علمتني غربتي

الكاتب الصحفي / محمود عبدالله الباز

علمتني غربتي ألا أستجيب لليأس والإحباط رغم قوته وشدة مرارته.
علمتني غربتي ألا أنتبه لتعليقات التافهين من حولي لأني متأكد أني أفضل منهم والدليل نجاح عملي.
علمتني غربتي أن بلدي وسام علي صدري وعليا أن أحافظ عليه لامعا .
علمتني غربتي أن كرامة الإنسان تحيا بحياته ويشهد لها الناس بعد مماته .
علمتني غربتي أن ألا اجادل المنافق كثيرا فحواره عبث وجدله ضياع للوقت والقيمة .
علمتني غربتي أن أمسك لساني عند حديث الفائدة منه أنه مجرد حديث .
علمتني غربتي أن أعيش في هدوء وأتماسك عند غضبي ولا أحمل همي لغيري فأغلب من حولي غريب وعنده من الهموم هموم.
علمتني غربتي أن أعتمد علي نفسي ولا أتكل علي غيري وأصرف أمور حياتي علي قدر طاقتي.
علمتني غربتي أن للغربة للثمن وأعرف بعض الثمن ولكن لاأعرف كل الثمن إلا بعد ان أعود لوطني أو لا أعرف ربما أموت.
علمتني غربتي أن الموت أهون عليا من خيانة صديق في الغربة منحته الثقة وأعطيته مفتاح نجاحه ولا أريد مقابل وبعدها طعنني وتركني أنزف وهو يعلم أني أموت.
علمتني غربتي أن اتحمل قسوة الطريق رغم طوله فلا عودة للبداية ولا مجال لخيارات أخري .
علمتني غربتي أن اقف علي أرض ثابتة ولا أصدق أصحاب الخيال عندما صدقتهم جعلوني أحلم أنني فوق الجبال فوجدت نفسي فجأة بين ذرات الرمال .