تأكيدا لمصراوي.. الحد الأدنى لتنسيق علمي علوم 293 درجة -فيديو    اختبارات توجيه طلاب الإعدادية والثانوية إلى أفضل المسارات التعليمية    حروب تدمير العقول !    "الكهرباء" تدرس الاستعانة بشركات خاصة لتوفير مولدات للمناطق المتأثرة بالانقطاعات بالجيزة    وزير السياحة: نستهدف شرائح جديدة من السياح عبر التسويق الإلكتروني    ترامب: قدمنا 60 مليون دولار لإدخال أغذية إلى غزة قبل أسبوعين    بوتين يعلن إعادة هيكلة البحرية الروسية وتعزيز تسليحها    ارتفاع عدد ضحايا الهجوم على كنيسة بالكونغو الديموقراطية إلى 30 قتيلا    تحقيق| «35 دولارًا من أجل الخبز» و«أجنّة ميتة».. روايات من جريمة «القتل جوعًا» في غزة    بيراميدز يكشف سبب غياب رمضان صبحي عن مباراة قاسم باشا    16 صورة ترصد وصول بعثة الأهلي للقاهرة    إنبي في مجموعة قوية بكأس عاصمة مصر 2025-2026    ليفربول بين مطرقة الجماهير وسندان اللعب المالي النظيف    حادث مروع بالمنيا يودي بحياة مدير أمن الوادي الجديد (صور)    موجة شديدة الحرارة وسقوط أمطار على هذه المناطق.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدًا الإثنين    مدبولي يوجه بمراجعة أعمال الصيانة بجميع الطرق وتشديد العقوبات الخاصة بمخالفات القيادة    تأجيل محاكمة 108 متهمين بخلية "داعش القطامية" ل 28 أكتوبر    "أنا ست قوية ومش هسكت عن حقي".. أول تعليق من وفاء عامر بعد أزمتها الأخيرة    ب "لوك جديد"| ريم مصطفى تستمتع بإجازة الصيف.. والجمهور يغازلها    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    بعد 11 عامًا.. الحياة تعود لمستشفى يخدم نصف مليون مواطن بسوهاج (صور)    تعرف على طرق الوقاية من الإجهاد الحراري في الصيف    ذكرى وفاة «طبيب الغلابة»    الغربية تستجيب لمطالب أولياء الأمور وتُخفض الحد الأدنى للقبول بالثانوي العام    «الداخلية»: مصرع عنصر جنائي شديد الخطورة عقب تبادل إطلاق النار مع الشرطة بالقليوبية    لماذا تؤجل محكمة العدل الدولية إصدار حكمها في قضية الإبادة الجماعية بغزة؟    الأردن يعلن إسقاط 25 طنا من المساعدات الغذائية على غزة    «فتح»: غزة بلا ملاذ آمن.. الاحتلال يقصف كل مكان والضحية الشعب الفلسطيني    نجوى كرم تتألق في حفلها بإسطنبول.. وتستعد لمهرجان قرطاج الدولي    غدًا.. وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان الدورة العاشرة لمعرض الإسكندرية للكتاب    يسرا ل"يوسف شاهين" في ذكراه: كنت من أجمل الهدايا اللي ربنا هداني بيها    وزير الثقافة يزور الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم بعد نقله إلى معهد ناصر    رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى والدها: الأب الحنين ما بيروحش بيفضل جوه الروح    محافظ دمياط يطلق حملة نظافة لجسور نهر النيل بمدن المحافظة.. صور    وزير الإسكان يواصل متابعة موقف مبيعات وتسويق المشروعات بالمدن الجديدة    رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفدا صينيا لبحث التعاون المشترك    "تعليم أسوان" يعلن قائمة أوائل الدبلومات الفنية.. صور    العثور على جثة شخص بدار السلام    تجديد الثقة في الدكتور أسامة أحمد بلبل وكيلا لوزارة الصحة بالغربية    7 عادات صباحية تُسرّع فقدان الوزن    "دفاع النواب": حركة الداخلية ضخت دماء جديدة لمواكبة التحديات    بعد عودتها.. تعرف على أسعار أكبر سيارة تقدمها "ساوايست" في مصر    أمين الفتوى: النذر لا يسقط ويجب الوفاء به متى تيسر الحال أو تُخرَج كفارته    قبل كوكا.. ماذا قدم لاعبو الأهلي في الدوري التركي؟    وزير البترول يبحث خطط IPIC لصناعة المواسير لزيادة استثماراتها في مصر    لمروره بأزمة نفسيه.. انتحار سائق سرفيس شنقًا في الفيوم    مجلس جامعة بني سويف ينظم ممراً شرفياً لاستقبال الدكتور منصور حسن    الجيش السودانى معلقا على تشكيل حكومة موازية: سيبقى السودان موحدا    «مصر تستحق» «الوطنية للانتخابات» تحث الناخبين على التصويت فى انتخابات الشيوخ    وزير التموين يفتتح سوق "اليوم الواحد" بمنطقة الجمالية    مصر تنتصر ل«نون النسوة».. نائبات مصر تحت قبة البرلمان وحضور رقابي وتشريعي.. تمثيل نسائي واسع في مواقع قيادية    جواو فيليكس يقترب من الانتقال إلى النصر السعودي    فتوح يخوض تدريبات منفردة خارج الزمالك بعد أزمة الساحل    إصابة 11 شخصا في حادثة طعن بولاية ميشيجان الأمريكية    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر.. والإدعاء بحِلِّه تضليل وفتح لأبواب الانحراف    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    وسام أبو على بعد الرحيل: الأهلى علمنى معنى الفوز وشكرا لجمهوره العظيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدي السعيد سالم : التفاحة الساقطة وفكر المؤامرة على مصر
نشر في شباب مصر يوم 16 - 12 - 2014

آل سعود يتجملون للناس بصفات ليست فيهم , وأهداف ليست أهدافهم ونوايا ليست نواياهم … انهم يكذبون بيسر كما يتنفسون بيسر , بل يزينون الاثم للناس كما يزينه الشيطان …لذلك معظم مآسى المملكة العربية السعودية تنبع من غياب الحرية وسيادة الحكم المطلق الفردى الديكتاتورى او الشمولى …والى العاهل السعودى اقول : ( اذا لم تستحى فاصنع ما شئت انت ونظامك ومن تمولهم دولتك ) ….فالسعودية هى من تدعم وترعى الارهاب الدينى بكل اطيافه واشكاله ....المملكة السعودية او دولة الشر فى المنطقة هى الراعى الرسمى والداعم الرئيس لكافة التيارات الدينية وتستخدمها كرصيد احتياطى ومخزون استراتيجى وقت اللزوم ....بالتمويل السعودي تمدد وتشعب التيار السلفي الدعوى وانتشرت تنظيماته وتكاثرت مساجده بالآلاف ، وتسلل إلى الأزهر والتعليم والأعلام والنوادي … وبتأثيرهم انتشر الحجاب والنقاب ...
الدعم السعودي للنشاطات والجماعات الإسلامية جاء في وقت كانت فيه النشاطات الدينية غير مسيّسة في الغالب....، فجاء السعوديون ليعطوها طابعها السياسي في محاربة الشيوعية وامتداداتها السياسية والفكرية في العالم العربي.....لم تظهر الأسنان السياسية الحقيقية للحركات والتجمعات إلا في وقت متأخر، بعد نكسة حزيران 1967، وأيضاً في أواخر السبعينيات الميلادية....نعم كان الإخوان المسلمون المصريون بالتحديد مسيسون، ولكن النظام السعودى استطاع استخدامهم ضد عبدالناصر في نفس الإتجاه الذي كانوا يرغبون فيه....في حين أن بعضهم طلق السياسة ونشط في الدعوة الدينية وفق المنهج والأجندة السعودية...واتهمت السعودية ونشاطاتها بأنها وراء حلقات متعددة من العنف الداخلي….. لقد مرت تلك المرحلة، وخرجت السعودية من تلك الإتهامات بقليل من الأضرار الى أن جاءت طامة 11 سبتمبر….التى اثبتت ان النظام السعودى هو من يرعى تلك الجماعات ويمولها من خلال الحسابات المالية لجماعات ترى واشنطن انها تنشر الإرهاب بما في ذلك الجمعيات الخيرية المحلية، والمدعومة من السعودية ، مثلما اعلن مؤخراً عن إغلاق أفرع جمعية الحرمين في عدد من الدول…..
من أين يأتي التمويل السعودى للتيار السلفى وكيف؟ ... تمويل التيار السلفي سنجده باعتراف مفتي السعودية واضحا وجليا أمامنا وذلك حينما اعترف أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنفقت خلال الخمسة والعشرين سنة الماضية 86 مليار دولار لنشر الفكر السلفي في جميع الدول العربية وتم تخصيص 25 مليار دولار منها لمصروللتيار السلفي بها أيما يعادل 5 مليارات جنيه سنويا….يتم صرفها للتيار السلفي في مصر الذي يمثله جمعية أنصار السنة المحمدية برئاسة عبدالله شاكر والجمعية الشرعية برئاسة محمد مختار المهدي وجمعية التبليغ والدعوة برئاسة طه عبدالستار والمدرسة السلفية الدعوية بالاسكندريةالتى يقودها المجلس الرئاسي السلفى المكون من : ياسر برهامي ومحمد إسماعيل المقدم ومحمد عبدالفتاح أبوإدريس…..أكبر دليل علي أن التيار السلفي يتم تمويله سعوديا ومن جهات خارجية ورجال أعمال خليجيين أن أعضاء جمعية أنصار السنة المحمدية السلفية تنازعوا فيما بينهم منذ عامين حول مبلغ 110 آلاف ريال وتبادل أعضاء الجمعية الاتهامات بالسرقة !!!
ما أذكره الآن هو وقائع حقيقية بدأت قبل إندلاع غضبة 25 يناير 2011 ....وأكشف فيه عن اللقاءات السرية التى جمعت بين قيادات الإخوان المسلمين وممثل لأمير قطر و مسؤول من وزارة الخارجية الاميركية ذو مرجعية إستخباراتية متخصصة في شؤون الشرق الأوسط هو السفير جيفري فيلتمان الذي عهد إليه بملف الشرق الأوسط بصورة غير رسمية عبر إدارة أوباما....اللقاءات المتتابعة والتى تمت بصورة مطردة ومتكررة منذ إبريل 2010 جمعت دائما هؤلاء الممثلين عن الإخوان المسلمين وممثل دائم لأمير قطر وكان قطب اللقاءات السفير جيفري فيلتمان وفي هذه اللقاءات جرى الإتفاق لإعادة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين بتنظيمها الدولي ليعمل وفقا لجدول متسارع في عدد من الدول العربية لمواجهة متغيرات منتظرة خلال أشهر قليلة....المتغيرات التى تحدثت عنها اللقاءات لم تكن أقل من إستبدال قيادات وأنظمة في الدول العربية كانت واشنطن تدرك أن لحظة الحسم بالنسبة لها قد حانت وكانت تدرك أن هذه الأنظمة بصورة أو بأخرى على وشك السقوط وكان عليها أن تملأ الفراغ مخافة أن يتكرر السيناريو الإيراني.....
الجديد تلك المرة أن واشنطن لم تعتمد على السعودية بأي صورة من الصور ... فواشنطن التى خاضت غمار مغامرات سابقة إعتمادا على نفوذ السعودية لم تعد على إستعداد لإعادة الكرة خاصة أن النفوذ السعودي في البلدان العربية هو نفوذ سلفي بالأساس لذلك كان البديل المناسب هو وفقا للآليات والخطوات التالية: يتم الإستعاضة عن النفوذ السعودي الوهابي والذي يدعم الجماعات السلفية التوجه بنفوذ قطري يميل إلى جانب التحالف مع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.....وقطر ستكون أكثر من سعيدة بذلك لأنها وفقا للسيناريو الموضوع لن تكون الدولة الصغيرة المحاطة بدول أكبر حجما ... خاصة أن السيناريو الموضوع يطال السعودية في النهاية ويحولها لمجموعة من الدول هي الأخرى وفقا لخطوط تقسيم واضحة... على صعيد أخر تركيا من جانبها لن تكون أقل سعادة خاصة مع النموذج الذي يمثله أردوجان الذي يريد لتركيا أن تخلق شيئا مشابها للدولة العثمانية القديمة ... لكن وفقا لآليات العصر مستخدما كونه عضوا في الإخوان المسلمين دون إعلان وكونه مدعوما بقوة من تنظيمها الدولي...الجميع سيكون من مصلحتهم أن تقع هذه الدول التى يتدارسونها بسرعة تحت سيطرة النموذج الإخواني كبديل للخطة الأخرى التى ترعاها السعودية دون مباركة أمريكية لإحلال النموذج الوهابي محل الأنظمة المتهاوية لتمنح السعودية نفسها مزيدا من الوقت قبل أن تواجه هي الأخرى رحلة السقوط....
الجدير بالذكر أن هناك حالة من الخلاف تم الإشارة إليها أثناء هذه المؤتمرات بين الولايات المتحدة وإسرائيل التى تصر حتى اللحظة على أن النموذج السعودي الوهابي سيكون أكثر جدوى في حالة تطبيقه نظرا لأنه سيكون دافعا لعمليات الإقتتال الداخلي بصورة أسرع بينما يرى الأمريكان ويشاركهم الأتراك في ذلك أن النموذج السلفي السعودي أثبت أنه دائما ما يخرج عن السيطرة وينقلب السحر على الساحر....نعود إلى ما تم الإتفاق عليه في إجتماعات تركيا هذه والتى توصلت في النهاية إلى أن تقوم تركيا بعملية إعادة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين على النموذج التركي لضمان شكل من أشكال القبول بالآخر وخاصة إسرائيل ومصالحها في المنطقة.... كما يقبل بشراكة إستراتيجية أمريكية (وهو ما يمثل تفوقا في هذه النقطة على النموذج السعودي الوهابي الذي كانت إحدى إشكالياته أن الأنظمة والجماعات التى تخرج من عباءته تحمل دائما أفكارا مضادة للغربة وجهادية الطابع) وبعيدة عن مفاهيم السلفية الجهادية والإلتزام بالإتفاقيات والمواثيق الدولية التى تكون الدول المستهدفة بهذا المخطط قد وقعتها .... وهنا قدمت قطر حلا فقهيا عبر فتوى شرعية قدمها الشيخ القرضاوي تقضي بالإلتزام بالعهود وما وقعه السلف في الدولة....
البداية كانت تركز بقدر كبير على مصر كدولة مرشحة لبداية التنفيذ وكان النقاش يتمحور حول الإستفادة أيضا من التحرك السعودي الداعم للسلفيين هناك من خلال استغلال التحريك السعودي للجماعات السلفية المصرية بعد سقوط النظام (وهو ما لم يكن قد حدث أو جري أي محاولة له بعد فالكلام كان فى عام 2010 ) بصورتها المعروفة المتشددة التى تمثل ترهيبا وتخويفا للمصريين ورجال الأعمال والعديد من الطبقات في مصر.... مما يجعلهم أكثر ميلا لقبول النموذج الذي سينادي به الإخوان والذي سيقدمون له بإعتباره إمتدادا لنموذج أردوجان في تركيا وحتى إسم الحزب الذي سيحكم مصر ويكونه الإخوان جرى إختيار إسمه مقاربا لحزب أردوجان الحاكم في تركيا....المخطط الموضوع في هذه الإجتماعات كان يشدد على عملية إنتقال هادئ قدر المستطاع للسلطة .....وجرى حديث مطرد عن حوار جرى بين عدد من قيادات الجيش المصري ممن تربطهم علاقات وثيقة بأمريكا (بحكم التعاون العسكري وبرامج التدريب المشتركة ) وبين ممثلين عن الإدارة الأمريكية وبصورة سرية للحديث المفتوح عن فترة ما بعد مبارك الذي عرض الأمريكان خلاله الأمر بإعتبار أن إختفاء مبارك أمر متوقع حتى بحكم السن والحالة الصحية وأعرب الأمريكان خلال الحوارات التى جمعتهم بالضباط المصريين عن قلقهم من تنامي نفوذ سعودي داخل مصر يدعم الجماعات السلفية وقادر على مدها بالمال بوفرة .....وأيضا أعرب الأمريكان عن عدم قناعتهم بكون جمال مبارك سيمثل رئيسا قادرا على قيادة البلاد أو حتى تولي الحكم بحكم المعارضة الشعبية المتصاعدة ضد أي إرهاصات تتحدث عن خلافته لوالده .... في حين أن مبارك كان حريصا على عدم إختيار نائب له كما كان حريصا على أن يكون كل من له صلاحية دستورية لتولي الحكم من بعده ولو لفترة مؤقتة مرفوضا شعبيا وملوث بقضايا الفساد وكان الأمريكان يتحدثون عن أن مبارك قد وضع الأمريكان أمام خيار واضح: أنا أو الفوضي في مصر....
الفوضي من وجهة نظر الأمريكان كانت تعنى صعود تيارات إسلامية متشددة وهي تيارات في النهاية تنفرد بالشارع ووسط ذلك سيكون من الصعب على الجيش أن يزج بقواته في معارك شوارع ضد مواطنيه بحكم أن معظم قواته من قوات الإحتياط التى تنتمى فكريا لفكر الشارع
( وهو وضع مخالف تماما للوضع في سوريا التى يمثل الجيش فيها عنصرا قائم على الطائفية بصورة واضحة تضمن بقاءه متماسكا في مثل هذه الحالة) وهنا كانت الطرق تصب في خانة البحث عن بديل جاهز يضمن إنتقالا هادئا برعاية أمريكية تضمن عدم تردي الأحوال الإقتصادية إلى نقطة اللاعودة كما تضمن عدم إنتهاز أي طرف من الأطراف التى تملك حدودا مشتركة مع مصر للحالة المتوقعة والقيام بعمليات عدائية ضد مصر وهو ما أكدته أمريكا فيما يخص إسرائيل تماما....الإجتماعات بين الأمريكان والضباط بعد ذلك تطرقت إلى تفاصيل و آليات التنسيق والتعاون بين الجيش والإخوان .... وبمعنى آخر كانت تلك الإجتماعات تمثل مرحلة وضع خطط وسيناريوهات التحرك المنتظر....بعد ذلك كانت الإجتماعات التى تدور في تركيا بين الأتراك والأمريكان والقطريين والإخوان تركز على شكل الحركة في عدة دول دفعة واحدة وصفوها بأنها ستكون لعبة الدومينو العربية وتشمل العراق وسورية والأردن وتونس والسودان وليبيا وكانت النتائج والتوقعات التى توصلت إليها الإجتماعات أكثر من واضحة وواقعية....
فيما يخص تونس كانت هناك رؤية لأن حالة من حالات الإحتقان ستكون مرشحة للحدوث بين الطبقات السياسية في تونس خاصة مع وصول محتمل لحزب الغنوشي للسلطة هناك في حال سقوط بن على.... وكان من المتوقع أن تشهد تونس حالة من حالات النشوة بسقوط بن على تعقبها حالة من حالات الإحتقان يكون فيها الجيش التونسي خارج الصورة تماما تأهبا للتدخل في أي لحظة ضمانا لوجود الدولة نفسها .....لكن السيناريو كان يضع فرصة واضحة لحدوث بتر لأطراف الدولة التونسية لصالح قوميات جرى تعريبها مسبقا بينما تسود حالة من حالات الصراع بين الإسلاميين والليبراليين واليساريين في وسط الدولة لتصبح الدولة بحد ذاتها ساخنة لفترة من الوقت قبل أن تتشكل على الأرض مناطق نفوذ واقعية لكل تيار يجرى على أساسها قيام إتحاد ما بين المناطق التونسية يكفل لكل منطقة أن تحكم وفقا لما تراه مناسبا لأهل تلك المنطقة وبمعنى آخر فإن سيناريو فيدرالي أو كونفيدرالي سيكون مطلوبا بشدة في وقت من الأوقات وبعد تحققه سيكون من السهل أن تتحول هذه الأجزاء إلى دويلات تحتفظ بحالة من التربص والعداء فيما بينها.....
وفيما يخص ليبيا توصل المجتمعون إلى أن تخليا سريعا عن السلطة من قبل القذافي لن يكون واقعيا لذلك كان هناك توقع لحالة من حالات الصراع المسلح لكن تقدير الموقف كان يقول بأن مهما كانت إمكانات ثوار ليبيا المنتظرين لن يكون بإمكانهم حسم المعركة أو حتى التصدي لرد فعل القذافي كما أن التفكير في إنقلاب يقوم به الجيش الليبي لم يكن واقعيا في ظل حالة تدريب متدنية وتسليح غير فاعل في مقابل إمكانيات واسعة تحوزها ميليشيات من جنسيات مختلفة يحتفظ بها القذافي لمواجهة أي صراع على السلطة وأيضا لتأمين نقل هادئ للسلطة لنجله سيف الإسلام... هنا كان من الطبيعى أن يتوصل المجتمعين إلى أن مساعدة لوجستية واسعة ستكون هي الحل في ليبيا وهو ما تم بعد ذلك ولكن مع تخوف من أن تتحرك السعودية عبر السلفيين أيضا للفوز بجزء من الغنيمة لكن تم قبول فكرة صراع يشمل إحتمالية أن تسيطر جماعات سلفية مدعومة سعوديا في مقابل حكومة شرعية جديدة مما يضمن مزيدا من الإحتياج من قبل حكام ليبيا الجدد للدعم الأمريكي والمعونات القطرية إلى جانب الإمتيازات المنتظرة إقتصاديا لتركيا وأمريكا.....وفيما يخص اليمن مثلت حالة مختلفة تماما فوسط حالة من حالات الفوضي شبه الكاملة التى لا توحي بإمكانية فوز أي فصيل بالحسم .... إعتمد المخطط في النهاية على ترك الأمر كشوكة في جانب السعودية عبر الجماعات الحيثية الزيدية التى لن تحتاج إلا إلى بعض التسليح بينما يكون من المتوقع أن تصبح اليمن نفسها مناطق تصارع نفوذ..... لكن الأهم من وجهة النظر الأمريكية أن يكون جنوب السعودية والمناطق الملاصقة لها خاضعا لقوة مناوءة لها من خلال الحيثيين ولو بعد وقت من سقوط النظام...
أما السودان فكان الأمر فيها جد مختلف فبعد أن قسمت السودان فعليا إلى دولتين ... كان على شمال السودان نفسه أن يمثل نموذجا لما يمكن أن يعمم على باقي المنطقة.... ولم يكن هناك بد من التعاون مع إسرائيل في تلك المنطقة وهي الدولة التى استطاعت الإرتباط السريع بعلاقات قوية مع جنوب السودان ولديها قدرة على التحريك داخل جنوب السودان.... بينما سيكون على الإخوان المسلمين أن يحفزوا تحركا مناوءا للسلطة في الشمال عبر حديث عن شكل من أشكال الحكم المدنى في مواجهة الحكم الدينى المتصلب للبشير.... فيما يصبح مؤهلا لحالة من حالات الإحتدام بين حكام السودان وقطاعات مسلمة أيضا من الشعب والسلطة تكون نهايته ثورة محسوبة النتائج لكنها ستكون كافية كي تجد مناطق من الشمال السوداني الفرصة أثناء الفوضي لترسيخ إستقلالها بقوة السلاح ثم يتم ترسيخ ذلك عبر موافقة من النظام الحاكم الإخواني القادم في السودان...وفيما يخص الأردن كان هناك تصور لأن تكون الأردن آخر حلقات السلسلة إعتمادا على نفوذ إخواني متصاعد يحتاج بعض الوقت حتى تستنزف السعودية تماما في حماية سلفييها في الدول الأخرى ثم يكون من الطبيعى بعد ذلك أن يمثل الإخوان قوة ضغط ممولة جيدا في مواجهة السلفيين الذين من المتوقع أن يكونوا قد حدث بينهم شقاق وبين باقي فئات المجتمع وهنا سيكون على النظام الحاكم في الأردن أن يختار بين ملكية دستورية يحكم فيها الإخوان وبين تغيير كامل لشكل النظام الحاكم في الأردن.....
سوريا في هذا السيناريو مثلت نقطة ضعف واضحة فسوريا لم يكن لدي شعبها تنظيمات قادرة على أي تحرك كما أن جيشها لم يكن مثل باقي جيوش المنطقة وحتى لم يكن مثل ميليشيات القذافي لكنه جيش مبنى على أساس طائفي علوى يحمي مصالحه الشخصية والشخصية جدا حتى بالنسبة لصغار الضباط....الوجود الإخواني في سوريا لم يكن قادرا على التحرك الفاعل بعد عمليات إستئصال مستمرة وقوية لوجودهم لكن السلفيين في سوريا كان قد بدأ نفوذهم يتعاظم على أطراف الدولة بدعم سعودي مباشر في كثير من الأحيان ...لكن كانت هناك خشية من أن تتحول المعادلة إلى تحرك نحو التغيير بدعم سلفي واسع في مواجهة الجيش السوري.... وأيضا في مواجهة مساعدات قادمة لا محالة من حزب الله وإيران وحتى من الفصائل الفلسطينية المسلحة التى تعيش على الأراضي السورية...في النهاية كان من المنطقي أن يجري الإتفاق على أن يقوم الإعلام القطري الذي يمثل إعلاما يحوز نسبة كبيرة من المشاهدة في سوريا بتصوير أى حدث على أنه بداية ثورة ....ثم بعد ذلك يكون على الجميع أن يدفع في إتجاه مزيد من التصعيد خاصة أن الحدود التركية ستمثل عونا هاما في هذه النقطة .... ومن المنطقي أن رد الفعل السوري سيأتي عنيفا كالمعتاد ...وهنا فإن دوامة الدم ستكون قد بدأت ويصبح من الصعب وضع نهاية لها....أيضا فإن إنتظار التفاحة الساقطة سيمثل إستراتيجية واضحة ومجدية في هذه الحالة مع ممارسة بعد المضايقات الإقتصادية ضد النظام السوري الذي يحظي بشعبية في مناطق وسط الدولة بينما على الأطراف تتجاذب السوريين العديد من المشارب...
في النهاية فإن عملية تقسيم واقعية ستتم على أرض الواقع بحكم القدرة على التسلح وبحكم أيضا القدرة على الدعم لتصبح سوريا ساحة مفتوحة لدويلات صغيرة .... وهو سيناريو سيجد هوى داخل نفوس قادة إسرائيل التى لن تصبح في حاجة للإحتفاظ بقوات كبيرة على حدودها مع سوريا أو حتى حدودها مع مصر عندما يكتمل السيناريو ويمكنها بعد ذلك أن تخرج من حالة الفصام بينها وبين شعبها الذي يبحث عن حل لإبتلاع وزارة الدفاع لمعظم الدخل القومي الإسرائيلي ..... بينما تتفرغ إسرائيل كونها ستصبح أكبر دول المنطقة مساحة وأكثرها تماسكا لممارسة دور الداعم لبعض الدويلات الناشئة والقامع لبعضها الآخر....هنا وبعد أن يصل شكل الشرق الأوسط لهذه المرحلة لن يكون أمام الفلسطينيين سوى إنتظار ما يمكن أن تجود به الأقدار بعد أن يذهب الدعم السورى والظهير المصري حتى في أضعف صوره والممول السعودي بينما تنشغل باقي الدول بمشاكلها المتزايدة .... وسيكون هنا على الفلسطينيين أن يدفعوا قادتهم نحو حل سريع يكفل بقاء البعض منهم على أرض فلسطين دون مزايدات ... وهنا يتم الدفع نحو تغيير بنية حركة حماس التى مازال الإخوان المسلمين يملوكن نفوذا داخلها رغم السيطرة الإيرانية الواضحة عليها ومع تغليب فقه المنافع برؤية إخوانية بحتة .... سيكون على حماس أن تجرى إتفاقا نهائيا مع السلطة الفلسطينية في إتجاه تسوية نهائية مع إسرائيل لا يملك الفلسطينيون وقتها غير قبولها هذا إن لم تكن إسرائيل نفسها ستصبح في حاجة لضغط أمريكي لقبول فكرة نهاية الصراع الذي مثل كلاسيكية رومانسية يصعب العيش دونها....هذا المخطط يؤكد حقيقة ضلوع الإخوان المسلمين في المؤامرة الكبرى ضد مصر والدول العربية ...وما الصور التى تجمع بين أحد كبار المخططين الإستراتيجيين للموساد الإسرائيلي وبين بعض رموز العمل الإسلامي في مصر وجلهم من الإخوان المسلمين إلا لتدلل على حجم التعامل بين هذا الفصيل وبين أجهزة الإستخبارات عالمية....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.