أود ان انطلق بالبداية بكلمة شهيرة للفنان القدير يوسف بك وهبى و هى « يا للهول » . و اريد أن اعلن عن بشرى لأهالى المحروسة ، إن كنت من عشاق الشيخ حبيب العادلى ، فالآن يمكنك الحصول على نسخة صوتية عالية الجودة من الأدعية الجديدة التى طرحها بالأسواق ، ستجدها لدى كل موزعى شرائط الكاسيت فى بولاق ورمسيس و على النواصى و امام المساجد و حتى عند عم احمد اللى فى شارع النبى دانيال ، وإن أردت تحميلها على هاتفك المحمول فأمامك اختياران ، الأول لو كنت من أصحاب الموبايلات القديمة فعليك إرسال رسالة على رقم 25 يناير اكتب فيها « مؤامرة مش ثورة » ، أو « ما ضربناش النار على حد ، هم اللى ماتوا» ، وكل الاحزاب و الحركات السياسية كانت عملاء » . أما لو كنت من أصحاب الموبايلات الحديثة فما عليك سوى تحميل تطبيق Adly prayer من على play store، وفور انتهاء التحميل ستظهر أمامك مواعيد البرنامج الجديد لمولانا الشيخ العادلى المقرر إذاعة أولى حلقاته بعد صلاة الجمعة على قناة دوخونا ويحمل اسم « الوصايا العشر من العارف بأمر الله حبيب العادلى » ، و يرد فيه عن كل التساؤلات حول تظاهرات يناير و دور الشرطة فى مواجهتها و المؤامرة التى و قعت فيها البلاد ويقدم رؤية شرعية لتفادى أى تظاهرات أخرى. كل ما سبق ، ليس تهكما أو سخرية ، بقدر ما هو « وجع » و« فاجعة » ، فحبيب العادلى وزير داخلية مبارك، ومهندس تأمين تزوير الانتخابات، والمشرف العام على عمليات التعذيب المننهجة لسنوات طويلة داخل اقسام الشرطة ، و قانون الطوارئ ، و الخطف القصرى من قبل امن الدولة ، و عمليات تكميم الافواه و الابتزاز الذى صرح به فى مرافعته ، يخرج علينا بثوب جديد فى المحكمة ، ثوب داعية إسلامى خالص ، يستدل علينا بأيات قرآنية و أحاديث نبوية و يستشهد بقصص من التاريخ الإسلامى .! لست ضد ذلك أبدا .. لكن أريد ان اطرح بعض الأسئلة أين كانت تلك الآيات و الأحاديث و الأدعية من 13 عاما قضاها وزيرا لداخلية مصر؟ ، أين كانت ومئات الشباب المصرى الخالص النقى يسقط دماؤه فى ميادين مصر من وراء التعامل الأمنى الخاطئ مع انطلاق الشرارة الأولى ليناير ؟. لم أتأثر بأداء حبيب العادلى الإسلامى فى المرافعة ، لأنى شاهدته بوجوه مختلفه ، يروج ويقدم نفسه من جديد و يحسن صورته بأى ثمن ، ارتدى « الزى الإسلامى » وكيف أنه أعد مكتبة إسلامية كان يستعد لقراءتها بعد خروجه من الوزارة ، وارتدى ثوب المفكر العظيم و هو يروج لنظرية المؤامرة ، و ارتدى ثوب الخبير الأمنى وهو يشرح القبضة الأمنية الحديدية على البلاد قبل 25 يناير ، وارتدى ثوب مذيع التوك شو و هو يستعرض أحداث يناير ، و ارتدى ثوب « العميل X» ، وهو يكشف للمرة الأولى أن مصر أخبرت الأمريكان بأحداث 11 سبتمبر قبل بدايتها. حبيب العادلى تلون بكل الأشكال ، ظنا منه أنه سيتمكن من محو تاريخه السيئ و يقدم نفسه فى صورة « الحمل الوديع » ، وهو لا يدرى أنه أقرب إلى ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقى ، فى أبياته الخالدة : « برز الثعلبُ يوماً فى شعار الواعِظينا » ! . د / مصطفى خميس السيد كاتب سياسى