نورا عبدالستار شكلت سيناء في الفترة الأخيرة هاجساً أمنياً للدولة المصرية بسبب تنامي الإرهاب دخلت الدولة على إثره في مواجهات عسكرية مع الجماعات الجهادية الموجودة في سيناء، وبقدر ما كشفت هذه الأحداث الإرهابية مدي ارتباطها بالصراع الداخلي بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين وهو الأمر الذي اتخذته هذه الجماعات ذريعة لأنشطتها الدنيئة ،إلا أنه ألقى الضوء على عوامل وتحديات أخرى مرتبطة بتنامي الإرهاب تتطلب من الدولة تكتيكات مختلفة للتعامل معها حيث ظهرت مشكلات الدولة في ضبط حدودها مع كافة الدول المجاورة سواء السودان أو ليبيا أو قطاع غزة أو الأراضي المحتله ووجدت الدولة نفسها في مواجهة دول إقليمية تغذي الإرهاب وتستغله من أجل الإضرار بالأمن القومي المصري، فقد سمح غياب التواجد الأمني بعد ثورة 25يناير في تسرب عناصر التنظيمات الموجودة في غزة إلي سيناء وحدث ترابط بينها وبين الجماعات الموجودة في سيناء كما استطاعت حركة حماس في استخدام الأنفاق في تهريب البضائع والسلاح ، واتخذت من سيناء ملاذاً آمناً للتدريب وتخزين الأسلحة القادمة من ليبيا والسودان وأصبح لديها وزارة تسمى وزارة الأنفاق وتتعدى تكلفة حفر النفق الواحد المليار دولار. وتقوم إيران بتهريب السلاح إلي السودان عبر ميناء بورسودان كما تمول مصانع السلاح هناك ثم ترسل هذه الأسلحة إلي حركة حماس عبر سيناء، وفي شهر مارس 2014 أوقفت إسرائيل السفينة الإيرانية "كلوس سي" في البحر الأحمر ومن قبلها في عام 2012 كانت استهدفت بهجوم صاروخي مصنعاً للاسلحة في الخرطوم. وبعد أن تحول شرق ليبيا إلي مرتعاً للجماعات المتطرفة إثر حالة الفوضى التي سادت ليبيا استطاعت هذه الجماعات أن تنشئ صلات مع مع الجماعات الموجودة في سيناء وأن تهرب لها الأسلحة الثقيلة ورصدت قوات الأمن معسكرات على الجانب الليبي تخطط لاستهداف الداخل المصري ولا يخفى في هذا الإطار دور دول بعينها تمول هذه الجماعات مثل قطر وتركيا،هذا بالإضافة إلي جماعة داعش التي تريد أن تستغل حالة ليبيا وتمد تواجدها هناك. أما بالنسبة لعمليات التهريب فهي تنتشر على الحدود المصرية مع السودان وليبيا خاصة بسبب التركيبة القبلية الموجودة في هذه المناطق وضعف دور السودان في تأمين الحدود مع الجانب المصري ،كما أن الحدود الليبية تسيطر عليها بعض الميليشيات التي بدورها تتواطأ في عمليات التهريب ، وبالنسبة للشريط الحدودي بين مصر والأراضي المحتله فقد أصبح مرتعاً لجماعات الجريمة المنظمة التي تمارس الأنشطة غير المشروعة مثل تجارة الأعضاء والرقيق والمخدرات والآثار والجماعات الإرهابية في سيناء ليست بعيدة عن هذه الأنشطة التي قد تعتمد عليها كمصادر للتمويل ، وأبرز مثال على ذلك قيام حزب الله بالتعاون مع عصابات فارك في كولومبيا في تجارة المخدرات من أجل الحصول على الأموال. ومن هنا يمكن القول أنه يجب على الدوله تعزيز التعاون الإقليمي والدولي على الصعيد الأمني والإستخباراتي من أجل مواجهة المخاطر التي ظهرت بعد تمكن الجماعات الإرهابية الموجودة في سيناء من التواصل مع الجماعات المتطرفة الموجودة في سوريا والعراق وليبيا خاصة بعد مبايعة جماعة أنصار بيت المقدس لداعش بما يحمله من مخاطر تمكن التنظيمات الجهادية في مصر من الحصول على الأموال والأسلحة والخبرات التدريبية العالية في ضوء تماهي هذه الجماعات تنظيمياً وهوما يعني دخول سيناء ضمن مخططات الجماعات الإرهابية مثل داعش وغيرها لفرض سيطرتها على المنطقة.