فشهدت هذه الطاولة رجل يأتي لهذا المطعم و يجلس علي نفس الطاولة نفس الكراسي بجوار نفس الشباك و يطلب غداء لثلاثة أفراد و يتكرر هذا منذ ثلاثة سنوات فيأتي هذا الرجل و يطلب نفس الشئ و لا يأتي له احد و جلس ينظر الغداء ساعتان أو ثلاث ثم يذهب تاركاً الطاولة كما هي بغداءها و يذهب و يتكرر هذا نفس اليوم من كل اسبوع فاذا به يري سيدة في يدها طفلين و يجذب نظره وبشدة الطفلة الصغيرة و يقول في نفسة انها مريم و كأنها هي في طفولتها فينادي بدون قصد مريم فتجيب الام نعم فيندهش الرجل و أيضاً السيدة قالت خالد فبعد ان تبادل السلام يطلب خالد من مريم الجلوس علي طاولته فتعتذر مريم و تقول له عفواً يبدو انك تنتظر اناس قادمون فيبتسم خالد ابتسامة حزينة و يقول اجلسي يا مريم انهم لن يأتوا فتتعحب مريم و تجلس و يسألها خالد كيف انت يا مريم فتقول الحمد لله و يسالها و يشير إلي الاطفال هم أولادك فتجيب نعم اولادي علي و علياء في المرحلة الابتدائية من الدراسة. فقال خالد علياء تشبك كثيرا فتبتسم مريم لكن علي يشبة والده كثيراً رحمه فيسألها خالد هل مات زوجك تجيب نعم لقد مات زوجي منذ خمس سنوات فيقول خالد رحمه الله و بارك لك في اولادك و لكن في هذه اللحظة تذكر خالد مريم برائة الطفول و عشق الصبا و احترام الشباب و سألها علي تردد و في شغف هل كنت تحبينه فتقول كان رجل طيب الطباع كريم الخلق ذو قلب كبير و لا اذكر له شئ سيئ و تصمت و يسألها خالد و ما الذي اتي بك هنا قالت مريم لقد دعاني علي الغداء زميل لي يرغب في الزواج منى و اخبرته اني سيحضر معي اثنين غاية في الاهمية لي فوافق و حين اتيت و رأي ابنائي و علم ان لى أولاد تركني و ذهب و ابتسمت مريم ابتسامة لا مبالاه و سألها خالد و هل أحزنك هدا قالت مسرعة لا فانا كنت ابحث عن اب لاولادي و لكنه لايصلح ثم نهضت و قالت سوف اذهب فقال لها خالد انتظري قليلاً فقال لها هل تتناولي معي الغداء انت و الاولاد قالت أولادك هل هم قادمون قال أقصد أولادك فأنا لن يأتي أولادي أبدا فقالت له هل هم خارج البلاد قال بل خارج الدنيا فقالت تقصد فقاطعها في القول و قال نعم و كررها نعم فقالت في اضطراب عفواً اغفرلي اني ذكرتك بهم عن دون قصد اعدت لك ذكري مؤلمة قال لها خالد أنا لم انساهم ابداً فمنذ وفاتهم جميعاً و أنا اتي لهذا المكان في هذا اليوم من كل اسبوع و اطلب لهم الغداء رغم علمي إنهم لن يأتون سألته مريم علي تردد هل فقدت اسرتك كاملة. قال ماتت زوجتي و ابنتى في حادث سيارة و بداء يحكي لمريم عن ابنته و زوجته و ذكرياتة معهم و زوجتة و طيبة قلبها وكم هو ظلمها فقالت هل كنت تسيئ معاملتها قال لا بل كنت احرص علي تلبيه متطلباتها و احرص علي مشاعرها كل الحرص و لكن كنت اعلم انها تشعر ان قلبي ليس معها و كان هذا يؤلمها فأنا اشعر بالذنب لاني تسببت لها بدون قصد في جرح مشاعرها و قد كنت يوم العُطلة من كل اسبوع اصطحب زوجتي و ابنتى إلي هذا المطعم علي نفس الطاولة للغداء فقالت مريم رحمها الله و لكن انا أوكد لك انها الان في منتها السعادة لانها تسمعك و تشعر باحساسك النبيل تجاهها فقال خالد لاتريدي ان تعرفي من التي استحوذت. علي قلبي و لم تقبل شريك لها في قلبي فلم تجيب و سكتت و لكن كان لسان حالها يسأل فقال خالد انها برائة الطفولة و عشق الصبا واحترام الشباب انها مريم فارتبكت مريم و ارادت الانسحاب فطلب منها خالد الانتظار بشدة و قال لم يكن لقاؤنا مجرد صدفة انه ترتيب القدر الذي لم يرد يجمعنا في بيت واحد من قبل لقد اراد ان يحقق لنا حلمنا القديم وها رتب القدر لنا و تلاقينا فأريد ان اصبح أب لاولادك و زوج لك ما رأيك قالت مريم و كان الكلام يتداخل و الاحرف تتفلت و كأنها لا تجيد الكلام ماذا تقول يا خالد قال خالد مريم كفا ما ضاع من عمرنا فأنا في حاجة لاسرة و انت في حاجة لزوج يتقاسم معك مسؤولية. الاولاد فقال هل لكم ان نتقاسم معاً هذا الغداء فهو لثلاثة و نحن الان اربعة فسكتت مريم طويلاً ثم قالت لخالد هذا الغداء يحمل ذكري يجب احترامها سوف اذهب و اولادي لنتناول غدائنا في بيتي واتركك لتكمل يومك مع ذكرياتك الجميلة و بعدها تذهب الي بيتك وتعيد التفكير في هذا الحديث و أنا سأفعل مثلك و إن كان لدينا اصرار علي هذا لنلتقي في الاسبوع القادم في مثل هذا اليوم في نفس المطعم و لكن علي طاولة اخرى لأربعة بجوار نفس الشباك و حينها يطلب غداء لاربعة و تركته مريم وذهبت و أولادها و جلس خالد على طاولة الغداء و يعيد التفكير ثم أسرع خالد طالباً مسؤول المطعم و أخبره أنه سوف يأتى المرة القادمة و يريد بجوار هذه الطاولة طاولة اخرى و لكن معدة لأسرة مكونة من أب و أم و أبنة و أبن بقلم إنتصارحمدان