لست إمراة متحررة ولست بالجاهلة ... أنا إنسانة بعد كل هذه السنوات الطويلة من عمري ما زلت أشعر أنني أحبو في هذا المجال ....الكتابة ذلك الشئ البعيد القريب الذي إن غبت عنه أصبح ماردا يطارني ... شعور خفي يربطني مع الحرف والكلمة ... توقفت كتيرا ... وهرولت كثيرا ولكن ما زلت أشعر أنني وليدة اللحظة هذه . إن الحياة التي نعيشها تمنحنا أجمل اللحظات وتسرقها ... في آن واحد وتزرع فينا هذا التحدي المرير الذي يرفضه الآخرين فينا ... ولهم الحق في ذلك .. فهم يحللون ويحرمون ما يشاؤون وذلك حسب أهوائهم وحسب رغباتهم متناسين أن لكم دينكم ولي دين ويحاولون ان نبقى كبارا في زمن ما عاد فيه صوت للكبار ... إننا صوت مبحوح مزق شرنقة الحياة ليصدح عاليا في خضم هذه الحياة التي نعيش ونحيا فيها وعجلتها التي لا تتوقف وإن توقفنا ... شعارات كثيرة وخطب رنانة وتجريح مقصود أو لا مقصود كل ذلك ليس بالمهم ليقيني التام أن لكل منا له دوره في هذه الحياة .... قالوا أن ما نكتبه ليس إلا أمرا تافها .... وسخيفا وكأن الكتابة تقتصر على التحليل العقيم الذي لا يملك أي جدوى في التغيير ... أرادوا أن يكون قلمنا مبدع في الواقع ... أليس القلم بشاعر يتبعه الغاوون .... أرادونا أن نكبر ونرتقي بتفكيرنا وأفكارنا وأن أمور القلب لا تعني أحدا ... إعتبروه فنا سخيفا ... قارنوننا بمحمود درويش والشيخ إمام ونزار قباني متناسين لولا هؤلاء الكبار الذين عانوا في زمنهم وكادوا أن يرجموا لما كنا عرفناهم ...ولكنهم مجدوا وخلدوا بعد أن إنتقلوا لعالم آخر يتوقف فيه التناحر ....نحن صغارا في هذا الزمن ونقدس طفولتنا ونعترف بها كإعترافنا في العالم المثالي الذي نطمح إليه ... لن نكتب إلا ما نشعر به وإن كان تافها بالنسبة لهم فهو عظيما بالنسبة لنا وليس مسموحا لأحد أن يكون وصيا على أفكارنا وأشعارنا مهما كانت بسيطة وليس من حق أحد ان يمارس علينا راهبا أو شيخا أو قديسا ... نحن احرار في طبيعتنا كالطبيعة ... فكفانا تكسيرا لمجاديفنا وتجريحا فنحن كبرنا في زمن عز علينا أبسط أمنياتنا الصغيرة ورغم ذلك حاربنا وكنا مناضلين في قوتنا وليس تنظيرا ... أتعبتنا الحياة بما يكفي ... فنحن ليس من جيل البسكويت الذي يرغب كل شئ وهو جالس لا يستحق أن يكون إلا بمساعدة الآخرين ..... نحن اناس تعبت بحق وليت الآخرين مثلنا يفعلون ... قد ينجحون ... والله ما وراء القصد