كأنها حمّى المناورات في إيران .. ما إن تهدأ في البحر جنوبا حتى تبدأ شرقا على البر .. في زمن التصعيد يختار الحرس الثوري الحدود مع أفغانستان ساحة لمناوراته البرية . وعلى الطرف المقابل للحدود يراقب الناتو بقيادة الأمريكيين استعداد الحرس لأي مواجهة قد تقع . عسكريا يقر الإيرانيون بتفوق أمريكا والغرب..لكن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال، محمد علي جعفري، يرى أن لدى بلاده القدرة على تعطيل التفوق التكنولوجي العسكري لمن وصفهم بالأعداء في حال تعرض بلاده لأي اعتداء.
وفي كل مناورة عسكرية تُطمئن إيران جيرانها بحسن نواياها. وقد رد الأمريكيون بحزم على تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، وأعاد الإيرانيون الكرّة وناوروا قرب الأمريكيين على الطرف الأفغاني، وكأنها مواجهة بين طهران وواشنطن تزداد سخونة مع أنها مازالت باردة . في المواجهة مع أمريكا تبدو إيران وكأنها أكثر تشددا حين تقرر إعدام الأمريكي من أصل إيراني، أمير حكمتي، بتهمة التجسس لصالح "سي اي ايه" .. خطوة ربما ترفع حرارة التصعيد . لا تخفي إيران شعورها بالخطر فتقرر مواجهة التهديد بالتهديد .. قد يقال إنها سياسة حافة الهاوية لكن الإيرانيين يردون بأنهم أدرى بظروف وأوجاع المنطقة