خرج الأستاذ فاروق حسن المحامى من مكتبه وفى يده بعض الأوراق وبادر بالنداء على مستر أحمد أحمد شعاع المحامى ومدير مكتبه نظر إليه المحاميات تحت التمرين مسرعات قائلات في نفس اللحظة : لم يأتى حتى الآن يا فندم على الرغم من أن المحاميين الجالسين أمام مكاتب قيمة لا تقل قيمة عنها مكاتب المحاميات لم يعطوا حديثة أى أكتراث وبادر أستاذ فاروق حسن في حدة : يأتنى فورا أول ما يصل وأغلق الباب ، نظرت جميع المحاميات في الساعة واللاتى يتمتعن جميعا بقدر من الجمال وكل منهن تختلف عن الأخرى ووضعن أيديهن على وجنتيهن في ضيق قائلات : لسة مجاش وبعد لحظات ، ومازالت أعينٌهنً مرتكزات نحو الساعات ، هذا ميعاد وصوله بالفعلَ ، وفجأة دون مقدمات تقدم بالدخول مستر شعاع ، عفوا الأستاذ أحمد أحمد شعاع ، ووقفت المحاميات مسرعات بالترتيب حتى صنعوا شكلا دائريا من أجل استقبال المستر وهو يبادلهم النظرات في شيئ من الإعجاب والدهشة طويل القامة عريض الكتفين أبيض اللون ممتلئ إلى حدا ما وشعره أسود المنسدل على وجنتيه يترنح يمينا وشمالا وبادرهم كالمعتاد في صوته الرنان : مساء الخير تقدمت إحدى المحاميات إلى الأمام وهى الأستاذة نسرين تتمايل كالمعتاد وهى بيضاء نحيفة قصيرة وترتدى جونلة قصيرة وبادرته وهى تعدل من شعرها : تجنن تجنن من غير الدقن أستاذ ششش شعاع واستدارت واتجهت صوب مكتبها وهى تتميل والمستر شعاع ينظر نحوها في دهشة وتقدمت زميلة آخرى مرفت وهى أقرب الزميلات إليه بيضاء متوسطة الطول ملفوفة القوام وبادرته في صوت متهدج يلوح فيه شرود : أحضر ملفات القضية يا أستاذ بادرها في ود : انتظرى لحظة يا روفى تقدمت هند على الفور تجرب حظها واستدارت ليرى قوامها متوسطة الطول نحيفة ولونها قمحى وجريئة وحديثها يتمتع بالجاذبية وجهها يلوح فيه البراءة والحيوية وهذا هو المطلوب ! وقالت : تجنن يا مستر نجم في تلك اللحظة نظر مستر شعاع لإستاذة نهلة وهى جالسة أمام مكتبها لا تعطية أى أكتراث ، الجدية طبعها وتهتم فقط بعملها على الرغم من جمالها الأخاذ ومستر شعاع ينظر إليها بأعجاب وبادرها في لهفة : يا أنسة نهلة ردت في جدية : نعم يا أفندم مستر شعاع يتحدث في ود: هاتلى أوراق القضية نهلة : حاضر يا أفندم وعندما ترددت هذه لكلمات على مسامع زميلتها سماح تقدمت نحوه على الفور فالمعروف عنها الجدية والنشاط في عملها على الرغم من جمالها الخلاب وحضورها وحديثها الجذاب الذى يحترمه الإناث والرجال قطعت حديثة قائلة : مفهوم مفهوم لكن هى مش فهمة يا فندم اختلست نهلة نظرة ازدراء نحو سماح واعدلت النظارة وانصرف مستر شعاع داخلا مكتبه واستعدت نهلة بأوراق القضية وتوجهت صوب المكتب وتقدمت بالدخول ووضعت المستندات أمامه في جدية دون النظر إليه بادرها : تفضلى يا نهلة قولى إيه الأخبار قالت نهلة : القضية أنا قرأتها هتحتاج مجهوداً ومصاريف قال شعاع : تمام المصاريف مش مهم المعلم شرف ها يدفع وها يصرف المهم يظهر الحق ونعرف مين السارق الحقيقى نهلة : طبعا يا افندم صمت مستر شعاع قليلا متأملا وجهها واعتذر بالانصراف متوجهاً نحو دورة المياه ووقف أمام المرآة يمشط شعره المنسدل على وجنتيه يميا وشمالا وبعث قبلة لصورته في المرآة أعجابا بمظهرة قائلا: قمر يا نجم قمر والبنت ضرورى ما تقع في غرامة طلما النجم قرر يضعها في دائرة اهتمامة وعاد متقدماً نحوها واثقا من نفسة جلس على مقعده وعدل شعره على الجهة اليمنة وللأسف نهلة لم تعطية أى اهتمام حاول لفت انتباها ببعض الكلمات وحدثها عن كتابها فهى تهوى الأدب والشعر وبادرها قائلا : قصتك الأخيرة هيالة اسمها( تلك اللحظة) أنا قرأتها وأرى أنك محتاجة تقرأى أكثر ليوسف أدريس نهلة : آه آه يوسف أدريس مستر شعاع يبادرها في كبرياء : _ لا تذهبى المكاتب الكبيرة القصص هناك غالية عليكى نهلة دار فى خيالها حديث آه آه آه غالية غالية بدولارات تجديها في الأسواق ثلاث جنيهات نفرت نهلة من حديثه والتزمت الصمت ، وارتكز في قرارتها أنطباع عن شعاع مع حفظ الألقاب بأن لدية أعتقاد بين دروب نفسة بأن واحدة المهتم بالثقافة ، على الرغم من عدم شعوره بهذا الطبع ، وهذا ما دفعه لاستنكار الصمت الذى يحيط بنهلة فحاول أن يلفت انتباهها بحديثة عن كتاباتها وبادرها : قول لى نهلة عندما تقدمى على كتابة القصة القصيرة تبدئى في الكتابة إزاى نهلة : على حسب خيالى شعاع: أيوى أنا أقصد الصياغة نفسها نهلة : أنت ها تألف كتاب يا مستر مستر شعاع : والله ممكن ولكن ليس في الأدب والشعر نهلة تهز رأسها : في التاريخ طبعا شعاع يدور بمقعده في كبرياء عفوا مع حفظ الألقاب وبادرها : تمام تمام طبعا في التاريخ نهلة : والله يا مستر نتمنى نقرأ كتاباتك في أقرب فرصة المستر يكرر السؤال ثانية : إنما أنتِ لم تجاوبى على سؤالى كيف تكتبين القصة القصيرة مثلا او صفى المكتب ده أو صفينى أنا آه أه أيوى صفينى أنا مثلا مثلا نهلة ضحكت ضحكة عالية أثار الدهشة بين قوقعة ذاتها وصار في خيالها حديث : هو صفك هوصفك من عنية الأثنين أنت اللى طلبت يا مستر نجم كرر مستر شعاع السؤال ثانية فأعادت نهلة من وهلتها نهلة : أكيد أكيد هوصفك يا مستر استاذ نجم يريد نهلة توصفه ويكون بطل من أبطال قصصها واضح أنه عجبه كتاباتها وعاش مع الخيال ومع حكاياتها وقصصها وأراد أن يخوض التجربة على أرض الواقع ونهلة أتفجئت بصراحة المعروف عن المستر أنه يرغب في أرضاء غرورة لو بادرت نهلة بما طلبه من أهتمام وهو لم يطلب هذا الطلب على الإطلاق ، وعلى الرغم من فهم نهلة لطلباته ، مستر شعاع إلا أنها لا تستطيع تنفيذ طالباته وتنفيذ ماتفعله باقى الفتيات ويقولوا في الأمثال الطبع يغلب التطبع ،ومن شب على شيئ شاب عليه مما دفع شعاع للضيق والنفور من نهلة وتصرفتها وأصدر قررا متوعدا فيه أن يضيقها ويقف في طريقها وأول قرر أتخذه سحب القضية منها وأعطائها لزميلة أخرى وبادرها بوجه مكفهر وبلغة استهزاء : _ شوفى يا نهلة القضية دى صعبة عليكى أنا ها شوف زميل أخرى يتبعها ووضع يده على الزر وطلب زميلة آخرى دخلت الزميلة بيضاء نحيفة ترتدى بنطلون أسود وبادى أسود تبادلا النظرات ،واستدار بمقعده وهو في كامل هيبته ونظر إلى نهلة في ازدراء وعيناه تتجولان بين الأثنتين دار في خيال نهلة حديث عرفين عرفين يانجم عرفين أنت فكرنا مش فهمين ، واعتذرت بالانصراف وتقدمت الأستاذة سماح صديقة مستر شعاع جلست أمامه بعد انصراف الزميلة التى سحبت القضية من نهلة ،نظرت مندهشة من تغيير ملامح وجهه قائلة : مالك يا شعاع شعاع : نهلة سماح : نهلة تانى قلت تلك سيبك منها نهلة دى جد أوى غير البنات اللى أنت تعرفهم شعاع : قصدك إيه من البنات اللى أنا أعرفهم سماح تضحك ضحكه عالية تبادر: يعنى غير نسرين مثلا وغيرها وغيرها وبعدين أسلوبك مش عجبها شعاع يعدل من شعره: مالوا أسلوبى يا سماح سماح: معلش يا شعاع أنت عارف أنا صريحة معاك مفيش راجل في الدنيا يقول على نفسه أنا النجم ولا يتباهى بأهله شعاع يدور بالمقعد ويهز كتفه : يعنى إيه أنت عرفة مش أنا اللى بقول كل صحابى شيفنى النجم ده مش ذنبى أنا النجم أنا النجم أنا النجم سماح تهز رأسها في سخرية : آه آه مفهوم مفهوم وفى تلك اللحظة دخل أحد الزملاء ووضع ملف القضية على المكتب وبادر شعاع : القضية كاملة ومش نقصها حاجة يا شعاع نظر إليه شعاع في كبرياء وبوجه مكفهر وبادر: أيوى أيوى هرجعها وعندما تقدم الزميل بالانصراف بادره في ابتسامة قائلا : سلام يا نجم سلام أشوفك في كافى البستان انفرج ثغر شعاع باسما وبداخله فرحة عارمة نظرت سماح إليه في ابتسامة ساخرة ، نظر إليها شعاع مستنكرا وبادر : كنا بنقول إيه سماح : عن أسلوبك ياشعاع شوف مفيش راجل في الدنيا يتباهى بأهله اللى يتباها يبقى بشخصه شعاع يبادر بى وجه مكفهر : أنت مالك براحة عالية يا سماح سلختينى سماح : دى الحقيقة يا شعاع مش عاوز تصدق وتعيش في الوهم أنت حر وقفت سماح للانصراف مسك يدها شعاع على الفور ودعها للجلوس ووجه إليها دعوة بادرته سماح: دعوة خطوبتك دى يا شعاع شعاع : قريب جدا طبعا طبعا سماح : طبعا ها تكون بنت وزير أو عارف أنت ينفعك مين بنت فاروق الحسينى عشان تليق بالمقام شعاع يعدل يقته : طبعا طبعا مش هقبل أقل من بنت وزير ، ولكن دى دعوة لحضور مؤتمر عن ثقافة حقوق الإنسان ، هيحضر فيها كبار الشخصيات العامة ورجال القانون والمثقفين وسفراء الدول الأجنبية سماح أخذت الدعوة وقدمت إليه الشكر قائلة : مرسى مرسى ياشعاع . شعاع : آه على إيه يا سماح يا حبيبتى لكن الدعوة دى مش لكى أنا هجبلك دعوة غيرها لو عاوزة تحضرى المؤتمر. سماح : الدعوة لمين يا شعاع . شعاع : دى لى نهلة . سماح : آه نهلة طب عن أذنك أعطيهالها أنت . شعاع : أنت عارفة نهلة مش ممكن توافق إذا أنا قدمتهلها . سماح : وأنا بقى المرسال . شعاع: هعطيكى قضية الأستاذ شوكت دى قضية مضمونة سماح : قضية الآداب ده اللى اتمسك مع الممرضة بتعمل عنده في وضع مخل بالأداب اللى اسمها صباح مبارك استخرج شعاع من الدرج بعض الملفات وبادر : _أنا مش هخلص آدى ثلاث قضايا اختارى منهم قضية سماح: إذا كان كده معلش تحت أمرك شعاع قدم لسماح دعوة : ودى كمان الدعوة بتعتك سماح : عاوزنى أقول لها أنك أعطتنى الدعوة شعاع : لا قولى أن الدعوة دى يتتوزع على المحامين في النقابة وأنك عرفة أنها مهتمة بحقوق الإنسان فقلت تحجزى لها دعوة سماح : اللى تشوفة واختارت سماح قضية من الثلاث قضية مؤكدة على أقناع نهلة بحضور المؤتمر، وبالفعل نجحت سماح في مهمتها وأقنعت نهلة بحضور المؤتمر واستعدت للانصراف لحضور المؤتمر ولكن سرعان ما تقدم نحوها مستر شعاع ودعها إلى مكتبه مرة أخرى : سماح بادرته في حدة : في إيه تانى عاوز ألحق استعد لحضور المؤتمر شعاع : عاوزك في موضوع مهم تقدمت سماح نحو المكتب في ضيق ، جلس مستر شعاع أمام سماح ممد ساقية إلى الأمام ويهتز على مقعدة في توتر وأرتباك وبادر سماح: قوليلى يا سماح أنت نهلة كنتم أمبارح في ندوة الواد ده اللى أسمة حامد طعيمة سماح : أنت عرفت منين ممشى ورانا جوسيس يضحك شعاع ضحكة عالية وبادر : أنا سمعت أن نهلة ليها علاقة بالواد ده سماح تنظر إيه في استنكار : علاقة على العموم أسمه حامد طعيمة مش الواد يبقى ناشط حقوقى شخصية مشهورة ومحترمة جدا جدا ولىه شعبية وأناس كتير بتحبه ونهلة بتتفق مع أراءة زى كل المعجبين بأفكاره لكن أنت مالك ومال نهلة هى مش بتصاحب يبقى سيبك بقى منها شعاع : هى أحسن من غيرها في إيه هانشوف سماح : أنت بتتوعد ليها أنت مختلف عنها زى الأختلاف بين اليمين واليسار شعاع : دى شيوعية متطرفة سماح تضحك ضحكة عالية وتبادر : فهمتها لوحدك هى شيوعية متطرفة وبتدافع عن حقوق المرأة والانسان والعدالة الاجتماعية وأنت متفاهم جدا مع حقوق المرأة آخرها عندك طبق الغسيل وحلة المحشى وغير كده لا تعرف ولا تريد أن تعرف شعاع : الكلام ده بناء عن إيه أنت عرفة أنى مشترك في جمعيات كثيرة تدعم دور المرأة في المجتمع وبحضر جميع الاجتماعات الخاصة بهم سماح : مفهوم مفهوم ولكنك غير مقتنع بها بتعلن الاشتراك في الجمعيات من أجل منصبك في الوزارة لأ نك خايف عليه وأنت غير مقتنع بأفكارهم شعاع : سماح أنت لم تجوبى على سؤالى . سماح : سؤال إيه . شعاع : سماح لا تلعبى معى هذه اللعبة نهلة ليها علاقة بى حامد . سماح : هو عشان أفكارفهم واحدة يبقى في علاقة . شعاع : هما مش أفكارهم واحدة وبس دى عضوه معا في جمعية النهضة المصرية . سماح : ده أنت متابع بقى شعاع ينظر إليها في ازدراء : طبعا أنت فكره أنى نايم على ودانى سماح تنظر إليه في ابتسامة ساخرة : طبعا طبعا على العموم هما لم يتقبلوا في الجمعية وده لا يمنع أنها مقتنعة بأفكاره وبتشجعه وبتأيده في مؤتمراته وهو شخصية تستاهل التقدير والاحترام ولكن لا يعنى تأيدها أن في علاقة يعنى مثلا أنا لو أيدت صبحى مرشح الرئاسة الجمهورية يبقى في بينى وبينه علاقة يبقى نساء البلد ها يبقى في بينهم وبين الإعلاميين والمرشحين السياسيين ورجال السياسة اللى بيأيدهم علاقة من نوع خاص يا نجم ووقفت سماح واعتذرت للانصراف للذاهب للمؤتمر : أنا رايحة المؤتمر ولا أنت مش رايح شعاع يعدل من شعره قائلا : لا رايح طبعا وانصرفت سماح من المكتب وتوجهت إلى فندق السفير المنعقد فيه المؤتمر يبعد عن المكتب بضع من الأمتار وفى تلك اللحظة من مساء ذلك اليوم خرجت نهلة لحضور المؤتمر في أبهى ثيابها في فستان أسود محلى بالكرستال إضاءته تنعكس على نجوم السماء في ذلك الليل الهادئ الرياح وكأنه شهر من شهور الربيع ولا تستطيع التفرقة هل هذه الإضاءة من نجوم السماء أم تنبعث من نجوم الفستان ؟ وفى تلك الساعة وقف مستر شعاع أمام المرأة ليضع مفاجاءه كالمعتاد وهذه المرة سوف يفاجئنا بشكل جديد ومظهر جديد مختلف عن كل الأوقات وفى هذه اللحظات تقدمت نهلة داخل فندق سفير صافحت الأصدقاء من بينهم طارق وشرف أعز الأصدقاء ووقفوا بجانب نهلة في قضايا كتير خاصة بحقوق الإنسان وكانوا سببا في تعرف نهلة بشخصيات هامة في اليونسكو كمان وبعد لحظة فوجئت نهلة بشخص يشبه مستر شعاع متقدم نحوها دار في خيالها حديث : هو شعاع ولكن سماح لم تقل أنها حفلة تنكرية ده مؤتمر يخلق من الشبه أربعين على العموم لو هو هيتكلم وبالفعل تقدم مستر شعاع من نهلة ولم يحدثها دار في خيالها حديث : غريبة وأنا أشغل نفسى لى لو هو هيبان . تقدم مستر شعاع من قاعة الحفلات التى سوف يقام فيها الحفل الذى يعقبه المؤتمر وجلس أمام البار وألتفت حوله الفتيات يصافحنه وتبادلا القبلات كالمعتاد مع جميلات الفتيات خاصة والمؤتمر به محاميات وناشطات من سفارات ودول مختلفة من أوروبا وجميع الجنسيات في تلك اللحظة بدأت تتأكد نهلة أنه هو وقالت اتقدم أنا بالحديث وبادرت : أنت شعاع صمت ولم يرد وهز رأسه بالنفى وانصرف من أمامها تأكدت نهلة وقتها أنه ليس شعاع أكيد وما المانع أن يبادر هو بالحديث إلا إذا كان ليس هو ! ومن الواضح أن حديث نهلة لم يعجب المستر لذلك لم يرد معتقداً أنها تعرفة عن ثقة لم تهتم به الاهتمام المطلوب ماهو النجم آسفين يا نجم آسفين أصل كنا مش عرفين . تقدم منها عدة مرات وتجول حولها بدأت نهلة بعادءها الشك فأنه هو بالفعل المستر شعاع ولم يحدثها ولماذا لا تعرف ! انتهى الحفل ودخلت نهلة قاعة المؤتمرات وتقدمت سماح منها وبادرتها : هو شعاع هنا في المؤتمر. نظرت إليها سماح في ازدراء : لم يبلغنى أنه جاى نهلة : غريبة شاهدت شخص يشبهه تمام سماح : كلمتىيه نهلة : تقدمت وتكلمت وأنكر نفسه سماح : وهينكر لىه يبقى مش هو سماح نظرت إليها في دهشة وهزت رأسها متوعدة لمستر تقدم مستر شعاع بدخول إلى القاعة أشارت نهلة نحوه سماح بادرتها : يخلق من الشبة أربعين لم تقترب نهلة منه مرة ثانية بعدما أحرجها واستنكر ، تقدم نحوهم زميلهم حسين صافحهم جلس بجوارهم ولفت نظره شعاع وبادر بالحديث : هو ده شعاع تضحك نهلة : يمكن شبهه حسين : يخلق من الشبة أربعين بس كفاية واحد علينا نهلة تبادرة في ابتسامة ساخرة : لى يا حسين مالوا شعاع حسين : مالوا ما أنتم نيمين مش عرفين حقيقته ده متورط في 33 قضية آداب سماح مندهشة : لآ أزاى أنت جبت الكلام ده منين حسين : كل الوزارة عرفة الكلام ده لولا أن هو لىه علاقات بمسئولين في وزارة الخارجية ومسنود من عمه كان اترفد من زمان . نهلة : مش معقول أنا أول مرة أسمع الكلام ده . حسين : أول مرة تسمعى طب خدى بالك حتى خطيبته لم يعتقها على الاطلاق سماح تنظر إليه في أزدراء لا خطيبته أنا عرفها كويس كانت زميلتى في الجامعة وكنت هخطبها نهلة : وإيه اللى حصل حسين : سألت عليها سمعت أنها أتخطبت 12 مرة ومبيهمهاش عادى يعنى أن الناس تتكلم عليها ولما عرفت عنها كده بدأت أتبعها وجدتها ليها علاقات خاصة بأستاذة الجامعة نهلة : معقوله وفى هذه اللحظة تقدم نحوهم شقيق شعاع سالم صافحهم أنه مخرج سينمائى معروف سبق وعرض على نهلة تعمل بالتمثيل ولكن نهلة بادرت بالرفض لكنه يلح في طلبه، وانتهز الفرصة وعرض على نهلة الطلب مرة ثانية ، وبادرت نهلة بالرفض مرة أخرى وأشارت نهلة نحو شعاع وسألت سالم إذا كان هو بالفعل أم لا نظر إليه واعتذر بالانصراف للتأكد من الامر وانفرج حسين في الضحك قائلا : ممثلة سماح : ومالوا يا حسين نهلة وجهها سينمائى وتنفع تمثل حسين : أنا لم أقل شيئ لكن هو شيفها حاجة أخرى سماح : شيفها إيه حسين : شيفها بريئة وتنفع صيده غير أنها ليست من القاهرة ومن السهل يقوم بمهمته نهلة : حسين انت بتقول إيه أنا مش عبيطة حسين : هو شايف غير كده لانه معتقد عن أهل المجتمع خارج القاهرة بهذا الشكل حتى لو غير موجود على أرض الواقع وأكيد سألك عن مقر سكنك نهلة : أيوى حسين : هؤلاء لديهم موروث عن الفتاة التى من خارج القاهرة عندما تأتى القاهرة تنبهر بها ومادى الحرية الموجودة عن المناطق حول القاهرة وأن يوجد ثقافة مختلفة عن الناس المدينة وهذا لأن القاهرة دائما تصدر الثقافة ولا تكتسب الثقافات الأخرى في شكلها الصحيح سماح : معتقدش أن لسه في أحد يفكر بهذا الشكل المجتمعات الأ خرى أصبحت منفتحه مثلها مثل القاهرة نهلة : طبعا البنت أصبحت تأتى من جميع المحافظات للعمل ليس لدراسة فقط حسين : ممكن عرفين الكلام ده كويس لكن لا يريدون تصديقه لكى تصبح الفرصة مهيئة لديهم كما في خيالهم لأستدراج أى فتاة في تلك اللحظة بدأ فعاليات الحفل الذى ضم مجموعة من الشعراء والمطربين وبعد بضع من الوقت خرج مستر شعاع وعندما شاهده حسين اعتزر ولحق به على الفور خارج الفندق وبدأ يتابع خطواته تقدم مستر شعاع من عمارة قريبةمن الفندق صعد الاسانسيل ووقف حسين ينتظره يروح ويغدو وفجأة دون مقدمات تقدمت نائبة مكتبة وصعدت الأسانسيل حسين يعرف مغامرات شعاع مع النساء وصمم أن يعرف الحقيقة تقدم من بواب العمارة ووضع يده في جيبه واستفسر عن الموضوع بالتفاصيل وبادر البواب في نهاية حديثة : يعتبروا متزوجين صار في خيال حسين حديث القضية رقم 34 في تلك الساعة من صباح اليوم التالى ذهبت نهلة كالمعتاد إلى المكتب تقدمت بالدخول الزملاء ينظرون إليها في وجد ،ولا تعلم نهلة أن بداخل مكتبها مفاجأة تنتظرها ،تقدمت من المكتب ووجدت ورقة أمامها قرأتها أربد وجهها الورقة بها قرر مصيرها تم رفدها دون معرفة الأسباب وأيقنت نهلة حينها أن الشخص الذى رأته بالأمس في المؤتمر هو المستر شعاع تقدمت منها سماح أخذت قرار رفدها ودخلت إلى المستر وقبل أن تنطق بكلمة بادرها شعاع في كبرياء وهو يدور بمقعده : طبعا مرفودة هى فكرة نفسها إيه دى محامية تحت التمرين لما تعرف تتكلم أزاى مع اللى له فضل عليها ومشغلة ابقى أرجعها خليها تتعلم أزاى تكلم رؤسئها سماح: أنت هنا زميلها وزيك زيها كل الحكاية أنك أقدم منها في المهنة وهى بكره تبقى أحسن منك وبعدين هى من أول عملها في المكتب لم تعطيها غير قضية واحدة شعاع : ولا ها تفلح فيها وتبقى تقبلنى لو اشتغلت في أى مكان تانى سماح : أنت رفدتها مالك ومالها أنت معلق نفسك بيها لى شعاع : أنا متعلق بيها دى معقدة سماح : أيوى هى معقدة سبها في حالها وبدأ شعاع يأكل في أظافره من الغيظ ،وقرر النجم شعاع وقف نهلة عن العمل في أى مكان ورفع عليها قضية في المحاكم الدولية وقدم شكوى إلى اليونسكو ومكتب حقوق الإنسان باعتبارها أهانة كرامتة ولم تلقى عليه السلام ولونهلة كانت تعرف كانت قالت له: سلام يا نجم سلام بقى بالزمة ده اسمه كلام وفى مقهى زهرة البستان جلس شعاع مع أصدقاء ه شرف وطاهر أعضاء في لجنة حقوق الإنسان قدموا المساعدة لنهلة في قضايا كتير خاصة بحقوق الإنسان وقدم شعاع المفاجاءة بى حديثه عن نهلة الذى استوعدا فيه بنشرها على صفحات الجرائد والتليفزيون ويهينها كما أهانته ولم تلقى عليه السلام وبادر شرف وطاهر بالدفاع عن نهلة موضحين مادى صدقها وبرأتها ونبل شخصيتها المتواضعة حتى انتاب شعاع العجز عن أقناعهم ورأى شعاع أن الحل الوحيد أن يدعى حبه لنهلة ووصف مشاعرة للأصدقاء قائلا أن حبه استمر سنين وعندما تقدم ليصرحها بحبه رفضت حبه وصراحته بحبها لغيره من عائلة ثرية وبادرته بلهجة مليئة بالسخرية أنها لا تتزوج من شخص يبنى حياته بالجمعية مما أدى إلى نفور طاهر وشرف من نهلة وتضمنهم مع شعاع في كل ما يفعله حيث قال مستوعداً : "اللى ها يوقع نهلة في غرامة هيسهره سهرة على حسابة " وبادر طاهر مسرعا بتنفيذ هذه المهمة على الفور خاصة تصرف نهلة جعله يتذكر حبيبته الماضية التى خانته مع رجل من عائلة ثرية . وشرف طرح عليهم فكرة أخرى وأوضح أنه يشرف على الأبحاث المقدمة في المؤتمر القادم للجنة حقوق الإنسان ونهلة تقدمت ببحث خاص بحقوق المرأة في المجتمع ومدى تسلط الرجل على حريتها ومن قراءته للبحث متوقع فوزها بجائزة ومن الممكن نحبط محاولة فوزها بالجائزة. بادر شعاع : فكرة جيدة وأفضل واستفسر طاهر عن كيفية تطبيقها وبدأ شرف في شرح الخطة بجدية وفى تلك الساعة من النهار نهلة في طريقها إلى مؤتمر حقوق الإنسان المقدم فيه البحث الخاص بها تسير في خطى وئيدة مرتجفة خائفة منتظرة النتيجة وفى الطريق قابلتها زميلتها نسرين ذاهبة إلى المؤتمر وتحمل رسال إلى نهلة من شعاع مضمونها أنه سوف يقف في طريق عملها في جميع المكاتب وأنها أخطأت في حقه وأهانت كرامته ولونهلة تعرف كانت قالت له : سلام يا نجم سلام بقى بالزمة ده اسمه كلام وتوجهت نهلة مع نسرين إلى المؤتمر وجلست للانتظار النتيجة والتى ألقاها الإستاذ أنطونيو وجاءت كالكارثة صدمت نهلة تم رفض بحثها دون ظهور الأسباب وتم نسب أفكار بحثها إلى أحد الزملاء ومازال شعاع مستمراً في إدعائه وفهم أصدقائه أنه قابل نهلة في مؤتمر وتقدم لحديث معها واكتشف أنها لم تتعرف على شكله والحقيقة غير ذلك لأن نهلة هى التى تقدمت بالحديث هو أنكر نفسه! وهل هذا هو السبب؟ والحقيقة أن سبب عداء شعاع لنهلة بدأعندما قامت نهلة بتأليف كتاب سياسى وأصبح خلال فترة وجيزة مصدر اهتمام بين دائرة المثقفين ومن رجال القانون وعلى الرغم من طبعته المحدودة لكن انتشاره جاء كمادة سياسية جذبت المثقفين ،حاكها شعاع على الفور وقام بتأليف كتاب في الطهى كتاب غريب ومختلف في الحقيقة على الرغم من انتشاره بين ربات البيوت لم يلفت إليه الأنظار ولذلك انتابه الغيرة من نهلة وقرر الوقوف في طريقها صاحت نهلة بصوت مرتفع وسط المؤتمر قائلة : لن أسكت على هذه المهزلة دى سرقة صريحة . تقدم مستر شعاع من نهلة وبادرها : خيرها في غيرها بقى يا جميل نظرت نهلة إليه لم تنبذ بكلمة وذهبت إلى منزلها في حالة من الحزن الشديد وحذفت مشتر شعاع من دفاترها وحساباتها وقررت تفاتح والدتها عن احتياجها لأموال لاستكمال قضية المعلم شرف وأنها سوف تذهب إليه بنفسها لكى تدافع عنه وتظهر الحقيقة وأنها متطوعة دون مقابل مادى القضية سوف تحقق لها الشهرة والنجاح الذى تبحث عنه ولكن كان رد والدتها غير مرضى لنهلة ونصحتها بترك هذه القضية نهائيا وتشوف حالها ومستقبلها بادرت نهلة في حدة قائلة : لا يمكن يا ماما أترك أهم قضية دى قضية شرف ياماما ابن ناس بريئ ولازم أظهر الحقيقة !