الضمير ذلك الوازع الداخلى والقائد الذى يرشد الانسان إلى الطريق القويم ذلك الصوت الذى يحدثنا بلا صوت وينتقدنا بلا قيد والقنديل الذى ينير دروبنا فى ظلمة الحياة . لو كان حياً أحيا الإنسان وجعله صادقاً فى مشاعره وأفعاله وأقواله ولو مات ماتت المشاعر والأحاسيس وحلّ الكذب والنفاق والرياء محل الصدق والجرأة. ماذا ننتظر لو غاب الضمير؟ لو غاب الضمير عليك أن نتنظر الفساد وضياع الحقوق والمظالم واحتكار السلع وغلو الأسعار التى احترقت بهنيرانها جيوبنا الغنى والفقير منا من يعول ومن لا يعول عليك أن تنتظر أن يأخذ حقك من لا يستحقه ممن لا يملكه . عليك أن تنتظر تفشى روح اليأس وضياع الأحلام والأمانى تحت أقدام الواسطة والرشوة وأن يعلو صوت القوة والبلطجة محل القانون . عليك ان تنظر جيلا ً لا يعترف بالخير والحب والقناعة والرضاوالعدل والجمال والخلق والصدق والجرأة والصراحة جيلاً يحلم بالمكسب الوفير السريع مهما كانت الوسيلة والطريقة. أنظر كم من المبانى ارتفعت شاهقة فى الفترة السابفة بلا قواعد سليمة مهددة الألاف من الأرواح ا نظر إلى ذلك الصانع الذى يأتيك يصلح لك شئ فيفسد لك أشياء أنظر إلى ذلك الطبيب الذى يفرغ مداد قلمه فى (روشتة )العلاج بأ نواع من الأدوية قد لا تحتاج إلى الكثير منها لأنه على علاقة بيزنس مع صاحب الصيدلية أو يرسلك إلى أحد المعامل ويطلب أنواع من التحاليل بلا هدف لان صاحب المعمل صديفأ له ا نظر إلى ذلك البائع الذى يعطيك سلعة قليلها صالح وكثيرها تالف ينتظر صندوق القمامة التى جائت منه بل ويدرب ولده على كيفية الغش تحت مصطلح (الفهلوة والحداقة ) أخى القارئ الأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى كل ذلك بسبب غياب الضمير. هناك أشياء لا تحتاج إلى قانون فالكذب والصدق النفاق والرياء أشياء لا يحاسب عليها القانون ولكن تؤلم ضمائرنا إن كانت حية يقظة. علينا أن نعلم أولادنا منذ نعومة أظفارهم الفرق بين الخير والشر والصدق والكذب وكيف أن الأديان السماوية كلها دعتنا إلى احترام الضمير وأهميه يقظته علينا أن نعلمهم أن الكذب هو االكذب وليس له أنواع وألوان فلا يوجد كذب أبيض وأسود الضمير أيها السادة وويل لنا لو ماتت ضمائرنا.