مناجاة العبد لربه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الأولين و الأخرين سيدنا محمد و على آله و صحبه و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين أبي اخي ابني امي زوجتي بنتي المسلمون جميعا ألاخوة فى الله قرأنا و سمعنا مناجاة العبد لربه و مناجاة العبد لحبيبه محمد صلى الله عليه و سلم و من يناجى حبيب لحبيبه فهل سمعت و قرأت من قبل مناجاة الحق سبحانه و تعالى لعبده أقرأ و أستمتع بهذه المناجاة. عبدى ألق سمعك و أنت شهيد يأتك منى المزيد و أصغ بسمعك فأنا لست عنك ببعيد كنت بتدبيرى لك قبل أن تكون لنفسك فكن لنفسك بأن لا تكون لها و توليت رعايتها قبل ظهورك و أنا الأن على الرعاية لها . عبدى أنا المنفرد بالخلق و التصوير و أنا المنفرد بالحكم و التدبير لم تشاركنى فى خلقى و تصويرى فلا تشاركنى فى حكمتى و حكمى و تدبيرى عبدى أنا المدبر لملكى و ليس لى فيه ظهير و أنا المنفرد بحكمى فلا أحتاج إلى وزير أيها العبد من كان لك بتدبيره قبل الإيجاد فلا تشاركه فى المراد و من عودك حسن النظر منى لك فعودنى أسقاط التدبير منك معى أشكاً بعد وجود التجربة و حيرة بعد وجود البيان و ضلالاً بعد وضوح التجربة و قد سلمت بمملكتى و أنت من مملكتى فلا تنازع ربوبيتى و لا تضادد بتدبيرك مع وجود إلوهيتى . عبدى متى أحوجتك إليك حتى تحتال عليك متى وكلت شيئا من مملكتى لغيرى حتى أكِل ذلك إليك متى خاب من كنت له مدبرا و متى خذل من كنت له ناصرا. أيها العبد لتشغلك خدمتى عن طلب قسمتى و ليمنعك حسن الظن بى عن إتهام ربوبيتى لا ينبغى أن يتهم محسن و لا أن ينازع مقتدر و لا أن يضاد قهار و لا أن يعترض على حكيم و لا أن يعال هم مع لطيف لقد فاز بالنجاح من خرج عن الإرادة معى و لقد دل على تسيير الأمور من أحتال على و لقد أستوجبت النصر منى عبدى إذا تحرك يتحرك بى و لقد أستمسك بأقوى الأسباب من أستمسك بسببى . أيها العبد نريد منك أن تريدنا و لا نريد معنا و نريد منك أن تختارنا و لا تختار معنا و نرضى لك أن ترضانا و لا ترضى سوانا و كما سلمت لى تدبيرى فى أرضى و سمائى و إفرادى فيها بحكمى و قضائى سلم وجودك لى فانك لى و لا تدبر معى فأنك معى وأتخذنى وكيلا و ثق بى كفيلا أعطك عطاء جزيلا و أهبك فخرا جليلا . عبدى ويحك إنا أجلنا قدرك أن تشغلك بأمر نفسك فلا تصغر قدرك يا من رفعناه و لا تذكر بحوالتك على غيرى يا من أعززناه ويحك أنت عندنا أجل من أن تشغلك بغيرنا لحضرتى خلقتك و إليها خطبتك و بجواذب عنايتى إليها جذبتك فان أنشغلت بنفسك حجبتك و أن أتبعت هواها طردتك و أن خرجت عنها قربتك و أن توددت إلى بإعراضك عما سواى أحببتك . أيها العبد ما آمن بى من نازعنى و لا وحدنى من دبر معى و لا رضى بى من شكى ما أنزلت به إلى غيرى و لا أختارنى من أختار معى و لا أمتثل أمرى من لم يستسلم لقهرى لو طلبت التدبير لجهلت فكيف إذا دبرت لها و لو أخترت ما أنصفت فكيف إذا أخترت على . أيها العبد يكفيك من الجهل أن تسكن لما فى يدك و لا تسكن لما فى يدى أنا أختار لك أن تختارنى أفتختار على يا مهموما بنفسه لو ألقيتها إلينا لأسترحت ويحك أعباء التدبير لا يحملها إلا الربوبية و ليس يقوى عليها ضعيف البشرية ويحك أنت محمول فلا تكن حاملا أردنا راحتك فلا تكن لنفسك متعبا. أيها العبد أمرتك بخدمتى و ضمنت لك بقسمتى فأهملت أمرى و شككت فيما ضمنت و لم أكتفى بقسمتى لك بالضمان حتى أقسمت و لم أكتف بالقسم حتى مثلت فخاطبت عبادا يفهمون فقلت{ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }( الذاريات22 ، 23 ) عبدى قد رزقت من غفل عنى و عصانى فكيف لا أرزق من أطاعنى و دعانى ويحك الغارس للشجرة ساقيها و الممد للخليقة هو باريها منى كان الإيجاد و على دوام الإمداد منى كان الخلق و على دوام الرزق أأدخلك دارى و أمنعك إبرارى أأبرزك لكونى و أمنعك وجود عونى أأخرجك إلى وجودى و أمنعك جودى لك هيأت منتى و فيك أظهرت رحمتى و ما قنعت بالدنيا حتى أدخرت لك جنتى و ما أكتفيت لك حتى أتحفتك برؤيتى فاذا كانت هذه أفعالى تشك فى أفضالى فأخترنى و لا تختر على و وجه قلبك بالصدق إلى ان فعلت أريتك غرائب لطفى و بدائع جودى و أمتع سرك بشهودى . عبدى لقد ظهرت الطريق لأهل التحقيق و بينت معالم الهدى لذوى التوفيق فبحق سلم إلى الموقنون و ببيان توكل على المؤمنون علموا إنى خير لهم من أنفسهم لأنفسهم و أن تدبيرى لهم أحرى من تدبيرهم لها فأذعنوا لربوبيتى مستسلمين و طرحوا أنفسهم بين يدى مفوضين فعوضتهم ذلك راحة فى نفوسهم و نورا فى عقولهم و معرفة فى قلوبهم و تحقيقا بقربى فى أسرارهم هذا فى هذه الدار و لهم عندى إذا قدموا على أن أجِل منصبهم و أعلى محلهم و لهم إذا أدخلتهم دارى ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر . أيها العبد الوقت الذى أنت تستقبله لم أطالبك فيه بالخدمة فلا تطالبنى فيه بالقسمة فاذا كلفتك تكفلت لك و إذا أستخدمتك أطعمتك و أعلم بأنى لا أنساك لو نسيتنى و أنى ذكرتك من قبل أن تذكرنى و أن رزقى عليك دائم و أن عصيتنى فاذا كنت لك كذلك فى أعراضك عنى فكيف ترى أن أكون فى أقبالك على ما قدرتنى حق قدرى إن لم تستسلم لقهرى و لا رعيت حق برى إن لم تمتثل أمرى فلا تعرض عنى فانك لا تجد من تستبدله منى و لا تغتر بغيرى فلا أحد يغنيك عنى أنا الخالق لك بقدرتى و أنا الباسط لك منتى فكما أنه لا خالق غيرى فكذلك لا رازق غيرى. عبدى أأخلق و أحيل على غيرى فأنا المتفضل و أمنع العباد وجود خيرى و أنا رب العباد و أخرج من مرادك إلى أبلغك عين المراد و أذكر سوابق لطفى و لا تنسى حق الواد. أخوتى فى الله للحق اقول كلها منقولة ووصلت لي فحبيت تشاركوني فيهافهل أحد عنده هدية أفضل و أعظم من هذه المناجاة من الحق سبحانه و تعالى إلى عبده و من لم تبكيه هذه المناجاة و من لم تقشعر جلوده من هذه المناجاة و من لم يرجع عن ذنبه و يستغفر الله و يقول فى نفسه و من قلبه لا إلَه إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين فليبلغنى برسالة و أنا ارسل إليه كلمات تجعله يبكى الليل و النهار اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمني و من الشيطان اللهم لا تشمت احد في امة الحبيب محمد يارب يارب يارب دعواتكم الله يكرمكم للأمة كلها بالخير و اصلاح الحال ولاموات المسلمين جميعا ولا تحرموني من الدعاء جزاكم الله كل خير اللهم إني أسألك أن تجمع بيني و بين قاريء هذه الكلمات في فردوس الجنة اللهم اعطي قارئ رسالتي مناه و مبتغاه و كتابه بيمناه واجعل الجنة سكناه اللهم اجعلني والقارئ ممن قلت فيهم:وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا?? الفقير الي الله المجتهد في ديني عبد العزيز ابن السويس مصري عربي منقول