%86.58 نسبة نجاح الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ    رئيس جامعة طنطا يتفقد لجان امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية الهندسة    محافظ كفر الشيخ يسلم جوازات وتأشيرات السفر ل 314 الفائزين بالحج    جامعة طيبة: امتحانات نهاية العام تسير في أجواء هادئة ومنظمة    «عاشور»: الجامعات التكنولوجية تعتمد على أحدث النظم العالمية لتقديم تجربة تعليمية متميزة    معلومات مركز الوزراء يجرى استطلاعًا للرأى حول دور ومكانة المرأة فى المجتمع 82 % اعترضوا على أن «زواج الفتيات» أهم من إكمال تعليمهن الجامعى    وزير المالية: مصر تنتج حوالي 100 مليار رغيف مدعم سنويا    حصاد توشكى الخير وحلمنا الأخضر    محافظة القاهرة تضع ضوابط لذبح المواشي في عيد الأضحى: غرامة المخالف تصل إلى 10 آلاف جنيه    الشرقية تتصدر محافظات الجمهورية في توريد القمح ب 603 ألف طن    محافظ بني سويف يعقد اجتماعا لبحث تعزيز منظومة الصرف بمنطقة كوم أبوراضي الصناعية    محافظ مطروح يبحث مع وفد جامعة الأزهر جهود إنشاء فرع بالمحافظة    فى دبلوماسية التأثير دون ضجيج.. مصر والصين على طريق القضية الفلسطينية!    وسائل إعلام لبنانية: شهيدان مدنيان في غارة إسرائيلية على بلدة حولا    كوريا الجنوبية وتنزانيا تتفقان على تعزيز التعاون في مجال المعادن الحيوية    ولي العهد الكويتي الجديد يؤدي اليمين الدستورية نائبا للأمير    رئيس النواب يحيل اتفاقية «بنك الاستثمار الأوروبي» لتمويل «الصناعة الخضراء» إلى اللجان المختصة    فلسطين ترحب بإعلان تشيلي التدخل في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل    4 أساطير و24 أبطال.. راموس يغازل رباعي ريال مدريد    المصري يستأنف تدريباته استعدادا للزمالك بالدوري    الاتحاد السكندري يخشى مفاجآت كأس مصر أمام أبو قير للأسمدة    من هنا.. رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي محافظة السويس الترم الثاني 2024    إصابة 4 أشخاص إثر وقوع حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالشرقية    السجن المشدد 7 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لمتهم بحيازة هيروين وحشيش في الشرقية    محكمة النقض تؤجل نظر طعون المتهمين في قضية شهيدة الشرف بالدقهلية ل3 نوفمبر    مي عز الدين تعلن تعرض والدتها ل أزمة صحية تطلب الدعاء لها    أكدوا أن التكريم بمثابة اعتراف رسمى بأن أعمالهم مؤثرة ومحفوظة الفائزون: احتفاء الدولة المصرية بالمبدعين يفوق أى جائزة عالمية    الشرقية تحتفل بذكرى دخول العائلة المقدسة ومباركتها لأرض مصر في منطقة آثار تل بسطا    أحمد حلمي بمهرجان روتردام: الفنان يجب أن يتحمل مسؤولية تقديم الحقيقة للعالم    جواز ذبح الأضحية للمصريين المقيمين بالخارج: التفاصيل والأولويات    د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء يجيب عن أشهر أسئلة الحج: التخلف من العمرة للحج مخالفة لا تتفق معها العبادة.. ويحقق أذى المسلمين فى الحج    متحدث الزمالك: شيكابالا أسطورة الزملكاوية.. وهناك لاعب يهاجمه في البرامج أكثر مما يلعب    10 يونيو.. معارضة بطل مسلسل "حضرة المتهم أبي" على حكم حبسه    التحقيق في واقعة العثور على رضيع داخل كيس بلاستيك ببولاق الدكرور    محامي الشيبي: عقوبة اتحاد الكرة استفزت موكلي.. وتم إخفاء قرار الانضباط    انتقادات أيرلندية وأمريكية لاذعة لنتنياهو.. «يستحق أن يحترق في الجحيم»    حزب الله يشن هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر كتيبة إسرائيلية في الجولان    تداول 15 ألف طن و736 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    البابا تواضروس يستقبل قيادات الشركة المتحدة تزامنا مع عرض فيلم أم الدنيا في الكاتدرائية    ل برج الجوزاء والعقرب والسرطان.. من أكثرهم تعاسة في الزواج 2024؟    عاجل بالأسماء.. شلبي يكشف رحيل 5 لاعبين من الأهلي    ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى    قبل عيد الأضحى 2024.. أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة؟ (الإفتاء توضح)    غرفة الرعاية الصحية باتحاد الصناعات: نتعاون مع القطاع الخاص لصياغة قانون المنشآت الجديدة    "صحة الإسماعيلية": بدء تشغيل قسم الحضانات بمستشفى حميات التل الكبير    تحرير 139 محضرا للمحلات المخالفة لقرار الغلق خلال 24 ساعة    هل يجوز أن اعتمر عن نفسي واحج عن غيري؟.. الإفتاء توضح    طريقة عمل الكيكة الباردة بدون فرن في خطوات سريعة.. «أفضل حل بالصيف»    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    ما هي محظورات الحج المتعلقة بالنساء والرجال؟.. أبرزها «ارتداء النقاب»    وزير الري يؤكد عمق العلاقات المصرية التنزانية على الأصعدة كافة    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 2 يونيو 2024    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    الزمالك يكشف آخر مستجدات قضية خالد بوطيب وأزمة القيد    قصواء الخلالى ترد على تصريحات وزير التموين: "محدش بقى عنده بط ووز يأكله عيش"    «أبوريدة الوحيد اللي منزلش قدامه».. أحمد مجاهد يكشف موقفه من انتخابات اتحاد الكرة    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسى مطروح.. مجتمع وهابى فى بلد يتجه نحو الليبرالية
قندهار مصر..
نشر في اليوم السابع يوم 13 - 03 - 2009

بمجرد أن تطأ قدماك أرض مرسى مطروح، وتحديدا فى محطة الأتوبيس، سوف ترى لافتة كبيرة مكتوب عليها مطروح هبة الطبيعة كلمة – الطبيعة - ستجدها مطموسة ومكتوب فوقها بلون أسود (الله) لتصبح (مطروح هبة الله)، هذه هى رسالة الترحيب الأولى من الوهابيين فى مطروح. وعند دخولك إلى قلب المدينة سترى أسماء المحلات والمطاعم ذات الطابع الدينى الواضح، وسترى كل النساء تقريبا يرتدين النقاب، حتى بعض الأطفال الصغيرات يرتدين نفس الزى، وقليلا ما تجد امراة أو فتاة ترتدى الحجاب، لدرجة أن النساء ينزلن للاستحمام فى البحر وهن يرتدين النقاب، أما الرجال فأغلبهم يطلقون اللحية، ويرتدون الجلباب الأبيض القصير، ويضعون سواكا ضخما فى جيوبهم.
هذه الإشارات تأخذنا إلى عمق المجتمع الوهابى فى مطروح، والذى ساهمت بداوة الفكر فى تعمقه وتشعبه، كما أن أغلب القادمين للمدينة من الصعيد، وهم هدف سهل لأى فكر متطرف. الفكر الوهابى فى مطروح، أو السلفى كما يحب أن يسميه البعض، له جذور تمتد إلى بداية السبعينيات، وكان إفرازا طبيعيا لسياسات الرئيس (المؤمن) محمد أنور السادات، عندما مكن الإخوان المسلمين من الحركة الطلابية فى الإسكندرية، بهدف ضرب التيار اليسارى وكل القوى الطلابية فى تلك الفترة، وكانت مطروح بمثابة الفناء الخصب لنمو هذا الفكر، فهذه المحافظة الصحراوية النائية، خرج منها فى أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات أكثر من 14 شبابا إلى أفغانستان للجهاد ضد السوفييت، أشهرهم الشيخ نبيل عبد الفتاح البطل الحقيقى لرواية (استراحة الشيخ نبيل) والشيخ سيد عبد المجيد، والشيخ نبيل على، وكلاهما استشهد فى أفغانستان، وأشرف سعد النحاس الذى عاد فى نعش من ألمانيا، والتى كان يعيش فيها كلاجىء سياسى.
كل هذا الإرث، ساهم فى زيادة نفوذ الإخوة وتحولهم إلى دولة داخل الدولة، يترأسها عدد من المشايخ، على رأسهم الشيخ دخيل والشيح فرج العبد والشيخ على غلاب. ويبسط السلفيون فى مطروح نفوذهم على 18 مسجدا، حسب ما أكده أحد الشيوخ، يأتى فى مقدمتها مسجدى الفتح فى شارع علم الروم، وعمر بن العاص، حيث تخرج منهما أغلب الفتاوى والآراء التى تعبر عن الفكر الوهابى.
مطروح تشهد معالم دولة الوهابيين فى مطروح، تتضح بعض شواهدها عند رؤية هلال شهر رمضان، حيث يلتزم الإخوة برؤية الهلال حسب ما تقوله دار الإفتاء السعودية، وليس دار الإفتاء المصرية، وهذا يعكس تحديا سافرا لسلطة الدولة. كما أن عقد القران عند الجماعة السلفية يتم داخل المسجد "للإخوة" بدون توثيق، حيث تجرى مراسم الزواج بعد صلاة المغرب والتى يتولاها شيخ المسجد، يتم الاكتفاء بقول ولى أمر العروس (زوجتك ابنتى) وولى أمر العروسة يرد بقوله (وأنا قبلت)، ويتم توزيع العصائر على الحاضرين من المصلين باعتبارهم العنصر الأهم فى الزواج، وهو الإشهار، وهو مظهر آخر لإلغاء دور الدولة ودور المأذون الشرعى المخول من قبل الدولة للقيام بمهمة توثيق عقود الزواج.
وهناك الكثير من أفراد الجماعة تزوجوا بهذه الطريقة، ثم قاموا بعملية التوثيق قبل الدخلة، وهناك حالات قامت بعملية التوثيق بعد الإنجاب، ومن الطقوس أو الأدبيات الخاصة للوهابيين، أن تسير المرأة خلف زوجها بما يساوى عشرة أمتار تقريبا.
الجماعة السلفية فى مطروح تعتبر النقاب أمرا لا جدال فيه، وهى الدعوة التى كان لها مردود كبير على الشارع المطروحى، حتى أصبحت كل نساء البلد يسيرن وهن منتقبات حتى الأطفال، كما أنهم ينادون بأن يقتصر نطاق تعليم المرأة على الطب والصيدلة ورياض الأطفال للاقتداء بنساء أهل السلف، وهو انعكاس حقيقى للفكر البدوى القادم من صحراء السعودية، خاصة عندما يدعون لضرورة ختان البنات، وأن الرجل الذى لا يختتن بناته فاسق وآثم، وأن الدولة فى دعوتها لمنع الختان على خطأ إلى أن يثبت العكس.
الغالبية العظمى من صغار شيوخ السلف يكفرون الناس بسهولة، فالمتعامل مع البنوك متهم بالكفر والفسق والزندقة، كما لا يجوز للمسلم أن يستظل بجدران البنك أو بالأشجار المزروعة حوله، ويصرون على أن العمل فى الفنادق حرام. ومن الأفكار التى تراجعوا عنها تحريم العمل بالسياحة شريطة عدم تقديم الخمور، كما أنهم يمتنعون عن المشاركة السياسية والدخول فى الانتخابات سواء أكانت برلمانية أو محلية، حيث يرون أنها بدعة وأن النظام السياسى حرام لأنه لا يطبق الشريعة الإسلامية، وأن النظام الاقتصادى يعتمد على البنوك التى هى حرام أصلاً!
فى الصيف الماضى وأثناء الحملة التى شنت على الشيعة، كانت الجماعة الوهابية فى مطروح تشن هجوما ضاريا على الشيعة (الرافضة)، حيث يعتبرونهم أكثر خطرا على الإسلام من اليهود والنصارى وأنهم شوكة فى ظهر الإسلام. السلفيون فى مطروح لا يمكنهم أن ينكروا فضل رجل شهير عندهم كان يدير مركزا طبيا، وهو الآن صاحب صيدلية، هذا الطبيب قبل وفاته، حيث كان الممول الأول للحركة السلفية، وكان يتولى أيضا مهمة تجنيد الشباب للسفر إلى أفغانستان للجهاد ضد السوفييت.
الدكتور محمد عبد العزيز طبيب بشرى، يقول إن بداية الفكر الوهابى فى مطروح كان عن طريق مجموعة منشقة عن الإخوان المسلمين، وقد ساهموا فى نشر فكر الوهابيين، خاصة وأن الوعى الثقافى ضحل، إضافة للعزلة والفكر البدوى، وهى بيئة تتشابه إلى حد كبير مع البيئة التى نشأ فيها الفكر الوهابى، وبسبب التشكيك فى ولاء أبناء هذه المحافظة لجأوا للاحتماء بالدين.
وكان تمويل الوهابيين فى البداية يأتى من السعودية فى الفترة الجهادية أثناء الحرب الأفغانية السوفيتية، بعد ذلك أصبح التمويل سعوديا أمريكيا، وهنا يذكر الدكتور عبد العزيز نموذجا لخطب الشيخ دخيل "أن الغرب سخرهم الله لخدمتنا.. وهم يصنعون السيارات لنركبها والطائرات لنطير بها"، وهذا الخطاب لا شك أنه متخلف ويأخذنا للخلف، وقال إن تكفير الوهابيين للشيعة ما هو إلا نوع من الغزل العفيف بين التيار الوهابى والأمريكان، بدليل أنهم يهاجمون إيران وأن قتال الشيعة أوجب من قتال اليهود، لكن الغريب أن موظفى الأوقاف من الشيوخ لا يصعدوا منابر "الإخوة" لأن الدولة فى حالة أريحية من ناحيتهم.
على أبو كرم أمين حزب الكرامة تحت التأسيس بمطروح، يحذر من انفجار قادم فى مطروح بسبب انتشار الفكر الوهابى الذى انتشر بشكل كبير، وارتفاع عدد المنتقبات وأصحاب اللحى فى زيادة مستمرة، إضافة للتيارات المختلفة التى بدأت تظهر بها مثل السيوية والسلفية والعائدين من أفغانستان وجماعات التبشير، فكل هذه التيارات ستكون لها أضرار كبيرة على المجتمع.
ويرجع ازدهار الفكر السلفى بحسب ممدوح الدربالى نقيب المحامين بمطروح، إلى الظلم الاجتماعى والسياسى والاقتصادى الواقع على أبناء الإقليم، والذى يجعلهم هدفا سهلا لأى فكر متطرف، ويضيف أن الغريب فى الأمر، دعم الأمن للحركة السلفية، أى أن بدايتهم كانت بأجندة حكومية، وحتى الآن يزال نشاطهم مرضيا للنظام، كما أن خطبهم تراجع من قبل أمن الدولة وبعض قادتهم الذين يرفضون تدخل الأمن يتم اعتقاهم مثلما حدث مع الشيخ دخيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.