يعاني السكان الفلسطينيون في قطاع غزة من تدهور في أحوالهم المعيشية والصحية؛ نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم أزمة في الوقود ونقص في المواد والمستحضرات الطبية. ودعا رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية الدول العربية والإسلامية للمساهمة في إنهاء معاناة إخوانهم في غزة بسبب نقص الوقود وانقطاع الكهرباء، داعياً الجزائر لتنفيذ وعدها بتقديمه مجاناً. وكان هنية أكد خلال افتتاح مسجد النصر في بيت حانون شمال قطاع غزة، مساء الخميس، على أن أزمة الكهرباء في طريقها إلى الحل من خلال ربط فلسطين بمشروع الربط الثماني العربي، موضحًا أن هذا الملف دائم الطرح في مجلس الوزراء وأنه تم تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء لمتابعته. وفي الوقت الذي تزداد فيه معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، تلقت الحكومة من جانب آخر العديد من الوعود من أكثر من بلد عربي وإسلامي لإعادة إعمار ما دمره الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. ويذكر أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أبدى استعداد تركيا الكامل لإعادة بناء ما دمرته إسرائيل وبالأرقام التي يحتاجها القطاع، وأن أمير قطر حمد آل ثان أعلن التبرع بمبلغ 250 مليون دولار لذلك الأمر. وبين هنية أن أمير دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وافق على بناء مدينة للمحررين على مساحة أرض تبرع بها أحد المواطنين تبلغ 120 دونمًا، مضيفا إلى ذلك، أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن الاستعداد الكامل للشروع بعملية إعمار فعلي للقطاع. وكشف هنية عن أنّ الحركة الإسلامية في البحرين أبلغت الحكومة بغزة الثلاثاء الماضي نيتها بناء برج يتكون من 50 شقة لأصحاب البيوت المدمرة في الحرب الأخيرة. وبدوره، قال نائب رئيس الوزراء في الحكومة المقالة محمد عوض بأن أزمة انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود سياسية ومفتعلة، محملا الحكومة الإسرائيلية وأدواتها المشاركة في إطباق الحصار على غزة. وطالب عوض في مؤتمر صحفي بغزة مصر الإيفاء بوعدها والإسراع بضخ الوقود إلى قطاع غزة وزيادة كميات الكهرباء الواردة إليه بناء على اتفاق جرى إبرامه مع المسؤولين المصريين. وأضاف عوض: "نسعى بشكل يومي وعلى مدار الساعة لحل هذه المشكلة وأجرينا اتصالات مع دول استعدت لمد قطاع غزة بالوقود مما يساهم في حل مشكلة الكهرباء في غزة". وأبدى استنكاره لما وصفه ب"قيام السلطة في رام الله بوقف الأموال التي يدفعها الاتحاد الأوروبي لصالح الوقود المستخدم في توليد الكهرباء، وتحويلها إلى موازنتها الخاصة لحل أزمتها المالية وبهدف خلق حالة من الغضب في وجه الحكومة في غزة"..