أن مصر الجغرافيا والتاريخ فى نظر القوى الدولية ليست بالدولة التى تترك لتحدد مصيرها كيفما تشاء ولا يمكن فى هذا السياق أن نتغافل عن مقولة نابليون بونابرت عندما سأل عن مصر فقال (ان مصر أخطر دولة فى الأستراتيجية العالمية من يسيطر عليها يتحكم فى العالم ) صدق الرجل فى كل ما قال ومن هنا لابد أن ندرس بدقة محاور أهمية مصر بالنسبة للعالم : أولا: موقع مصر الاستراتيجي وموقعها القدرى على كافة خطوط التجارة الدولية منذ كان العالم يهتم بالتوابل الهندية الى الحرير الصينى مرورا بصناعة النسيج البريطانية فى عهد الأستعمار وأسواق جنوب شرق اسيا والقطن المصرى حتى عهدنا الحالى وما يمثله النفط وخطوط تجارته الماره بمصر من اهمية قصوى . ثانيا : أن القيمة الثقافية لمصر جعلت منها بلا مبالغه مركز العالم الأسلامى لتواجد أكبر كيان علمى دينى فى العالم على أرضها ممثلا فى الأزهر ومركزا للعروبه فهى أكبر الدول العربية سكانا ويمثل سكان مصر حوالى 40% من الكتلة السكانية العربية وهو ما لا يمكن تجاهله حسب ما عبر عنه مؤخرا وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى تلك المحاور عندما يضاف اليها : .1 الكتلة السكانية الكبرى التى تمثل دائما مصدرا للقلق لكافة أعداء مصر حين أستفزاز تلك الكتلة الكبيرة التى ان تحركت تغير الكثير فى المشهد على الساحة الأقليمية ومن ثم الدولية كما حدث خلال ثورتى يناير ويونيو. 2. أن أمتلاك مصر لجيش قوى ومؤسسة عسكرية متماسكة منسجمة مع ظهير شعبى مؤيد لها أمرا لا تفضله القوى الدولية ويشعرها دائما بالخطر وعدم الأطمئنان لتنفيذ مخططاتها فى منطقة الشرق الأوسط . ومما سبق كله : علينا أ ن ندرك أن مشروع الشعب المصرى للتنمية والنهوض وبناء دولة قوية والذى يقود محاوره الرئيس المصرى المنتخب عبد الفتاح السيسى لن يترك الأمر يمر بسهولة وبالفعل المراقب للمشهد المصرى الأن يدرك أن مخطط عرقلة القاطرة المصرية ومن ثم دفع مصر الى الركوع بدأ بالتنفيذ وملامح ذاك المخطط وأهدافه تتمثل فى : أولا: أن علاقة تنظيم الأخوان مع القوى الأستعمارية ليس وليد الصدفة أو ليس عارضا استثنائيا خلال الفترة الزمنية الحالية بل ان تلك العلاقة متأصلة منذ نشأة التنظيم وحتى الأن ولعل ماقاله السفير البريطانى للرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال صدام عبد الناصر مع الأخوان قال له السفير نصا ( أفعل ما شئت مع الأخوان لكن أعلم أن بريطانيا لن تسمح لك أبدا بكسر ظهر الأخوان ). والمشهد الثانى لعلاقة الوئام بين الأخوان والغرب تمثلت فى الدور المحورى الذى قام به تنظيم الأخوان من حشد وتجنيد المجاهدين العرب ضد السوفيت فى أفغانستان بالتنسيق الكامل مع المخابرات الامريكية ولعل الدور البارز والذى لا يمكن أخفائه لعبد الله عزام الفلسطينى الجنسية وأحد أعضاء التنظيم الدولى للاخوان والذى أنشأ مكتب الخدمات فى باكستان لتجنيد العرب ضد السوفيت ومن ثم ساهم تنظيم الأخوان بدور كبير فى انهيار الأتحاد السوفيتى فى أفغانستان لصالح سيطرة الولاياتالمتحدة على العالم ثانيا : أن الحرب الحالية على مصر تعتمد على الأركان التالية : .1. تدمير الثقة بين الشعب وجيشه عن طريق حرب ا لأشاعات التى تقودها قناة الجزيرة سواء بأفقاد الشعب أطمئنانه لقدرة جيش مصر على محاربة الأرهاب أو عن طريق أختلاق الأكاذيب لتشويه صورة الجيش أمام شعبه 2.تشتيت الجهد الحكومى المصرى عن البناء الى حرب متعدده المحاور والاتجاهات مع قوى الأرهاب وفى خلال ذلك تنفق الملايين من الدولارات لأفشال الدولة عن طريق صنع حوادث دامية ثؤثر فى الرأى العام تصور على أنها اهمال حكومى فى المدارس والمستشفيات والطرق ومن ثم التغطية الكاملة على أى انجاز مصرى يتحقق على الأرض فيصير انجاز مشروع قناة السويس واستصلاح مليون فدان وأنقاذ الدولة من الشتات والأنهيار كما حدث لكثير من الدول العربية كل هذا تحت تأثير ضغط الكوارث وتدمير الروح المعنوية كأن لم يكن . 3. الأعلام هو رأس الحربة فى تلك الحرب على مصر سواء كان أعلاما مصريا باحثا عن الأثارة والسبق والمزيد من الأعلانات بغض النظر عن مصالح الوطن العليا أو أعلام متأمر كقناة الجزيرة وأخواتها أن الاعلام هو المتمم لكافة نهايات تلك المخططات ليتحقق هدف وحيد أفقاد الشعب المصرى أيمانه بأنه قادرا على تحقيق الانجاز من وراء ذلك كله : أن ترسيخ الحالة الثورية المصرية بعد 30 يونيو هو السلاح الفاعل لمواجهة مخطط تركيع مصر وحقيقة الأمر ان تلك الحالة لم تصل بعد لكافة مستويات الادارة الحكومية فى مصر مما يسمح بنفوذ قوى الشر سواء بتأثير الأهمال أو الخيانة مما يجعل الوطن دائما تحت القصف أن القانون الناجز القوى الصارم والمحاكمات السريعه الناجزة العادلة والأعتماد على ثورية الشباب الوطنى فى كافة المؤسسات المصرية هو السبيل الأوحد لكى تقضى مصر على كل أمل فى تركيعها وتمر مصر من تلك المخططات بسلام الى حلم التنمية والأذدهار .