قال المفكر القبطي رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة أن اغلب المسيحيين لا يعرفون أنفسهم باعتبارهم منتمين إلي الحضارة العربية الإسلامية في ظل هذا الخلاف حول الهوية يري غالبية المسيحيين أن الحركات الإسلامية والأحزاب القائمة علي مرجعية إسلامية لا تعبر عنهم وان الهوية العربية والإسلامية مقصورة علي المسلمين فقط وان اختلاف الدين يحول دون وجود ثقافة وحضارة مشتركة نابعة من ديانة الأغلبية. وأضاف حبيب أن اشتراكه في حزب الحرية والعدالة من وجهة نظر غالبية المسيحيين شيئا غير متوقع وغير مقبول من وجهة نظري لان المجتمع المصري مجتمع شرقي متدين ومحافظ وثقافته تأتي من ديانة الأغلبية ولكنها تعبر عن كل المنتمين إلي المجتمع لان المشترك بينهما هو النمط المحافظ الشرقي المتدين لذا أري أن الثقافة والحضارة العربية والإسلامية تعبر عن المسيحيين والمسلمين وان المشاريع السياسية للحركة الإسلامية تعبر عن تقاليد المجتمع والمسلمين والمسيحيين.. في الوقت الذي يري معظم المسيحيين انه لا أرضية مشتركة مع الأحزاب ذات المرجعية الدينية بينما أري عكس ذلك. وأكد المفكر القبطي رفيق حبيب أن أي نظام مستبد يري في نفسه انه الوطن ويتصور نفسه انه الوحيد الذي يحمي الوطن وبالتالي يصل لمرحلة ينفصل بها عن الوطن ولا يدرك إلا مصالحه .. لا يوجد نظام مستبد إلا وينعزل عن وطنه وتصبح الأولوية له هو تحقيق مصالحه لا مصالح وطنه .. النظام المستبد يتبع دائما سياسة فرق تسد مثل الاستعمار، لذا كنت دائما اسميه الاستعمار المحلي لأنه إذا تماسك المجتمع وقويت فئاته فانه سيصد هذا النظام المستبد وبالتأكيد النظام السابق استفاد من الفجوة بين المسلمين والمسيحيين وعمقها وأبقاها ولم يحاول أن يعالجها حتي يحمي بقاءه في السلطة . وحول أسباب التفوق الإسلامي والتخوف المسيحي قال"ما تحقق من فوز وتقدم للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية هو أن التيار الإسلامي يمثل الأغلبية داخل المجتمع المصري وان كان البعض لم يلحظ هذا من قبل إلا أنها كانت موجودة حتي في زمن النظام السابق.. وهو ما يعني أن جماهير التيار الإسلامي تمثل أغلبية داخل المجتمع.. وبالنسبة لغالبية المسيحيين لم يكن لديهم هذا التوقع لذا كانت النتيجة غير متوقعة لهم وكانت ردود أفعالهم تعبر عن تخوفاتهم ومسألة أن يشعر البعض بالخوف ويلجأ إلي قرار الهجرة فهذا قرار متسرع في توقيت غير ملائم لأننا في مرحلة انتقالية يجب أن نصبر خلالها علي بعضنا البعض ويجب أن نبحث عن بدائل أخري هي التعرف والتعارف والمشاركة السياسية لأنه مع الوقت وفي ظل مناخ الحرية والديمقراطية المجتمع الضمير سيتجه للاعتدال والتماسك والحوار والمشاركة "