اكد الرئيس السوري بشار الاسد ؛ ان سوريا تجاوزت دائرة الخطر وستجري استفتاء على دستور جديد في مارس / اذار، وسيعقبه اقامة انتخابات في مايو/ ايار اويونيو / حزيران المقبلين. و شدد الاسد على مواصلة الاصلاح ومكافحة الارهاب في بلاده معتبرا ان مايجري تم التخطيط له منذ عشرات السنين في اطار خطة التقسيم الاستعماري في المنطقة، واكد في ذات الوقت على استعداد دمشق للحوار مع كافة القوى السياسية في البلاد ممن لم تلطخ ايديهم بالدماء، ومتهماً دولا في المنطقة واجنبية بزعزعة الامن في سوريا. واعتبر الاسد، الجامعة العربية بانها لن تكون عربية ابداً وانما جامعة مستعربة، وقال: "ان صراعنا ليس مع الدول العربية التي تعمل ضدنا بل مع الذين يديرون امورها ويتخذون القرار نيابة عنها". واكد ان الدول التي تريد اخراجنا من الجامعة العربية انما تفتقر الى التراث العربي والى العروبة. واوضح، ان الظروف الحالية تمثل لنا جميعا امتحانا في الوطنية، مؤكداً ان التآمر الخارجي الذي كان متخفيا في الغرف المظلمة اصبح الآن واضحا في العلن. واضاف، الآن انقشع الضباب ولم يعد بالامكان تزوير الوقائع والاحداث من قبل الاطراف الاقليمية والدولية التي ارادت زعزعة استقرار سوريا. وتابع الرئيس السوري يقول: هناك أكثر من 60 محطة تلفزيونية تعمل على تشويه صورة سوريا في الداخل والخارج، وهناك محاولات لا تنتهي تضغط على الرئيس ليتخلى عن المسؤولية، مبيناً من انه لن يتخلى عن مسؤولياته رغم الهجمة الاعلامية والتي تشن على رأس الهرم السياسي في سوريا لشل ارادتها، مؤكداً انه يحكم برغبة الشعب واذا تخلى عن السلطة فسيكون برغبة الشعب. وقال: ان سوريا تواجه معركة غير مسبوقة في تاريخها الحديث والانتصار فيها قريب جداً. واضاف، لم نقلل يوما من خطورة مخططات التخريب والارهاب التي تطال سوريا، فالمخربون استغلوا مظاهرات سلمية للقيام باعمال التخريب والقتل والنهب في سوريا، وقد ادمت الاحداث التي اصابت سوريا قلب كل سوري. واوضح الاسد "ان تماسكنا بوجه اعمال التخريب التي هدفت للتمهيد التدخل الخارجي كان وسيبقى العقبة الحقيقية في وجه هذا التدخل". وقال هناك دول عربية حاولت لعب دور أخلاقي وموضوعي في الأزمة السورية، غير انه وصف بعض المسؤولين العرب "معنا بالقلب وضدنا بالسياسة". وقال الأسد: " لم يكن من السهل في بداية الأزمة شرح ما حصل.. لقد كانت الانفعالات وغياب العقلانية عن الحوار بين الأفراد هي الطاغية على الحقائق أما الآن فقد انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية.. الآن سقطت الأقنعة عن وجوه هذه الأطراف وبتنا أكثر قدرة على تفكيك البيئة الافتراضية التي أوجدوها لدفع السوريين نحو الوهم ومن ثم السقوط.. كان يراد لهذه البيئة الافتراضية أن تؤدي إلى هزيمة نفسية ومعنوية تؤدي لاحقا إلى الهزيمة الحقيقية.. كان المطلوب أن نصل من هذه الهجمة الإعلامية غير المسبوقة إلى حالة من الخوف وهذا الخوف يؤدي إلى شلل الإرادة وشلل الإرادة يؤدي إلى الهزيمة. وقال الرئيس السوري : "طبعا هم يهدفون إلى شيء وحيد عندما فشلوا في خلق حالة انهيار على مستوى سورية.. على المستوى الشعبي أو المؤسساتي.. أرادوا أن يصلوا الى رأس الهرم في الدولة لكي يقولوا للمواطنين طبعا.. ليقولوا للغرب من جانب إن هذا الشخص يعيش في قوقعة.. لا يعرف ما الذي يحصل وليقولوا للمواطنين وخاصة الموجودين في الدولة.. إذا كان رأس الهرم يتهرب من المسؤولية ويشعر بالانهيار فمن الطبيعي أن يفرط العقد.. محاولات مستمرة لا تنتهي.. مرة الرئيس سافر وهاجر.. وهذا الكلام الذي تعرفونه يعني بما معناه الرئيس يتخلى عن المسؤولية.. هذا ما يحاولون تسويقه.. نقول لهم خسئتم لست أنا من يتخلى عن المسؤوليات. وأضاف الأسد.. إن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فإن الانتصار فيها قريب جدا طالما اننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها.. ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر. وقال الرئيس الأسد.. إن وعيكم الشعبي المبني على الحقائق لا على التهويل ولا التهوين ولا على المبالغات ولا التبسيط كان له الدور الأهم في كشف المخطط والتضييق عليه تمهيدا لإفشاله تماما.. وفي سعينا لتفكيك تلك البيئة الافتراضية بادرنا للحديث بشفافية عن تقصير هنا وخلل أو تأخير هناك في بعض المجالات حرصا منا على أهمية الوضع الداخلي في التصدي لأي تدخلات خارجية.. وأنا أقصد في الخطابات السابقة عندما كنت أتحدث عن أخطاء لكننا لم نقصد مطلقا التقليل من أهمية تلك المخططات الخارجية ولا أعتقد أن عاقلا يستطيع اليوم إنكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والإرهاب إلى مستوى آخر من الإجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات وإيصالكم إلى حالة اليأس الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام ما خطط له خارجيا ليصبح واقعا لكن هذه المرة بأياد محلية. وأضاف.. بحثوا في البداية عن الثورة المنشودة فكانت ثورتكم ضدهم وضد مخربيهم وأدواتهم.. هب الشعب منذ الأيام الأولى قاطعا الطريق عليهم وعلى أزلامهم وعندما صعقتهم وحدتكم حاولوا تفكيكها وتفتيتها باستخدام سلاح الطائفية المقيت بعد أن غطوه برداء الدين الحنيف.. وعندما فقدوا الأمل بتحقيق أهدافهم انتقلوا إلى أعمال التخريب والقتل تحت عناوين وأغطية مختلفة كاستغلال بعض المظاهرات السلمية واستغلال ممارسات خاطئة حصلت من قبل أشخاص في الدولة فشرعوا بعمليات الاغتيال وحاولوا عزل المدن وتقطيع أوصال الوطن وسرقوا ونهبوا ودمروا المنشآت العامة والخاصة وبعد تجريب كل الطرق والوسائل الممكنة في عالم اليوم مع كل الدعم الإعلامي والسياسي الإقليمي والدولي لم يجدوا موطئ قدم لثورتهم المأمولة. ويكمل.. هنا أتى دور الخارج بعد أن فشلوا في كل محاولاتهم.. لم يكن هناك خيار سوى التدخل الخارجي وعندما نقول الخارج عادة يخطر ببالنا الخارج الأجنبي.. مع كل أسف أصبح هذا الخارج هو مزيج من الأجنبي والعربي وأحيانا وفي كثير من الحالات يكون هذا الجزء العربي أكثر عداء وسوءا من الجزء الأجنبي.. أنا لا أريد التعميم.. الصورة ليست بهذه السوداوية.. الدول العربية ليست واحدة في سياساتها.. هناك دول حاولت خلال هذه المرحلة أن تلعب دورا أخلاقيا موضوعيا تجاه ما يحصل في سورية.. هناك دول بالأساس لا تهتم كثيرا بما يحصل بشكل عام.. يعني تقف على الحياد في معظم القضايا.. وهناك دول تنفذ ما يطلب منها.. الغريب أن بعض المسؤولين العرب معنا في القلب وضدنا في السياسة وعندما نسأل لماذا.. يقال أو يقول أنا معكم ولكن هناك ضغوطا خارجية.. يعني هو إعلان شبه رسمي بفقدان السيادة.. ولا نستغرب أن يأتي يوم تربط الدول سياساتها بسياسات دول خارجية على طريقة ربط العملة بسلات عملات خارجية.. وعندها يصبح الاستغناء عن السيادة هو أمر سيادي. وقال الأسد.. الحقيقة هي ذروة الانحطاط بالنسبة للوضع العربي ولكن دائما أي انحطاط هو الذي يسبق النهوض عندما ننتقل من الاستقلال الأول وهو تحرير الأول الذي حصل عندما جلا المستعمر عن أراضيها ننتقل الى الاستقلال الثاني وهو استقلال الإرادة وهذا الاستقلال سنصل إليه عندما تأخذ الشعوب العربية زمام المبادرة في الأوطان العربية بشكل عام لأن ما نراه من سياسات رسمية لا يعكس نهائيا ما نراه على الساحات الشعبية في العالم العربي. وأشار الأسد.. إن الدور العربي الذي رأيناه الآن بشكل مفاجئ لا نراه عندما تكون هناك أزمة أو ورطة بدولة عربية ما.. ولكن نراه بأفضل حالاته عندما تكون هناك ورطة لدولة أجنبية.. لدولة كبرى.. وغالبا ما يكون إنقاذ تلك الدولة من ورطتها على حساب دولة أو دول عربية وغالبا ما يكون من خلال تدمير دولة عربية.. هذا ما حصل في العراق وليبيا وهذا ما نراه الآن في الدور العربي تجاه سورية.. فبعد أن فشلوا في مجلس الأمن لعدم إمكانية إقناع العالم بأكاذيبهم كان لا بد من غطاء عربي وكان لا بد من منصة عربية ينطلقون منها فهنا أتت هذه المبادرة. وأضاف الرئيس السوري.. أنا من طرح المبادرة وموضوع المراقبين خلال لقائي مع وفد الجامعة العربية منذ عدة أشهر.. قلنا طالما أن المنظمات الدولية أتت إلى سورية واطلعت على الحقائق وكان هناك رد فعل إيجابي على الأقل يطلع على الأمور.. نحن لا نقول الأمور كلها إيجابية.. يرون الإيجابي ويرون السلبي ونحن لا نريد أكثر من معرفة الحقيقة كما هي.. فالأحرى بالعرب أن يرسلوا وفدا لكي يطلع على ما يحصل في سورية.. طبعا لم يكن هناك أي اهتمام بهذا الطرح الذي طرحته سورية.. فجأة بعد عدة اشهر نرى بأن هذا الموضوع أصبح محل اهتمام عالمي.. ليس اهتماما مفاجئا بما طرحناه على الإطلاق وإنما لأن المخطط بدأ من الخارج تحت هذا العنوان. وقال الأسد.. بكل الأحوال استمرينا بالحوارات مع الجهات المختلفة وتحدث وزير الخارجية بمؤتمراته الصحفية حول تفاصيل لن أكررها.. كنا نركز على شيء وحيد هو سيادة سورية.. وكنا ننظر على اعتبار ان المواطن العربي والمسوءول العربي والمراقب العربي مهما يكن.. على سوء الوضع العربي .. يبقى لديه عواطف تجاهنا.. يعني نحن نبقى عربا.. نبقى نتعاطف مع بعضنا البعض. وأضاف .. لماذا بدؤوا المبادرة العربية.. نفس الدول التي تدعي الحرص على الشعب السوري كانت في البداية تنصحنا بموضوع الإصلاح.. طبعا هي لا يوجد لديها أدنى معرفة بالديمقراطية وليس لها تراث في هذا المجال ولكن كانوا يعتقدون بأننا لن نسير باتجاه الإصلاح وسيكون هناك عنوان لهذه الدول لكي تستخدمه دوليا بأن هناك صراعا داخل سورية بين دولة لا تريد الإصلاح وشعب يريد أن يصلح أو أن يتحرر أو ما شابه. وقال الرئيس الأسد.. عندما قمنا بالإصلاح كان هذا الشيء مربكا بالنسبة لهم فانتقلوا إلى موضوع الجامعة العربية أو المبادرة العربية.. والحقيقة لو أردنا أن نتبع هذه الدول التي تعطينا نصائح فعلينا أن نعود باتجاه الخلف على الاقل قرنا ونصف القرن.. ما الذي حصل منذ قرن ونصف القرن.. عندما كنا جزءا من الامبراطورية العثمانية تشكل أول برلمان.. ونحن كنا جزءا من هذه الامبراطورية.. المفروض أننا معنيون فيه بشكل أو بآخر.. أول برلمان افتتح في عام 1877 وإذا وضعنا هذا الامر جانبا فأول برلمان في سورية كان في عام 1919 يعني أقل من قرن بقليل فتخيلوا هذه الدول التي تريد أن تنصحنا بالديمقراطية.. أين كانت في ذلك الوقت.. وضعهم كوضع الطبيب المدخن الذي ينصح المريض بترك السيجارة وهو يضعها في فمه. وأضاف الرئيس الأسد.. بالمحصلة كان رد الفعل العربي أو الشعبي في سورية تجاه موضوع الجامعة العربية الغضب.. الحقيقة أنا لم أغضب.. لماذا أغضب من شخص لا يمتلك قراره.. إذا قام شخص بالهجوم علينا بسكين ونحن ندافع فنحن لا نصارع السكين.. نحن نصارع الشخص.. السكين مجرد أداة.. فصراعنا ليس مع هؤلاء.. صراعنا مع من يقف خلفهم.. كان رد الفعل الشعبي غضبا واستياء واستغرابا.. لماذا لم يقف العرب مع سورية بدل أن يقفوا ضد سورية.. أنا أسأل سوءالا.. متى وقفوا مع سورية... لن أعود بعيدا في الماضي لكن لنتحدث فقط عن السنوات القليلة الماضية لنبدأ في حرب العراق بعد الغزو عندما بدأ التهديد تجاه سورية بالقصف والاجتياح وكل هذا الكلام.. من وقف مع سورية... في عام 2005 عندما استغلوا اغتيال الحريري من وقف مع سورية... في عام 2006 ومواقفنا من العدوان الإسرائيلي على لبنان... في 2008 في موضوع الملف في هيئة الطاقة الذرية في الملف النووي المزعوم من وقف معنا... الدول العربية تصوت ضدنا.. هذه الحقائق ربما غير معروفة للكثير من المواطنين ولكن في هذه المفاصل وهذه الحالات لا بد من شرح كل شيء.. في موضوع حقوق الإنسان مؤخرا الدول العربية تصوت ضد سورية.. بالمقابل دول غير عربية تقف مع سورية.. فلذلك علينا ألا نستغرب.. يعني ألا نفاجأ بوضع الجامعة.. فالجامعة هي مجرد انعكاس للوضع العربي.. الجامعة هي مرآة لحالتنا..