مستشار/ أحمد عبده ماهر يشير أهل العلم والنظر إلى أن الآية الكريمة : {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة5 .... تبيّن, بوضوح كامل, أن على من آمن بالله وبأن محمدًا رسول الله أن يقتل المشركين حيث وجدهم, وأن يأخذهم, ويحاصرهم, ويقعد لهم بالمرصاد وألا يكف عن قتلهم أبدا إلا إذا آمنوا بالله, وبأن محمدًا رسول الله, وأقاموا الصلاة, وآتوا الزكاة. وإن لم يفعلوا ذلك تم قتلهم بلا هوادة. يبين أهل العلم والنظر أن الآية الكريمة التوبة : 5 لا توجب على المؤمنين دعوة الكفار إلى الإيمان بالله وحسب وإنما توجب عليهم قتلهم إذا لم يؤمنوا به (إلا إذا دفعوا مبلغًا بسيطًا من المال مرة كل عام أو مرة كل شهر). يخبرنا الإمام الأعظم القرطبي, رضي الله وجل جلاله عنه وأرضاه, في هذا الصدد, أن مطلق قوله, عز من قائل, *اقتلوا المشركين* يقتضي جواز قتل المشركين والكفار بأي وجه كان. أي بقتلهم حرقًا بالنار, أو رجمًا بالحجارة, أو بالرمي من رؤوس الجبال, أو بالتنكيس في أعماق الآبار. يشير الإمام الأعظم القرطبي, رضي الله جل ثناؤه عنه وأرضاه, إلى أن هذا هو ما فعله الصديق رضي الله عنه في قتاله لأهل الردة, وهو أيضًا ما فعله أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام. يخبرنا أهل العلم والنظر أن هذه الحرب سوف تستمر حتى يخرج عيسى ابن مريم, فيسلم كلّ يهودي ونصرانيّ وصاحب ملة, وتأمن الشاة من الذئب, ولا تقرض فأرة جِرابا, وتذهب العداوة من الأشياء كلها. ذلك ظهور الإسلام على الدين كله. وكل ذلك أراه من سوء فهم كتاب الله وسيطرة خزعبولات المرويات على العقول. وأنا أرى بأن ذلك هو الخراب الفقهي والتدمير الإدراكي الذي يمارسه أئمة المفسرين وعلى رأسهم القرطبي الشهير.....لذلك لا تعجبوا حين أذكر لكم بأن أئمتكم كانوا رجالا دمويين، ويشجعون اللصوصية والسطو المسلح تحت راية هي بريئة من فقههم وهي راية [ألا إله إلا الله]. وأنمشايخنا يشجعون هذا الضلال ويعتبرونه دين الإسلام. لكن لابد أن نعلم بأن الآية لها أسس وأصول وسياق، ولا يقم بتفسيرها منعزلة إلا جاهل جهول.....ولن يكلفك ذلك إلا قراءة الأربع آيات السابقة على هذه الآية ....فالأصل هو خيانة حدثت ووقعت من المشركين للعهد مع المؤمنين، ثم جاءت الأشهر الحرم التي يحرم الله فيها القتال، فأوقف الله قتالهم....وبعدها يحل قتال وقتل هؤلاء الخونة في كل العصور وكل البلدان حتى يومنا هذا. فالقتل في القتال جائز دوليا حتى يومنا هذا، وقتال أهل الخيانة وقتلهم جائز دوليا حتى يومنا هذا لكن أعداء الإسلام يتلمظون السوء بالإسلام وقد منحهم الفقهاء تلك الفرصة. لقد منحوا أعداء الإسلام الفرصة ليطعنوا في القرءان والإسلام لشدة غباء هؤلاء المفسرين وقولهم بأن هذه الآية ناسخة لكل آيات الرحمة وأن الله شرع القتال دفاعا فقاموا بمحو آيات إطعام الأسير والرحمة وإطلاق سراح الأسرى لتصبح هذه الآية التي تتناول القتل والقتال هي عمدتهم في معاملة المشركين والكافرين. مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي