عقب المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي على تصريحات الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية بشأن تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين الدول العربية بأنه أمر ضرورة شرط ألا يتم تحميل العبء على الجيش المصري الذي يحارب بالفعل الإرهاب في سيناء. وأشار الفقي – في تصريحات اليوم السبت على هامش مشاركته في مؤتمر نحو إستراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف بمشاركة مائتي مثقف عربي، برعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بالتنسيق بين مكتبة الإسكندرية ووزارة الخارجية – إلى أن حرب الخليج الأولى شاركت فيها القوات المصرية في حرب نظامية تختلف عن الأوضاع الحالية التي تمر بها المنطقة العربية، مشددا على ضرورة تلاحم أرضي، كما نجح في جزء منه قوات عراقية في صد قوات “داعش”. وقال الفقي أنه لا تفرقة بين الإرهاب في ليبيا وسوريا والعراق ولبنان، وسيناء، حتى إن اختلفت مسمياته، محذرا من التلاعب مع الجماعات ذات الطابع المتطرف، لأنها تتحول إلى عفريت لا يمكن صرفه على حد وصفه، مدللا على ذلك بقضايا العائدين من أفغانستان وسوريا والعراق، ولكن هذه المرة الخطأ أكبر وأفدح وأعظم. وأضاف أن المنظمات الإرهابية في التاريخ لم تتمكن من إقامة دولة، ولكن بعضها نجح في إسقاط دول، معتبرا أن هذا مخطط ضخم يستهدف الدول العربية والإسلامية، كحرب ضد الإسلام في ذاته. وانتقد الفقي الإجراءات التي تتخذها الدول حاليا في التعامل مع ظاهرة الإرهاب والتطرف، ووصفها بأنها غير قوية أو فعالة، مطالبا الدول العربية بالتكاتف لمواجهة ظاهرة الإرهاب استراتيجيا وعسكريا، وتحريك الضربات الاستباقية والوقائية. وتساءل عن دور التعليم والإعلام والثقافة في احتواء الشباب الذي يشعر بالتهميش وقضايا الفارق بين الأجيال، وحذر من انضمام عشرات الشباب حول العالم إلى صفوف التنظيمات الإرهابية التي تمثل جاذبية للشباب الذي يشعر بأنه يتجه إلى الانحراف. ويواصل المؤتمر جلساته على مدار ثلاثة أيام بانعقاد جلسات عامة ومتوازية لمناقشة قضايا متعددة منها مواجهة التطرف، وبناء الفكر الإسلامي، وقضايا المرأة، وحرية الرأي، والأمن القومي، والمسيحيين العرب، فضلا عن الإعلام والتعليم. واكتظت قاعة المسرح الصغير بمكتبة الإسكندرية بالمشاركين في المؤتمر، من المفكرين والقساوسة المنتمين إلى طوائف دينية مختلفة، وشيوخ أزهريين وممثلي الفكر العربي بعدد من الدول العربية.