أكدت دراسة نيوزيلندية أجريت على 700 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما ووالديهم وأجدادهم أن الأولاد والبنات في الوقت الحالي لا يخرجون للعب في فناء المنزل بدرجة كافية. وقال مدير المركز التكنولوجي للنشاط البدني والتغذية التابع لجامعة أوكلاند البروفسور غرانت سكوفيلد إن الأطفال يقضون قدرا كبيرا جدا من الوقت في ممارسة ألعاب الكمبيوتر ومشاهدة التليفزيون بدلا من اللعب في الخارج مع الأصدقاء. فما يقرب من نصف الأطفال "لا يلعبون" اي حيث لايمارسون نشاطا غير منظم محددا خارج المدرسة مثل لعبة الكريكت في الحديقة أو كرة القدم كل يوم. وقال سكوفيلد في التقرير إن الأطفال يحتاجون إلى "نزع فيشة الكهرباء عنهم" والمخاطرة باللعب فى الفناء الخلفى لجعل خيالهم ينطلق وقال "دعهم يتحملون بعض المخاطر. دعهم يرتكبون الأخطاء. فهكذا يتعلمون". وقال سكوفيلد إن اللعب غير المنظم هو عامل أساسي على نمو العقل بشكل صحي. فاللعب النشيط وغير المنظم ضروري لمساعدة صغار السن على تعلم المهارات الهامة في الحياة وتنمية الخيال والإبتكار وتنمية الوظائف الاجتماعية ومهارات الإدراك. وأضاف "تتعلم الأخطار والعواقب والسيطرة على مشاعرك عندما تكون في سن الثامنة وتتسلق شجرة أفضل من قيادة سيارة وأنت في الثامنة عشرة ويطاردك أفراد الشرطة". وأضاف "وقت اللعب حاسم في نمو الطفل وخاصة في السن الذي يتراوح بين 8 و12 عاما لأنها الفترة التي تتشكل فيها المهارات الاجتماعية المستقبلية وأسس العلاقات القوية مع الآباء والأجداد وتكوين الأصدقاء". وقال سكوفيلد الذي لديه ثلاثة أطفال في المدارس الإبتدائية إن نتائج الدراسة وهي الأولى من نوعها في نيوزيلندا وتمت برعاية شركة مشروبات "ميلو" التابعة لشركة "نسلة" "مدهشة". وقال إنها توضح أن ما يقرب من نصف صغار السن يقضون وقت فراغهم مرتبطين بالتليفزيون وألعاب الفيديو أو أي أجهزة إليكترونية أخرى. وقال أكثر من الثلث إنهم تحولوا إلى التكنولوجيا لأنهم أستنفدوا الأفكار الخاصة باللعب ونفس النسبة قالت إنهم لا يجدون أحدا يلعبون معه. وما يثير السخرية، بحسب سكوفيلد إن الآباء يمضون قدرا من الوقت مع أطفالهم اليوم أكثر منه منذ 20 و30 عاما، ولكن معظم ذلك الوقت وهم جالسون معا في السيارة. وقال: "تحديد ماهية الرعاية الجيدة من جانب أولياء الامور لمعظم الطبقة المتوسطة في نيوزيلندا هو بتوصيل الأطفال إلى ومن مجموعة الأنشطة التي يمارسونها بعد المدرسة". وأضاف: "هناك وسائل أفضل لزيادة حركة الأطفال وأحداها هي الخروج إلى ساحة المنزل". وتوصلت الدراسة إلى أن 41 في المئة من الأطفال زعموا إنهم يكونون متعبين جدا بعد المدرسة أو يكون لديهم الكثير من الواجبات المنزلية بدرجة لا تمكنهم من اللعب و42 في المئة من الآباء قالوا إنهم يعانون من أجل إيجاد وقت للعب مع أطفالهم الصغار. وقالت إحدى الأمهات ل"راديو نيوزيلندا" إن من الأفضل القول إن الأطفال يمضون وقتا كبيرا على الكمبيوتر ولكنهم يقومون بقدر كبير من الواجبات المدرسية على الكمبيوتر وغالبا ما يكون واجبا مكلفين به على الكمبيوتر. وقالت "وهذا هو العالم الذي سيكبرون فيه"..