من المعلوم والمعروف منذ زمن بعيد أن تحديد الداء نصف الطريق إلي الشفاء ، لكن فات هذا القول أن يضيف إليه لمن يريد الشفاء ذلك أن الإرادة هي العنصر الأساسي والعامل الفعال في الشفاء من الأدواء، وفي تجاوز المحن، وهذا ما أصبحت الحاجة إليه الآن مُلحة خاصة فى مصر فيبدو المشهد المصرى الآن بإظهار الكل يبرع ويتحدث بإسهاب فى تحديد الداء ويظل يضع يده على الجُرح الغائر فى جسد الوطن الذى أخاف أن يتشرذم بسبب إهمالنا له وتركنا لتحديد دواء ومخرج لما نحن فيه من مشاكل .... يخرج علينا الساسة والمفكرين والمحللين والاستراتيجيين والنخبة على وسائل الإعلام والصحف والجرائد ليضعوا أيدينا عن المشكلة الرئيسية الآن فى مصر وهى أننا صرنا نشكك فى نوايا بعضنا البعض وأصبحت سياسة التخوين أمراً سائداً فى المجتمع وأصبح كل إنسان يخرج بأى شئ فإنما يريد مطلباً أو يبحث عن مغنم وهكذا يظل المتحدث يصف فى الداء العضال الخطير الذى استشرى فى جسد الأمة المصرية إلى أن ينتهى اللقاء دونما وضع أى تصور للحل أو العلاج وهو ما يثير الدهشة بحق مما يجعل الأزمة المصرية إلي مزيد من التعقيد والتمديد. وحتى فى جلسات المجلس التشريعى مجلس الشعب يقف أحد النواب ليتحدث عن مشكلة البطالة فتراها يتحدث عن الأسباب التى أدت إلى تفاقم المشكلة ويُسهب فى وصفها دون أن يضع حلاً عملياً من وجهة نظره وهو ما لابد أن يستوقفنا جميعاً وخاصة فى هذه المرحلة الحرجة وهذا المنعطف الخطير الذى تمر به مصر أظن وليس كل الظن إثم أنه لا يكفي أن نحدد الداء بل لابد من إيجاد الدواء المناسب والعلاج الشافي، فتحديد أسباب المشكلة أمر فى غاية الأهمية لكنه فى النهاية لابد أن يدفعنا إلى البحث عن السبل الكفيلة للقضاء على هذه المشكلة أو التخفيف من ألأضرارها إلى أن تختفى وهذا فى مجمله يحتاج إلى سلامة فى العقيدة وصفاء فى الق5لوب وإرادة حقيقية للتغيير وعزيمة للوصول إلى المكان الذى نستحق فإن ما مضى مضى وعلينا أن نعوّد رؤوسنا على عدم الالتفات دائما نحو الماضي وإلا مشينا عكس تيار الحياة ونجد أنفسنا مجرد تبّع لما مضى من الزمن فعلينا أن نحاول جاهدين أن نبرع فى تحديد الداء واختيار الدواء لنصحح المسار ونقوى بالتغيير نحو الأفضل فإن من يلتفت لا يصل ولنكن كن واقعيين دائما ونعيش اللحظة ونتفاعل مع الحدث ونفكر للأمام وليس بالماضي واعلم أن تفكيرك بالماضي لا يفيد فما فات فات ، لا تدع عواطفك وأحاسيسك تقودك للهاوية.