرين ساعة في بعض مناطق أوروبا ...فما الحل ؟ وهل الصيام هنا فرض ؟ وكيف ؟ الله سبحانه وتعالى يقول : (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ...) بينما بعض الفقهاء يريد عكس ما يريده الله بنا ... فبعضهم قال بلزوم الصيام رغم ذلك و بعضهم قال بالصيام على توقيت أقرب بلد إسلامي و بعضهم قال بالصيام إلى توقيت السعودية ...ولا أعلم فعلا من أين يأتون بأحكامه الغريبة والتي لم يتفقوا عليها حتى اليوم ولن يتفقوا لأنه ليس من عند الله والله يقول (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) .. و أنا أقول لكم الصيام في القرآن ليس كما يصوره فقهاء المذاهب أبدا ...فالله أعطانا حلولا منطقية وواضحة تم تغطيتها لفترة طويلة ... و كطبيب أقول أن صيام عشرين ساعة وخاصة لمن يعمل ليس صحيا بالمرة وقد يدخلك في حالة قصور كلوي يصعب الشفاء منها ...فما الحل ؟ يقول الله تعالى في كتابه الميسر للذكر : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ-فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ-;- سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ-;- وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ-;- فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ-;- وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ-;- إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) في الحقيقة لمن قرأ الآيات السابقة يرى أن الله أعطانا خياران فإما الصيام و إما (( الفدية )) وهي إطعام مسكين ...وكلمة يطيقونه لا تعني لا يطيقونه كما قالوا دون منطق ...ولكن يطيقونه تعني يطيقون دفع الفدية ويحتملونها. ... وقال لك فمن تطوع في الزيادة فهو خير والله لن يضيعه لك ... و قال أيضا بشكل واضح ليقول لك أن الأمر هو خيارك بالصيام أو لا ..فيقول سبحانه ( وان تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون. ...) وقد يسأل سائل فلماذا من كان مسافرا أو مريضا فعليه القضاء ...أقول هذه لمن نوى الصيام وليس لديه معوقات لذلك في وقت صيام معقول ودون جهد كبير في العمل فمرض مثلا ...فهنا عليه القضاء ... فأقول لمسلمي أوروبا وأمريكا ....لمن كان الصيام صعبا عليه و ضارا صحيا أو غير منطقي فلك خيار دفع الفدية من رب الكون لأنه يريد بك اليسر وقد لو طبق هذا الحكم الذي اغفر طويلا لما بقي مسكين واحد جائع في العالم ...فهذه مقاصد القرآن ولا ننسى أن الصيام هو وسيلة للتقوى ( لعلكم تتقون ) وليست غاية بحد ذاتها ..فالإسلام دين غاءي وليس دينا طقوسيا كما حوروه ..فالله ليس جلادا يريد تعذيبك كما يفعل بعض الفقهاء بنا فلا تجزع. ------------------------------ بقلم / د. عمار عرب طبيب فلسطيني أخصائي في جراحة الدماغ والأعصاب وكاتب وباحث.