قال الشاعر أحمد مطر وصفوا لي حاكماً لم يقترفْ منذُ زمانٍ، فتنةً أو مذبحهْ! لمْ يكذب ْ! لم ْ يَخُنْ! لم يُطلقِ النار على مَن ذمهُ! لم ينثرِ المال على من مدَحَهْ! لم يضع فوق فمٍ دبابةً! لم يَزرعْ تحتَ ضميرٍ كاسِحَهْ! لمْ يَجُرْ! لمْ يَضطَربْ! لمْ يختبىءْ منْ شعبهِ خلفَ جبالِ الأسلحهْ! هُوَ شَعبيٌ ومأواهُ بسيطٌ مِثْلَ مَأوى الطَبقاتِ المكادِحَهْ! *** زُرتُ مأواهُ البسيطَ البارِحهْ ... وَقَرأتُ الفاتِحَهْ! اليوم ستبدأ الجلسات الأولى لمحاكمة الرئيس السابق المخلوع حسني مبارك وقبل سنوات بدأت جلسات محاكمة الرئيس القائد صدام حسين ... رئيسا دول عربية يقدما للمحاكمة .... ولكن المشهدين مختلفين من الألف للياء فالرئيس صدام حسين رغم انه وصف بالطاغية وأذاق الويل لشعبه ولكن العراق بعهده كان مزدهرا لم نجد فقرا أو جوعا وحتى جواز السفر العراقي كان له قيمة في الخارج وكان الإنسان المواطن العراقي له هيبته في الخارج ولكن بعد زوال هذا النظام إنعكست الصورة تماما ... الخراب في كل مكان ... رائحة الموت تزكم الأنوف كل شئ تغير للأسوأ و كانت محاكمته مشرفة له ولنا جميعا وأصبح البطل القومي ... هذا الرجل الذي بكاه شعبه بعد رحيله إلى دنيا الآخرة وسيبكيه دوما ما دام الوضع في بلاد الرافدين على هذه الحال المزرية ...أذكر أننا إلتصقنا بشاشات التلفزة نبكي على هذا الرجل الذي وقفا متحديا تلك المحاكمة الأمريكية الصهيونية بعد إحتلال بغداد أرض الرافدين بكينا وحتى اليوم نبكي على هذا الرجل الذي بقي شامخا حتى الرمق الأخير ولكن اليوم نجد صورة أخرى صورة رجل مخلوع بيد شعبه يقدم لمحاكمة عادلة بأيدي قضاة عادلين .... لا ادري اليوم أيضا سنلتصق بشاشات التلفزة ولكن هذه المرة لن نبكي فهذا الرجل لا يستحق ان نبكي عليه بعد أن باع نفسه وكبل بلده لأسياده الولاياتالمتحدة فكان أداة قمع بأدوات غربية ونشر الجوع والكفر والفساد على أرض الوطن وصادر القرار ونشر نظام البلطجة في شوارع مصرنا العزيزة ... يا ترى أي شئ سيشفع لهذا الرجل القادم من سجن المرض والكآبة ...وهل ستثار تساؤلات في نهايته ... ربما الأيام القادمة ستفصح لنا المغزى في كل القصص والحكايا التي ستنشر على حبل الغسيل وهل سيحتمل هذا الحبل كل الغسيل القادم عبر أكثر من 9000 صفحة ....والله ما وراء القصد