عندما يطل علينا الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى في حكومة محلب على هامش مشاركته فى مؤتمر المسئولية المجتمعية للشركات بالإسكندرية ويذكر أن معدلات التنمية الاقتصادية مقارنة بالنمو السكانى تُشعر البعض بأنه "مفيش نمو، لأنه معدل ضعيف، لكننا نتوقع أن القادم سيكون أفضل" ثم يستكمل لغوه ويقول "البعض يسألنا: متى يشعر المواطن بالنمو؟ وهنا نقول إن المواطن يشعر به بعد 30 سنة نمو متصلة، لذلك تسعى الحكومة لتحقيق قصص نجاح سريعة" . وبما ان الوزير خيرنا ما بين الصبر قرابة الثلاثون عاما او الموت غيظا , فعلينا ان لا نخيره ما بين الانتظار كسائر المواطنين الثلاثون عاما وما بين الرحيل عن الوزارة بدون رجعة . لقد اثبتت حكومة محلب بما لا يدعى للشك انها حكومة للفشل وليست حكومة لبلد كان لدية حلم الخروج من الفشل المتواصل قرابة الثلاثون سنة الماضية او ما يزيد . ولماذا علينا الانتظار دكتور اشرف وقد دنى العمر وقارب على النفاذ , أيجب علينا ان نصدر حلمنا لأولادنا بل احفادنا لكى يتحقق لهم وجود بلدا ينعم بشيء من الاستقرار الاقتصادي والنمو . أي قادم افضل من وجهة نظركم ولقد تحملناكم اكثر من سنة , لقد نفذ الصبر واوشك رصيدكم فى الشارع على النفاذ مالم يكن قد نفذ فعلا , الا ترون تذمر الشارع منكم , ام انكم صم لا تسمعون الا " لمطبلاتيه " تحيط بكم تغرد لكم . عندما خرجنا فى ثورتين متتاليتين لم نكن نتوقع انه علينا الانتظار حتى الموت , والا فما كان الداعي للثورة على مبارك الجاسم بفساده على الصدور بل كان يجب علينا الانصات الى امال نظامه المعسولة وتوريث جمال للسلطة لكى يبدأ حلمنا بعد ثلاثون عاما اخرى . ما كان يجب علينا الخروج فى 30 يوليو بعد سنة فقط من حكم فاشل وحكومة قنديل الحالمة .. لم يكن خروجنا بسبب كره شخصي لا لنظام مبارك ولا لفصيل الاخوان ؟ فالسياسة لا تعتد بالحب والكره . ما يعنينا ويعنى المواطن المصري هو كم من نجاح حقتموه , ما يعنى المواطن المصرى بعيدا عن صالونات بعض السياسيين هو القضاء على الغلاء , جشع التجار . ما يعنيه حياه كريمة له ولأبنائه , انه يرغب ان يحس بالأمان ليس فقط الامان الأمني فحسب بل الامان من مستقبل مجهول , حتى الامان الأمني فشلتم فيه فمازالت البلطجة اسلوب حياه فى الشارع المصرى بكافة اشكالها وأنوعها . عبء وراء اخر يتحمله المواطن البسيط , تحملكم مرة فى زيادة الاسعار على امل لكنة لن يتحملكم كثيرا وهو يراكم تقدمون صكوك الغفران لكبار رجال البورصة ورجال الاعمال . تتنظرون ان يتحملكم المواطن وهو يراكم تدللون عائلات بعينها من رجال الاعمال وتحملون عبأ التضخم على المواطن المحدود الدخل مجاز المعدم فى حقيقة الامر . ان كنتم لا تستطيعون ادارتها فعليكم الرحيل كلكم .. وليس علينا الانتظار ليحكمنا الفشل مرة اخرى