أعرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن أمله فى نشر السلام فى زمن إنتشرت فيه الحروب، مشيرا إلى أن الحروب زادت حدتها منذ بداية القرن العشرين لظهور الأسلحة التى كانت سببا في موت عدد من البشر. وقال أوباما، خلال كلمته بمناسبة إفتتاح إجتماعات الدورة السنوية السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة "إن الهدف الرئيسي من تأسيس الأممالمتحدة كان فض المنازعات التى أدت إلى قيام الحروب، مشيّدا بجهود الرئيس الأمريكى السابق فرانكلين روزفلت لتأسيس الأممالمتحدة. وأضاف أوباما أن هدف القادة الذين سعوا لتأسيس تلك المنظمة تحقيق السلام الدائم والشامل فى جميع أنحاء العالم، مؤكدا على ضرورة إقامة السلام على أساس ومبدأ العدالة والكرامه والحرية والتوصل إلى حلول الوسط والقواسم المشتركة. وتابع الرئيس الأمريكي يقول "إنه بالرغم من أننا نكره الحروب، لكننا لا نتمكن من تفادى الحروب إلا بمساهمة عدد كبير من دول العالم"، مشيرا إلى أن جميع البشر ينشدون السلام، وجميع الشعوب تطالب المنظمة الدولية بالحيلولة دون قيام حرب عالمية ثالثة. وقال "إنه بالرغم من كراهيتنا للحرب، لكن هناك إرهاصات تعرضنا للخطر"، مؤكدا على وجود عدد من الأطراف التى تتربص بالولاياتالمتحدة وترغب فى إلحاق الشر بها ومنها أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة عندما كانوا طلقاء. وفي الوقت ذاته، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه بعد الإنتهاء من العملية العسكرية في العراق هذا العام فإنه سيكون لأمريكا علاقات وشراكة على قدم المساواة بالإضافة إلى دعم الحكومة وتطلعات الشعب العراقي. وأشار أوباما إلى أنه بعد إنتهاء الحرب فى العراق ستعمل الولاياتالمتحدةالأمريكية مع شركائها على مواصلة العمليات العسكرية في أفغانستان والتي سوف تنجز بحلول عام 2014 من أجل بناء بلد أفضل في المستقبل، موضحا أنه بعد سحب القوات الأمريكية من أفغانستان ستعمل الحكومة على إرساء أسس الشراكة مع الشعب الأفغاني. وتابع قائلا "إنه لا يوجد مجال للشك بأن زمن الحروب أخذ بالافول"، مشيرا إلى أنه في العراق وأفغانستان يوجد أكثر من 100 ألف جندي أمريكي خدموا بتلك الحروب. وأضاف أن هذا العدد سينخفض إلى النصف وسيتابع إنخفاضه حتى آخر المهمات العسكرية، موضحا أن تلك العمليات العسكرية كانت هامة من أجل بناء الدولة وحمايتها في الداخل. وأشار أوباما إلى انه منذ 10 سنوات كان هناك جروح مفتوحة نازفة وقلوب مكسورة في المدن الامريكية جراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. وأضاف الرئيس الأمريكى أن العام الجارى شهد طفرة غير عادية، حيث تحركت أمم فى المضي قدما نحو المطالبة بالسلام والأمن ويطالبون بحقوقهم فى العيش بحرية وكرامة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك تحقيق رغبة وإصرار جنوب السودان لنيل إستقلالها. وتابع أوباما بقوله إنه منذ عام واحد شهدت كوت ديفوار إنتخابات رئاسية، وعندما رفض الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو قبول النتائج والتخلى عن الحكم، وقف أمامه العالم كله، وباتت كوت ديفوار الآن تعيش فى ظل حكم من إختارته ليقودها. ومضى أوباما بعد ذلك إلى الحديث الربيع العربى بدءا من ثورة الشعب التونسى ضد الرئيس زين العابدين بن على، مما أطلق شرارة الثورات الشعبية بعد أن أبرزت قوة التظاهر السلمي وكسرت حاجز الخوف من الحكام، وتونس الآن على أعتاب إنتخابات ستقربهم خطوة نحو الديمقراطية التى يستحقونها. وواصل أوباما الحديث مشيرا إلى أنه منذ عام واحد أيضا كانت مصر تعيش فى ظل حكم رئيس ظل فى منصبه لثلاثين عاما، ولكن الشعب نجح فى إسقاطه خلال 18 يوما فقط بعد أن جذب إنتباه العالم إلى ميدان التحرير الذى شارك فيه المصريون بجميع طوائفهم وتوجهاتهم مسلمين ومسيحيين، لينتقل التغيير من مصر إلى العالم العربى. وأضاف أنه منذ عام أيضا كان يحكم ليبيا أقدم ديكتاتور فى العالم وقد واجه شعبها الشجاع القنابل والرصاص الذي كان يقتل به الديكتاتور شعبه كأنهم جرذان وبالرغم من ذلك أصر الليبيون على أن ينالوا حريتهم، ووقف العالم بجانبهم من خلال الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن، وإنتهى حكم القذافى فى 6 أشهر بعد 42 عاما من الحكم، وهكذا ينبغى للمجتمع الدولى أن يعمل وتتكاتف الأمم. وأكد الرئيس الأمريكي أن مجلس الأمن قرر إتخاذ جميع الإجراءات والقرارات اللازمة لمنع وقوع مذابح ضد المدنيين، مشيرا إلى حظر الطيران الذي شاركت في تنفيذه عدة دول عربية لمنع طيران القذافي من قصف المدنيين. وأشار إلى أن الشعب الليبي تمكن من الحصول على حريته خلال 6 أشهر -من القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما- وسط النيران والقذائف وتمكنوا من الحصول على حريتهم من طرابلس إلى بنغازي ومصراتة. وقال إن هذا العام يعتبر تاريخيا، فقد إنتهى نظام القذافي ورئيس ساحل العاج الأسبق لوران جباجبو وبن علي ومبارك وتم القضاء على أسامة بن لادن وعقيدة العنف الذي كان ينتهجها. وشدد الرئيس الأمريكي على أن الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالأممالمتحدة ستسعيان دائما للحفاظ على هوية وحرية الأشخاص حول العالم دون تمييز بين هويتهم أو ديانتهم وضمان حقوقهم، مشيرا إلى أن معيار نجاح الولاياتالمتحدة هو أن يعيش الأشخاص حول العالم في حرية مستدامة وأمان، وأكد على أن الأممالمتحدة وأعضاءها يجب عليهم أن يمضوا قدما في تأكيد مطالب الشعوب والعمل على إرساء مبادئ العدل وعدم التمييز بين شخص وآخر وفقا للدين أو العرق او الهوية. ومضى أوباما قائلاً أن القوة الآن أصبحت بيد الشعوب بمساعدة التكنولوجيا وبيد الشباب الذي أصبح لديه الشجاعة والقوة ليقف في وجه كل ديكتاتور. وقال إن إيران ترفض الإعتراف بحقوق شعبها وكذلك سوريا التي تقوم بقتل وتعذيب شعبها، مشيرا إلى قتل الآلاف من السوريين في شهر رمضان بالإضافة إلى نزوح الآلاف عبر الحدود السورية، مشيرا إلى أن الشعب السوري أظهر قوة وصلابة لتحقيق العدالة. وأكد أن الولاياتالمتحدة ستقف بجانب الشعب السوري وليس قيادته، مشيرا إلى أن واشنطن فرضت عقوبات قوية على قادة سوريا، وقال إن الولاياتالمتحدة تؤيد إنتقال السلطة إستجابة للمطالب الشعب السوري. وشدد على وجود تكاتف جميع القوى وتوحيد الأصوات والوقوف بجانب الشعب السوري، مؤكدا على أنه يجب الإستجابة لمطالب التغيير التي تنادي بها المنطقة. ولفت إلى الشعب اليمني الذي يحتشد بالالاف يوميا في الميادين بما في ذلك الأطفال والنساء، مشيرا إلى أنه يوجد من ضحوا بأرواحهم من أجل الإطاحة بالنظام الفاسد.