السبت: لا أكاد اتوقف عن كتابة باب »اريد حلا« الذي ينشر يوم الجمعة في جريدتي الحبيبة ومعشوقتي »الأخبار« بسبب وعكة صحية أو مرض الم بي او حتي بسبب اجازتي السنوية حتي تصلني العديد من المكالمات التليفونية والاسئلة عن احوالي الصحية من الاقارب والصديقات والاصدقاء وكثير منهم من قراء وقارئات »اريد حلا« وهو ما يسعدني ويزعجني في آن واحد.. لان معظم هؤلاء يخشون علي من أن يكون قد عاودني مرض سرطان الثدي الذي سبق ومنذ خمس سنوات ان صارحت قرائي الاعزاء بأنه قد اصابني وذلك لانني اردت ان اقدم لهم بكل صدق وامانة تجربة امرأة اصيبت بهذا المرض الذي ثبت من الاحصائيات الرسمية انه السبب الاول في وفيات النساء علي مستوي العالم - ولانني منذ بداية المرض ألهمني الله سبحانه وتعالي الثبات ومنحني الايمان والامل فقد اردت ان انقل الامل إلي كل من تصاب بهذا المرض.. وان ابعد عن الكثيرات شبح المخاوف التي تنتاب المرأة التي تكتشف فجأة انها مريضة بسرطان الثدي.. وان اجعلها تتابع معي خطواتي إلي الشفاء الذي كنت مؤمنة به كل الايمان بفضل من الله سبحانه. ومازلت اذكر انني كتبت باب اريد حلا في نفس الليلة التي كان قد تقرر فيها اجراء عملية الاستئصال للعضو المريض. وانني وضعت اوراقي واقلامي علي منضدة امام فراشي في المستشفي.. وانني عندما انتهيت من الكتابة كانت الساعة تقترب من الخامسة صباحا وهو الموعد الذي كان قد تحدد لاجراء العملية.. وان احدي الممرضات جاءت والبستني رداء العمليات.. كما جاء بعض الممرضين بالتروللي الذي حملني إلي حجرة العمليات.. وذلك لاحساسي بالمسئولية تجاه قراء الباب.. وتجاه جريدتي الحبيبة.. وبعد اجراء الجراحة وهي عملية يستأصل فيها جزء عزيز من جسد المرأة وكان الجرح مازال ينزف دما.. ولم يكن قد مضي علي الجراحة الكبري اكثر من عشرة ايام قمت بكتابة يوميات شرحت فيها للقراء كل مامربي من افكار واحداث قبل واثناء وبعد العملية.. وتحريت ان اكتب التجربة بشكل محايد تماما وكأنني اتحدث عن تجربة انسانة اخري حتي ان الدكتورة هدي وصفي استاذة اللغة الفرنسية والدراما ومديرة المسرح القومي سابقا ومديرة مسرح الهناجر حاليا وهي ناقدة من الطراز الاول علقت علي هذه اليوميات قائلة ان اكثرما اعجبها فيها انها كانت موضوعية وبعيدة عن الذاتية ونبرة الاشفاق علي الذات. ومنذ ذلك التاريخ منذ خمس سنوات وبضعة اشهر وانا في حالة مصارحة مع القراء الاعزاء.. فاصارحهم من وقت لآخر بتفاصيل التجربة وعندما اسافر الي فرنسا للعرض علي البروفسور »مارك سپيلمان« رئيس اقسام مرض سرطان الثدي بمعهد جوستان روسي وهو اهم معهد لعلاج السرطان في اوروبا فإنني احرص علي ان انقل صورة لما يقدمه هذا المعهد العالمي من خدمة وعناية واهتمام وعلاج لمرضي السرطان.. فأنا عندما اكتب عن تجربة المرض.. اتعمد ان اقدم وجهها الإيجابي.. فالخضوع لارادة الله سبحانه والخضوع لآليات العلاج هو الوجه الآخر لتجربة التعافي والشفاء بإذن الله. وفي الواقع ان تعمدي الكتابة عن موضوع المرض لم يكن ابدا الهدف منه الثرثرة او البوح بتفاصيل تجربة شديدة الخصوصية وانما كان الهدف هو كسر الاوهام المحيطة بمرض سرطان الثدي ومنح المريضات به املا في ان هذا المرض قابل للشفاء والآن وبعد مضي اكثر من خمس سنوات علي مروري بهذه التجربة التي لابد من الاعتراف بانها صعبة فإن أهم نصيحة يمكن ان اقدمها لأي مريضة بالسرطان - وأي مريض عموما -هو ان من أهم اسباب الشفاء تقوية جهاز المناعة - وهذا ما كان ينصحني به استاذ الاورام العظيم بمعهد الاورام القومي الدكتور مصطفي الصيرفي - وجهاز المناعة يقوي بالايمان وبالامل وبالعمل ايضا ولعل من اهم اسباب مقاومتي للمرض كل هذه السنين حتي استقرت حالتي والحمد لله.. انني في عز ايام المرض لم اتوقف عن العمل.. وكما سبق ان ذكرت مرارا وما لن اتوقف عن ذكره حتي نهاية العمر ان الفضل في ذلك يرجع اساسا الي رئيس تحرير الاخبار القدير الانسان الاستاذ محمد بركات.. فعندما علم بمرضي لم يخفف عني اعباء العمل بل زادها واسند إلي بكل ثقة باب اريد حلا الذي يحتل صفحة اخبار الجمعة.. والذي اتواصل فيه اسبوعيا مع مئات القراء ورسائلهم واحلامهم وامانيهم ومشاكلهم.. وهذه الثقة من رئيس التحرير جعلتني اشعر بأن هناك رئيسا مسئولا وكاتبا حرفيا يثق في قدرتي ليس فقط علي العمل وانما علي الاستمرار فيه.. اي يثق في قدرتي - بإذن الله - علي الشفاء ومجرد هذه الثقة منحتني قوة غير عادية ليس فقط علي العمل.. وانما علي مقاومة المرض.. ايضا فإن هذا الباب الذي اتلقي فيه مشاكل الناس جعلني لا افكر كثيرا في مشكلتي.. وفي مرضي.. ذلك ان بعض المشاكل التي تصلني كانت ومازالت اشد قسوة من معاناة المرض وحده.. ذلك ان من بين اصحاب المشاكل من هو مريض بمرض خطير.. ولا يجد ثمن العلاج او الدواء.. بل لا يجد ثمن الطعام.. فكان تفكيري في غيري من اصحاب المشاكل يخفف عني ما أعاني.. خاصة في الحالات التي يتقدم فيها قراء الباب بمساندة ومساعدة اصحاب الحالات الحرجة.. وهو ما يحدث اسبوعيا مما يجعلني اشعر بأن بكثير من الراحة والرضاء.. وهو مايرفع من معنوياتي ومناعتي.. وهكذا ومنذ اجرائي الجراحة اعتبرت ان هناك تلازماً بين المجهود الذي ابذله في العمل وتقدمي في الشفاء وهأنذا اصارح قرائي الاعزاء بعد خمس سنوات من المصارحة المستمرة بأن حالتي كمريضة بسرطان الثدي قد استقرت.. وان مخاوفي من ان يعاودني المرض كما ذكر لي البروفسور »مارك سپيلمان« لا تزيد عن مخاوف اي امرأة اخري لم يسبق لها ان اصيبت بالمرض وهي نعمة كبري اسجد لله شكرا عليها كل يوم مرات وهي نعمة كبري اعلنها ليس فقط من اجل نفسي وانما من أجل كل امرأة مصابة بهذا المرض الذي ترتعد النساء خوفا من مجرد اسمه.. فهو قابل للشفاء.. نعم.. قابل للشفاء والحمد لله الذي جعل لكل داء دواء. شكرا لوزير الداخلية الاحد: اعالج هذه الايام في مستشفي الشرطة الذي هو من اعظم مستشفيات مصر من ارهاق في القلب.. فقلبي ينبض بسرعة حتي وانا نائمة كما لو كنت اجري واصعد جبلا. وهذا الاجهاد يعتبر لا شيءبجانب ما مررت به في السابق.. وقد اسعدني كثيرا واسعد كل العاملين بقطاع الخدمات الطبية ومرضي جهاز الشرطة ان سيادة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية قد تكرم بمد خدمة اللواء معتصم محمد عبدالمعطي مساعد وزير الداخلية للخدمات الطبية ذلك ان مستشفيات الشرطة التي يسير كل شيء فيها في انضباط شديد مثل الساعة لاشك أن من اسباب انضباطها وجود اللواء معتصم علي رأس القطاع فهو المدير الذي يجمع بين حسم الشرطي ورحمة الانسان وقدرة المدير علي التعامل مع الوف المتعاملين مع المستشفي وهو دليل علي ان السيد الوزير يعرف جيدا قدر رجاله ومعاونيه. ونبارك لأهل الاسكندرية افتتاح مستشفي الشرطة الذي اضاف لمصر صرحا طبيا جديدا.