رد فعل غير عادى أثاره مقالنا فى العدد الماضى، والذى أعلنّا فيه عن تفكيرنا الجدى فى الاستغناء عن الصحافة الورقية والتوّجه بصفة نهائية للصحافة الإلكترونية، وكأن الصحافة الإلكترونية رجسٌ من عمل الشيطان.. ودون الدخول فى تفاصيل لا جدوى منها الآن، دعونا نسأل بهدوء: ألهذه الدرجة البعض غير مُتقبّل فكرة التوّجه النهائى للصحافة الإليكترونية؟.. نحن الآن لا نملك حرية الخيار بين الصحافة الورقية والإليكترونية، لأنها تطورات إجبارية لثورة تكنولوجيا المعلومات التى يدّعمها حزب شباب مصر.. إن البعض لديه بالطبع مبرر لرفض أى جديد، خاصة فى مجال الصحافة الإليكترونية ولهم عذرهم فى ذلك.. فإذا كان مجلس نقابة الصحفيين الماضى الذى ترّأسه جلال عارف، نقيب الصحفيين، لم يفهم أو يستوعب أو يدرك أهمية وقيمة الصحافة الإليكترونية، فهل ننتظر أن يتقبلها رجل الشارع العادى؟!.. لقد طفحنا الدم فى سبيل تأسيس وحدة الصحافة الإليكترونية بنقابة الصحفيين، التى نظّمنا من خلالها أكبر مؤتمر دولى يُناقش الصراع بين الصحافة الإليكترونية والورقية، والذى شاركت فيه شخصيات ورموز النشر الإليكترونى والورقى أمثال الدكتور سمير سرحان، رئيس الهيئة العامة للكتاب، وهداية درويش، رئيس تحرير صحيفة "هداية نت" الإليكترونية، والدكتور عاطف الحطيبى، أستاذ الصحافة الإليكترونية بالجامعة الأمريكية، وعدد آخر من المتخصصين، وانتهت إلى انتصار الصحافة الإليكترونية على الورقية فى المستقبل القريب.. وقد عقدنا هذا المؤتمر وأنفقنا عليه من جيوبنا الخاصة ولم يحضر السيد "جلال عارف" أو أى عضو بمجلس نقابة الصحفيين.. وأحدث المؤتمر رد فعل دولى غير عادى وظلت وسائل الإعلام -حتى اللحظة الراهنة- تستشهد بنتائج وأعمال المؤتمر.. فى ذات الوقت الذى لم يمر أسبوع على هذا المؤتمر حتى فوجئنا بأن "جلال عارف" وأعضاء المجلس يشاركون جميعًا فى حفل لتوزيع شهادات التكريم على الصحفيين الذين اجتازوا دورات "الويندوز" وأنفقوا على الحفل مبلغًا تجاوز الخمسين ألف جنيه.. وهى مفارقة تنم عن جهل وتخلف وغباء "تكنولوجى" من قيادات النقابة آنذاك.. وهى مفارقة دفعتنا لأن نقوم بتجميد عمل الوحدة التى فشلت بسبب هذا التخلف.. ونُعلن عقبها مباشرة عن تأسيس الاتحاد الدولى للصحافة الإليكترونية، الذى ترّأسه العبدلله لحظتها، ونجحنا فى إنشاء مقار للاتحاد فى دول كثيرة مثل (العراق، وفلسطين، واليمن، وتونس، والجزائر، والمغرب، والكويت، والإمارات، والسودان، وألمانيا، وباريس، ونيويورك). وقد انضم إلى الاتحاد وقتها أكثر من 300 ألف عضو من كل أنحاء العالم، وكان رد فعل الاتحاد الدولى من القوة بحيث عرض علينا (ليؤر بن دور)، المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، آنذاك، استضافة ودعم وتمويل الاتحاد بشرط أن يكون مقره الرئيسى ب"تل أبيب"، وهو ما رفضناه تمامًا.. واعترف شخص مثل "عمرو موسى"، أمين عام جامعة الدول العربية، فى مقابلة خاصة، بأنه كان يُتابع مراحل إنشاء الاتحاد الدولى للصحافة الإليكترونية لحظة بلحظة.. وأكد أنه على استعداد لدعم الاتحاد بقرارات فاعلة من مجلس وزراء الإعلام العرب بشرط أن يكون اتحادًا عربيًا فقط.. وهو ما رفضناه لحظتها. لقد نظّم حزب شباب مصر عشرات المؤتمرات والندوات الدولية الكبرى، وهو لا يزل تحت التأسيس والتى تُناقش جميعًا مستقبل الصحافة الورقية فى ظل ظهور الصحافة الإليكترونية، وكلها جميعًا -بلا استثناء- أكدت انقراض الصحافة الورقية ذات يوم لصالح الصحافة الإليكترونية.. وأحدثت ندوات نظّمناها عن النشر الإليكترونى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ردود أفعال دولية كبرى فى وقت الجميع كان فيه فى سُبات عميق.. واليوم صحف دولية كبرى بدأت بالاكتفاء بمواقعها الإليكترونية بعد أن بدأ القارئ يُقبل على هذه المواقع؟! كل هذه التداعيات تؤكد أن حزب شباب مصر ببرنامجه وما تضمنّه من بنود خاصة بثورة تكنولوجيا المعلومات سبق عصره.. وكان حزبًا سبّاقًا فى كل أنحاء العالم بالاهتمام بالصحافة الإليكترونية فلماذا إذن يُنكر البعض علينا تفكيرنا فى دعم توجه الصحافة الإليكترونية؟ إن دعمنا للصحافة الإليكترونية لن يكون جديدًا علينا لأن الحزب -وقبل قيامه وأثناء مراحل تأسيسه- كان سبّاقًا فى دعم هذا النوع من الصحافة الإليكترونية.. ونعتقد أنه من حقنا أن نستمر فى مسيرتنا.. مش كده ولاّ إيه؟!! . جريدة شباب مصر الأسبوعية العدد 212 15يونيو 2010م